Page 143 - merit 52
P. 143

‫‪141‬‬       ‫تجديد الخطاب‬

‫جمال عمر‬  ‫إبتهاج ِمساك‬                                  ‫إبتهال يونس‬          ‫عن رؤيته حول تجديد الخطاب‬
                                                                                ‫الديني‪ ،‬وإشكاليات التأويل‪،‬‬
        ‫والتاريخية والدينية التي‬           ‫لك ْن يمكنك قراءة الصفحات‬
  ‫رسمت ملامح مشروعه الفكري‬                ‫الأربعين الأولى وأنت مطمئن‬          ‫وخطابات التحريم‪ ،‬ما فيه مما‬
   ‫والثقافي‪ ..‬فهو ِمن هذه الناحية‬          ‫تما ًما أنك ستستمتع بالإطار‬             ‫يق ِّربك من مشروعه كله‪.‬‬
                                        ‫التاريخي لنشأة الفكر الاعتزالي‬
   ‫واحد ِمن أهم كتبه عندما تريد‬                                               ‫راجيًا ألا تنسى وسط ما نحن‬
 ‫تتبع خطوا ِته الفكرية ومنطلقاته‪.‬‬                              ‫نفسه‪.‬‬         ‫فيه‪ ،‬أنت وأنا‪ ،‬أنني أتحدث عن‬
                                           ‫لكن ما عدا ذلك مما امتلأ به‬       ‫وجهة نظري الشخصية‪ ،‬وأنني‬
   ‫أ َّما الكتاب الآخر‪ ،‬فكتابه «هكذا‬  ‫الكتاب من أنواع المجاز‪ ،‬والدلالات‬
     ‫تكلم ابن عربي»‪ ،‬وذلك لأنك‬              ‫اللغوية‪ ،‬وشروط الموا َضعة‬          ‫أتحدث إليك منطل ًقا من نقط ٍة‬
                                           ‫والقصد‪ ،‬ومصطلح المثل عند‬              ‫معيَّنة‪ ،‬هي نقطة كيف تقرأ‬
   ‫كما تعرف فإ َّن َتل ِّقي ابن عربي‬       ‫المفسرين‪ ،‬والتأويل عند ابن‬                              ‫الرجل‪.‬‬
   ‫نف ِسه ليس سه ًل‪ ،‬ولا أشك في‬       ‫عباس ومجاهد والف َّراء‪ ،‬والتوحيد‬
   ‫أنك ستتوه كثي ًرا بين الشريعة‬           ‫وقضية الرؤية‪ ،‬ومبدأ العدل‬        ‫غ ًدا أذكر لك أهم كتاب ْين يجب ألا‬
    ‫والعرفان‪ ،‬وألق الروح وعتمة‬         ‫وقضية خ ْلق الأفعال‪ ..‬إلخ‪ .‬فهذا‬      ‫تقرأهما إلا متأخ ًرا ج ًّدا؛ لأنك لو‬
                                       ‫مما ستتساءل بعدها قائ ًل ما لي‬        ‫قرأ َتهما مبك َرا س ُيس َقط في يدك‪،‬‬
      ‫التاريخ‪ ،‬ومراتب التجليات‪،‬‬       ‫أنا وهذا‪ ،‬وأين هو مشروع الرجل‬
      ‫والكشف والستر والوجود‬                                                   ‫وربما خاطب َت ربك قائ ًل‪ :‬ربي‬
  ‫والمشاهدة‪ ،‬وستظن أن الدكتور‬                     ‫الذي يتحدثون عنه!؟‬           ‫إني م َّسني الضر وأنت أرحم‬
 ‫نصر يتحدث عن الصوفية وكأنه‬                ‫رغم أن هذه الكتاب تحدي ًدا‪،‬‬
     ‫يشرحها‪ ،‬لكنه في الحقيقة لا‬            ‫وأظنه رسالته في الماجستير‪،‬‬                           ‫الراحمين!‬
  ‫يفعل‪ ،‬لكنه يدرسها هنا باعتبار‬        ‫كان انطلاق َته العقلية الأولى التي‬
    ‫التجربة الصوفية الحقيقية في‬            ‫ك َّرست لمبدأ العقل في تحليل‬            ‫***‬
  ‫التراث العربي (وليست دروشة‬               ‫الظواهر اللغوية والاجتماعية‬
     ‫هذه الأيام) كانت ثورة ضد‬                                              ‫قلت إ َّن هناك كتابين أنصحك ‪-‬في‬
‫المؤسسة الدينية التي ح َّولت الدين‬                                            ‫السياق الذي نحن بصدده ِمن‬

                                                                           ‫كيف تقرأ الدكتور نصر‪ -‬بتأخير‬
                                                                                                ‫قراءت ْيهما‪.‬‬

                                                                               ‫ولعلك ستنتبِه‪ ،‬وأنت الشاعر‬
                                                                                ‫المبدع‪ ،‬إلى أ َّن هذه النصيحة‬
                                                                               ‫على إطلاقها لا تجوز في ال ِعلم‬
                                                                             ‫والمعرفة‪ ،‬فليس ِمن حق أحد أن‬
                                                                              ‫يقول لك ماذا تقرأ أو ما الذي‬
                                                                             ‫لا تقرأه‪ .‬لا أحد يمكن أن يكون‬

                                                                                             ‫وصيًّا عليك‪..‬‬
                                                                            ‫لكنني هنا أنطلِق مما طلب َته مني‬

                                                                               ‫بحكم ما تظنه أنت من خبر ٍة‬
                                                                                     ‫عندي في قراءة الرجل‪.‬‬

                                                                            ‫أ َّما الكتاب الأول الذي أريدك أن‬
                                                                              ‫تؤخر قراءته‪ ،‬فكتابه «الاتجاه‬
                                                                              ‫العقلي في التفسير‪ -‬دراسة في‬
                                                                                 ‫قضية المجاز في القرآن عند‬
                                                                                ‫المعتزلة»؛ فهذا الكتاب أقرب‬

                                                                           ‫للمتخصصين في البلاغة العربية‪،‬‬
   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148