Page 137 - merit 52
P. 137

‫‪135‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

 ‫قيمته وأثره‪ ،‬ولا حتى عن روعة‬              ‫وكان الرجل بعد أن توطدت‬            ‫الفترة أكثر من باح ٍث أكاديمي‬
‫مؤلفه في تجاوزه بعد فترة‪ ،‬لكنني‬         ‫علاقتنا ومحبتنا يم ُّدني بالكتب‪،‬‬     ‫مجتهد بالتأكيد‪ ،‬يعرفه أساتذته‬
 ‫سأح ِّدثك كما وافقتك عن علاقتي‬          ‫مجموعات قصصية‪ ،‬وروايات‪،‬‬
                                         ‫وكتب فكرية ونقدية وثقافية‪..‬‬                     ‫وطلابه ومريدوه‪.‬‬
  ‫ورؤيتي عن الكتاب وأهميتِه في‬                                                    ‫ظللت في برديس بسوهاج‬
                ‫مشروع الرجل‪.‬‬                                     ‫إلخ‪.‬‬       ‫بضعة شهور‪ ،‬حتى ما بعد غزو‬
                                      ‫إلى أن اشتعلت أزمة الدكتور نصر‬        ‫العراق للكويت‪ ،‬ثم اضطررت إلى‬
   ‫ِمن الصعب الزعم أنه أهم كتب‬                                                ‫مصاحبة أبي وأمي للعودة إلى‬
 ‫الدكتور نصر حامد أبو زيد‪ ،‬لكن‬           ‫حامد أبو زيد تقريبًا في أواخر‬       ‫قنا‪ ..‬وظللت عا ًما أو يزيد قلي ًل‬
  ‫أهميته تنبع من ضرورة قراءته‬          ‫عام ‪ ،1992‬وبدأت أقرأ عنه وعن‬          ‫تائ ًها لا أعرف أح ًدا ولا يعرفني‬
‫أو ًل لمن يريد أن يعرف كيف يفكر‬                                              ‫أحد في تلك المدينة التي غادرتها‬
 ‫العا ِل‪ ،‬وما منهجه‪ ،‬وبخاصة أنك‬           ‫الأزمة في الصحف والمجلات‪،‬‬            ‫طف ًل‪ ،‬حتى بدأ ُت شيئًا فشيئًا‬
‫لو تع َّمقت في مشروع نصر حامد‬              ‫وتقريبًا (مرة أخرى) في عام‬       ‫أعرف الناس ويعرفونني‪ ،‬وكان‬
 ‫أبو زيد ستكتشف أن له خطوا ٍت‬             ‫‪ 1993‬همس في أذني الأستاذ‬             ‫ممن عرفت في الثقافة وأندية‬
 ‫منهجية وإجرائية بدأت مع كتاب‬           ‫محمد نصر يس أنه حصل على‬                  ‫الأدب الأستاذ محمد نصر‬
                                      ‫نسخ ٍة مصورة من كتاب «مفهوم‬             ‫يس ‪-‬رحمه الله‪ -‬الذي ِصرت‬
                  ‫مفهوم النص‪.‬‬           ‫النص» للدكتور نصر‪ ،‬وأنه على‬         ‫بمرور الوقت ِمن المترددين عليه‬
  ‫والكتاب‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬ليس سه ًل‪،‬‬        ‫استعداد أن يصور لي نسخة إذا‬            ‫في مكتبه بهيئة الري‪ ،‬وكانت‬
 ‫ربما كانت مقدمته وفصله الأول‬         ‫أرد ُت‪ .‬فرجوته أن يفعل‪ ..‬وهو ما‬         ‫قريبة من قصر الثقافة القديم‪،‬‬
                                        ‫فعله مشكو ًرا ‪-‬ر ِحمه الله‪ -‬وما‬
    ‫المعن َون بـ»النص في الثقافة‪-‬‬       ‫أزال أذكر مشهد تسليمه الكتاب‬
‫التشكل والتشكيل» أسه َل ما فيه‪،‬‬             ‫لي وهو يل ُّفه في كي ٍس أسو َد‬
  ‫لكن ما جاء بعد ذلك ليس سه ًل‬
‫للعامة من القراء‪ ،‬يحتاج إلى صب ٍر‬             ‫ويوصيني بقراءته جي ًدا‪.‬‬
 ‫وج َلد‪ ،‬وف ْه ٍم سابق لعلوم القرآن‪،‬‬      ‫كانت هذه أول مر ٍة أقرأ فيها‬
  ‫وبعض مباحث اللغة‪ ،‬وهو ما لا‬         ‫للرجل كتا ًبا‪ ،‬وكنت قد قرأت ق ْبل‬
‫يعني غمو ًضا ولا ِثق ًل‪ ،‬لكنه يعني‬       ‫ذلك أن كتابه «مفهوم النص»‬
                                         ‫هذا واح ٌد من أسباب الأزمة‪.‬‬
     ‫احتياج قارئه لخبرا ٍت قرائية‬
   ‫سابقة تساعده على الاستمتاع‬                 ‫***‬

             ‫أكثر من الفهم فقط‪.‬‬          ‫بنا ًء على رغبتك لن أح ِّدثك عن‬
‫لكنه بالنسبة لي كان سه ًل ج ًّدا في‬   ‫كتاب «مفهوم النص»‪ ،‬ولا عن‬

 ‫فهمه واستيعابه‪ ،‬والاستمتاع به‬
                    ‫أي ًضا‪ ..‬لماذا؟‬

‫لأنني َسبق وأن قلت لك إنني كنت‬
‫ق ْبل معرفتي بالدكتور نصر حامد‬

  ‫وبالكتاب مول ًعا بكتب التراثيين‪،‬‬
    ‫بل كنت غار ًقا فيها‪ ،‬ليس فقط‬
    ‫كتب الأدب واللغة‪ ،‬لكن أي ًضا‬
    ‫كتب التفسير والفقه والسيرة‬

 ‫والتاريخ الإسلامي‪ ،‬ومن ثم جاء‬
‫الكتاب قريبًا من كثير مما أعرف‪،‬‬

      ‫وبخاصة فصوله عن علوم‬
                        ‫القرآن‪.‬‬
   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142