Page 141 - merit 52
P. 141

‫‪139‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

    ‫في انتظار الكشف عنده‪ -‬أقرأ‬            ‫إذ لم يكن متوف ًرا غير هذا الكتاب‬       ‫‪-‬زيارة الأستاذ جمال‪ -‬وعن‬
  ‫مجلة «أدب ونقد» هذه‪ ،‬فما كان‬               ‫عند الأستاذ محمد نصر يس‪،‬‬              ‫الندوة التي عقدناها في كلية‬

    ‫منه عند دخولي إلا أن سألني‬             ‫ر ِحمه الله‪ ،‬وعند غيره ممن كان‬                             ‫الآداب‪.‬‬
    ‫ع َّما أقرأ‪ ،‬وماذا أجد‪ ،‬لأكتشف‬                              ‫يعرفهم‪..‬‬      ‫في الحقيقة توقف مؤتمر الدكتور‬
  ‫أنه واحد ِمن كبار المثقفين‪ ،‬وأن‬
‫مكتبته تتضمن كنو ًزا معرفية كان‬                 ‫وقلت لك إنني تابعت أزمة‬         ‫نصر حامد أبو زيد الذي كانت‬
   ‫لها الفضل في كثي ٍر من تشكيل‬           ‫الدكتور عبر الصحف والمجلات‪،‬‬               ‫تنظمه مؤسسته للدراسات‬
                                                                                   ‫الإسلامية‪ ،‬برعاية الدكتورة‬
                  ‫وعيي الجديد‪.‬‬               ‫وبعي ًدا تبنِّي جريدة «الأهرام»‬
   ‫ولم تكد تمر شهور قليلة حتى‬              ‫للقضية‪ ،‬وملف مجلة «القاهرة»‬         ‫إبتهال يونس‪ ..‬توقف بعد ثلاث‬
    ‫بدأ الدكتور إبتهاج في إمدادي‬          ‫الذي ح َّدثتك عنه‪ ،‬وجدت مقالا ٍت‬    ‫دورات تقريبًا‪ ،‬ربما تسنح فرصة‬
   ‫بكتب الدكتور نصر‪ ،‬و ِمن هذه‬              ‫متفرقة تنشرها للدكتور مجلة‬
   ‫الكتب كتاب «الاتجاه العقلي في‬          ‫«أدب ونقد»‪ ،‬فكانت هذه المقالات‬              ‫لأحدثك عن دوراته تلك‪.‬‬
 ‫التفسير‪ -‬قراءة في قضية المجاز‬                                                      ‫أعت ِرف أنني مقصر في حق‬
  ‫في القرآن عند المعتزلة»‪ ،‬وكتاب‬             ‫اكتشا ًفا ومتعة أخرى بجانب‬           ‫الدكتورة إبتهال يونس؛ إذ لم‬
                                           ‫مقالات وقراءات أخرى للدكتور‬          ‫أتواصل معها منذ فترة‪ ،‬لكنني‬
           ‫«نقد الخطاب الديني»‪.‬‬            ‫محمود إسماعيل صاحب كتاب‬                 ‫أعرف أنها ربما كانت مت َعبة‬
‫ولك أن تتصور فرحة عاش ٍق بلقاء‬              ‫«الحركات السرية في الإسلام»‬            ‫قلي ًل‪ ..‬لكنني خلال ساعات‬
‫محبوب ٍة كان يبحث عنها منذ فتر ٍة‬        ‫الذي تعرفت عليه وتابعته منذ تلك‬      ‫سأسعى للاطمئنان عليها‪ ..‬أرجو‬
 ‫بعيدة‪ ،‬إذ لم ي ُك كتا ٌب واح ٌد كافيًا‬
‫لإشباع الرغبة‪ ،‬ولا كانت المقالات‬                                 ‫اللحظة‪.‬‬                      ‫أن تكون بخير‪.‬‬
                                              ‫وتشاء الأقدار يا صديقي أن‬         ‫وأرجو ممن هو قريب منها‪ ،‬أو‬
    ‫المتفرقة كذلك‪ ،‬وما كانت أزمة‬              ‫ألتقي في هذا التوقيت‪ ،‬الرائ َع‬   ‫على تواصل معها‪ ،‬من القراء‪ ،‬أن‬
    ‫لجنة الترقيات مفهوم ًة عندي‬             ‫الجميل الدكتور إبتهاج ِمساك‪،‬‬
‫دون أن أقرأ الكت َب الأزم َة نفسها‪،‬‬       ‫في قنا‪ .‬ولعلك قرأت لي شيئًا عنه‬                      ‫يطمئننا عليها‪.‬‬
  ‫بعي ًدا عن إشارات التقارير التي‬          ‫وعن علاقتي به كمثق ٍف عقلاني‬
   ‫كانت موجزة‪ ،‬وبالتأكيد كانت‬                  ‫من طراز رفيع‪ .‬وهو طبيب‬                 ‫***‬
                                         ‫مسالك َبوليَّة‪ ،‬تعرفت عليه صدف ًة‬
            ‫مقت َط َعة من سياقها‪..‬‬            ‫في عيادته عندما رآني ‪-‬وأنا‬          ‫أريد أن أعود بك إلى فترة ما‬
      ‫فأقبل ُت على الكتابين‪ ،‬واح ًدا‬                                             ‫بعد «مفهوم النص»‪ ،‬منتصف‬
    ‫تلو الآخر‪،‬‬                                                                 ‫تسعينيات القرن الماضي في قنا‪،‬‬
  ‫بنه ٍم شديد‪..‬‬
      ‫وأدركت‬
     ‫بعد قراءة‬
 ‫الكتاب الثاني‬
   ‫تحدي ًدا لماذا‬
 ‫ثارت الأزمة‪،‬‬
      ‫وأدركت‬
  ‫أكثر أن أزمة‬
 ‫الرجل لن تمر‬
  ‫بسهولة‪ ،‬بعد‬
   ‫أن فضح ما‬
  ‫كان مستت ًرا!‬
   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146