Page 132 - merit 52
P. 132

‫الأدب مرآة تعكس حياة‬
                                                         ‫المجتمعات النفسية والاجتماعية‬

                                                           ‫والفكرية‪ ،‬من ذلك نصل إلى أن‬
                                                       ‫الحكاية في الكتابات الأدبية عبارة‬

                                                             ‫عن عمل درامي يرصد تفاصيل‬
                                                            ‫الحياة في مكان ما‪ ،‬وفي فترة‬
                                                             ‫زمنية محددة‪ ،‬هذا إذا اعتبرنا‬
                                                        ‫حياة الأبطال داخل العمل الروائي‬
                                                            ‫حكاية يكتبها الزمن‪ ،‬من أجل‬
                                                         ‫خلق التجارب الفكرية والعاطفية‬
                                                            ‫الواقعية أو المتخيلة من خلال‬
                                                             ‫الحبكة‪ ،‬والتسلسل المنطقي‪،‬‬

                                                               ‫والتصوير‪ ‬الفني‪ ‬للشخصيات‪.‬‬

 ‫ربما لذلك كان السرد الوصفي لأحوال الشخصيات‬                      ‫ثان ًيا‪ :‬لغة العلاقات‬
    ‫النفسية والكشف عن هواجسهم وانفعالاتهم من‬                   ‫المكانية وأنماط الكفاح‬

‫حيث أجواء التكاتف التي سادت القرية كما صورتها‪:‬‬             ‫«أ َّل يلمس ألمك سواك‪ ،‬تلك هي معاناة الإنسان‬
‫َهنا‪ ،‬وخبرات الطفولة السلبية التي تعد الأساس لبناء‬                                            ‫الكبرى»‬

   ‫الشخصية في حالة‪ :‬ندى‪ ،‬والتي من خلالها نصل‬                    ‫الأدب مرآة تعكس حياة المجتمعات النفسية‬
  ‫إلى أن كفاحها لتحقيق الذات اتخذ نمطين تب ًعا لحدة‬     ‫والاجتماعية والفكرية‪ ،‬من ذلك نصل إلى أن الحكاية‬
‫القلق‪ ،‬أو ًل‪ :‬نمط الكفاح السوي من أجل تحقيق الذات‬
 ‫مع الاحتفاظ بأهدافها الاجتماعية‪ ،‬تقول‪« :‬من أقسى‬           ‫في الكتابات الأدبية عبارة عن عمل درامي يرصد‬
‫الأمور أن تحصل على الشىء المناسب أو الشخص‬               ‫تفاصيل الحياة في مكان ما‪ ،‬وفي فترة زمنية محددة‪،‬‬
 ‫المناسب في الوقت أو المكان غير المناسبين‪ ،‬فقدت‬
                                                           ‫هذا إذا اعتبرنا حياة الأبطال داخل العمل الروائي‬
     ‫أبي طفلة‪ ،‬وفقدت ذكراه وسط محاولات أمي‬               ‫حكاية يكتبها الزمن‪ ،‬من أجل خلق التجارب الفكرية‬
  ‫لتشويهها»‪ .‬وثان ًيا‪ :‬نمط الكفاح غير السوي حيث‬
  ‫تحولت حاجتها إلى الحب والتبادل الرومانتيكي مع‬             ‫والعاطفية الواقعية أو المتخيلة من خلال الحبكة‪،‬‬
‫الآخر كشريك إلى عصابية ُملحة ُيعتمد عليها كتسكين‬          ‫والتسلسل المنطقي‪ ،‬والتصوير الفني للشخصيات‪.‬‬
   ‫للعقد العاطفية‪ ،‬مع ملاحظة أن‪ :‬مراد اشترك معها‬
  ‫في نمط الكفاح غير السوي‪ ،‬حيث الحاجة العصابية‬               ‫ولأن علاقة علم النفس بالأدب ممتدة بداي ًة من‬
 ‫إلى الاستفادة من الآخرين والحصول على الإعجاب‪،‬‬         ‫الفلسفة ونظرية التطهير النفسي لأرسطو‪ ،‬ثم العلماء‬
  ‫فإذا كانت شخصية‪ :‬ندى تتسم بمعايشة الألم‪ ،‬مع‬           ‫الذين ساروا على النهج؛ فالراوية العليمة‪َ :‬هنا قامت‬
‫الإصرار على التعلق بالحرية‪ ،‬والتماهي في الخيال عبر‬
 ‫آلية (الهروب) من الواقع؛ ذلك الخيال الذي تجد فيه‬           ‫باعطاء شخصياتها الرئيسية فرص التعبير عما‬
  ‫متنف ًسا روحيًا وجسد ًّيا‪ ،‬إلا أن النتيجة يتم حسمها‬  ‫يجول بخاطرهم ورؤاهم‪ ،‬من أجل الكشف عن خطوط‬

                                                            ‫التواصل الفعلي بين ثنائيات (الحب‪ /‬الكراهية)‪،‬‬
                                                       ‫و(الخير‪ /‬الشر) التي بدونها ‪-‬أى خطوط التواصل‪-‬‬

                                                                    ‫لا يمكن بناء السياق الدرامي للأحداث‪.‬‬
   127   128   129   130   131   132   133   134   135   136   137