Page 131 - merit 52
P. 131

‫نون النسوة ‪1 2 9‬‬

    ‫بعض الأبحاث‪ ،‬والإشراف على نشر السيرة‬
 ‫والمجموعات بصحبة‪ :‬ندى حافظ أستاذ الأدب‬
‫الحديث بجامعة القاهرة‪ ،‬المطلقة من دكتور‪ :‬عبد‬
 ‫العزيز المنياوي‪ ،‬الذي وصفته بالبخل الشديد‪،‬‬

    ‫والذي أنجبت منه ابنها الوحيد‪ :‬علاء‪ ،‬والتي‬
  ‫تقع فريسة علاقة عاطفية مع الفنان التشكيلي‪:‬‬
  ‫مراد فهمي الرجل الانتهازي الح َّكاء الذي يهتم‬
   ‫بالتفاصيل‪ ،‬تقول‪« :‬لا تعرف يا علاء أن أمك‬
 ‫قضت طريقها من الكويت إلى القاهرة في بكاء‬

          ‫لم ينقطع‪ ،‬عادت كتلة من الدموع»‪.‬‬
       ‫من خلال توصيات دكتور‪ :‬نبيل تعرفنا‬
  ‫أي ًضا على شخصية الراوية العليمة‪َ :‬هنا المعلمة‬
    ‫التي تجاوزت الخامسة والثلاثين دون‬
    ‫أن تحقق لزوجها‪ :‬جمال ُحلم الأبوة‪،‬‬
 ‫والذي ننتقل من خلاله لشخصية والده‪:‬‬
   ‫ناصر‪ ،‬الباحث عن الخلود الذي يجعل‬
    ‫شخصيتها ‪-‬أى َهنا‪ -‬متأرجحة بين‬
  ‫شخصية زوجها الرجل الوفي‪ ،‬وغضب‬
    ‫والده النابع من رغبته في تخليد اسمه كرب‬
     ‫أسرة وصاحب كلمة‪ ،‬والحريص على تعليم‬
‫أولاده والتضحية في سبيل إسعادهم‪ ،‬يقول الأب‪:‬‬
 ‫«لكن الحياة يا ابنتي أكثر قسوة مما نتخيل‪،‬‬
  ‫لو أن أحدكما مريض لأنفقت كل ما أملك كي‬
  ‫أحمل لكما ول ًدا‪ ،‬أنا مؤمن يا بنتي‪ ،‬لكن أمي‬
  ‫ماذا أقول لها يوم الموقف العظيم؟ أأقول لها‬
    ‫إنني نسيت وصيتها‪ ،‬ضيعت اسم أبي!»‪.‬‬
   ‫هنا يمكننا ملاحظة أن حرص الدكتور‪ :‬نبيل‬
‫على نشر سيرته الذاتية‪ ،‬وأعماله الكاملة ُيعد رعبًا‬
   ‫ضد الموت ورغبة في الخلود أي ًضا؛ وكأن الأنا‬
 ‫انقسمت إلى اثنتين‪ ،‬واحدة تدرك موتها القريب‪،‬‬
   ‫والأخرى تنكر ذلك‪ ،‬وكأن إحدى مهام الحكي‬
   ‫النفسي في الرواية قائمة على توجيه سلوكيات‬
 ‫الشخصيات إلى العمل الجماعي وتنمية ما لديهم‬
  ‫من رؤى تجعل من التنوع الثقافي أداة إدماج في‬
  ‫عالم انفتاح الهويات الثقافية على مصراعيها؛ ولأن‬
      ‫الشخصيات ومواقفها الحياتية في الرواية محل‬
  ‫القراءة عبارة عن حلقات متقاطعة اجتماعيًّا وفكر ًّيا؛‬
‫فنجد أن (الآخر) يلعب دائ ًما دور الموضوع (الشريك)‬

                                 ‫في حياة (الأنا)‪.‬‬
   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135   136