Page 130 - merit 52
P. 130

‫العـدد ‪52‬‬   ‫‪128‬‬

‫أبريل ‪٢٠٢3‬‬

‫كعملية بناء معان في إطار النشاطات التي يقوم بها‬
                                     ‫الأفراد‪.‬‬

‫أو ًل‪ :‬التنوع الثقافي للشخصيات والبحث‬
              ‫عن الخلود‬

‫«ليس كل رحيل يأتي بالموت‪ ،‬هناك فراق يفرضه‬
              ‫الواقع‪ ،‬وأصدقاء تخطفهم الحياة»‬

     ‫مفهوم الشخصية من المفاهيم الدالة على معاني‬
      ‫متعددة تغطيها حقول معرفية وفكرية مختلفة‬
  ‫مثل علم النفس‪ ،‬وعلم الاجتماع‪ ،‬والفلسفة‪ ،‬والطب‬
 ‫النفسي‪ ،‬وعلم وظائف الأعضاء؛ فنراه ‪-‬أى مفهوم‬
   ‫الشخصية‪ -‬في الفلسفة يعني الوعى الذاتي للأنا‪،‬‬
    ‫وفي الطب النفسي يمثل مفهوم الشخصية ردود‬
 ‫فعل الإنسان ونزعاته كما حددتها الوراثة‪ ،‬وفي علم‬
   ‫الاجتماع نجد أن الشخصية هى السلوك الفردي‬
‫الذي يجسد ثقافة المجتمع المحيط به‪ ،‬وفي علم النفس‬
‫نراه يدلنا على الإنسان باعتباره مجموعة استجابات‬
‫عضوية ونفسية في لحظات زمنية محددة‪ ،‬ربما لذلك‬
  ‫اهتمت الكاتبة باختيار أسماء الشخصيات لتعكس‬
 ‫أدوارهم الحياتية؛ فالأسماء ما هى إلا رموز ترتبط‬

               ‫أهميتها بدلالاتها وتكوينها النفسي‪.‬‬
  ‫في الرواية الحالية نجد أن السيرة الذاتية للدكتور‪:‬‬

       ‫نبيل هواري تضمنت السير الذاتية للطلاب‪،‬‬
     ‫بالصورة التي تأخذنا بها شخصية‪ :‬نادر الذي‬
‫يعمل في تحقيق التراث‪ ،‬والباحث عن ذاته بين ثلاث‬

         ‫سيدات هن‪ :‬فاطمة الخولي حبيبته الأولى‬
         ‫التي كسرت قلبه والتي عاد إليها في ختام‬
          ‫الأحداث‪ ،‬ثم‪ :‬منى ابنة عمه التي تزوجها‬

              ‫وسافرا م ًعا للعمل في المملكة العربية‬
          ‫السعودية وأنجب منها البنات‪ ،‬ثم‪ :‬رحمة‬

              ‫فتاة الليل التي مارس معها عشوائية‬
          ‫المشاعر‪ ،‬يقول‪« :‬في البداية ظننتها ليلة‬
         ‫وستمر‪ ،‬جلست أسمعها‪ ،‬كانت مندهشة‬
          ‫من أن هناك رج ًل يستطيع أن يسمع»!‬
      ‫تتجلى هنا شخصية الرجل المتسامح الصبور‪،‬‬
      ‫الذي تح َّمل الأذى النفسي من زوجته‪ ،‬والذي‬
  ‫كان عليه إعداد ومراجعة المجموعة الكاملة لأعمال‬
   ‫دكتور‪ :‬نبيل الأدبية والعلمية‪ ،‬وترجمة ومراجعة‬
   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135