Page 127 - merit 52
P. 127

‫نون النسوة ‪1 2 5‬‬

      ‫أما المؤشر السياقي الثاني فيتعلق بالمرجع‬
       ‫المكاني‪ /‬الشرفة؛ وتدل على علاقة الداخل‬
     ‫بالخارج في العلاقات المكانية‪ ،‬ومدى صلتها‬
 ‫بالأصوات‪ ،‬والذكريات؛ فالشرفة تطل على أزمنة‬
 ‫أخرى تصل الماضي بالمستقبل؛ أي تتصل أي ًضا‬
    ‫‪-‬عن طريق التأشير العائدي‪ -‬بالآثار الأدبية‬
  ‫والعلمية التي تركها د‪.‬نبيل من جهة‪ ،‬وأصوات‬
   ‫أصحابه وتلاميذه وشبكات العلاقات العاطفية‬
 ‫التي اقترنت بمصائرهم أو مصائرهن ومدلولها‬

             ‫السردي التاريخي من جهة أخرى‪.‬‬
  ‫وأرى أن الحجة الاستدلالية الرئيسية المتضمنة‬
 ‫‪-‬في الخطاب‪ -‬تتصل بالصحة النسبية لفرضية‬
  ‫اتصال الأثر الفني‪ ،‬أو الأدبي‪ ،‬أو مدلول السير‬

      ‫التاريخية السردي ببنية الحضور؛ ومن ثم‬
    ‫ينطلق النص من فكرة عودة إنجي أقلاطون‪،‬‬
    ‫أو عودة الدكتور نبيل في البدء بعمل أرشيف‬
‫لأعماله الكاملة التي يتوقع أن تطل على الآخر من‬
‫خلال علامة الشرفة؛ ومن ثم تصبح النتيجة هي‬
 ‫اتساع فضاء الشرفة الزمكاني؛ ليشمل الصوت‬
 ‫القديم المتجدد المقاوم للنهايات‪ ،‬والأثر الأدبي أو‬
  ‫الفني؛ واتساع دائرة الأصوات المماثلة لخبرات‬

                      ‫الذاكرة‪ ،‬أو الحلم الأسبق‪.‬‬
   ‫وتنسج الساردة في خطابها سلسلة من أفعال‬

        ‫الكلام الإخبارية أو التمثيلية التي تخبرنا‬
 ‫بالعلاقات الثقافية والاجتماعية المعقدة المتضمنة‬
 ‫في حالات الحب‪ ،‬والانفصال‪ ،‬وعلاقتها بالتأويل‬

     ‫الجمالي لأعمال الفن‪ ،‬والبحث عن الخصوبة‬
‫المؤجلة‪ ،‬أو صورة الآخر في العالم الداخلي للأنثى‬

     ‫في حكايات ندى ومراد‪ ،‬وهنا وجمال‪ ،‬ومنى‬
  ‫ونادر؛ ومدى اتصال هذه الحكايات بالأحاديث‬
  ‫الثقافية والأدبية واستلهام شخصيتي الدكتور‬

      ‫نبيل‪ ،‬والدكتورة أميرة‪ ،‬وشرفة المنزل التي‬
  ‫تتصل بالآخر المحتمل بصورة دائرية محتملة؛‬
  ‫ومن ثم تكمن قوة فعل الكلام التمثيلي في تأثير‬

      ‫الاتصال بين مصائر الشخصيات‪ ،‬ومدلول‬
     ‫الأعمال الفنية‪ ،‬وأطياف الشخصيات الأدبية‬
   ‫المؤثرة مثل طيف الدكتور نبيل في بنية السرد‬
   ‫الآنية‪ ،‬وطيف إنجي أفلاطون المستعاد كمرجع‬
   ‫شخصي متجدد في موقف التواصل؛ أما لازم‬
   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132