Page 146 - merit 52
P. 146

‫لم أن َس‪ ،‬ولم أتجاهل ‪-‬ولا أظني‬                                               ‫العـدد ‪52‬‬                            ‫‪144‬‬
‫أنسى أو اتجاهل يا صديقي‪-‬‬
                                                                                             ‫أبريل ‪٢٠٢3‬‬     ‫الأستاذ جمال عمر‪ -‬إلى مدينة‬
‫الدكتوره إبتهال يونس‪ ،‬رفيقة‬                                                                                 ‫قنا‪ ،‬تلك الزيارة التاريخية التي‬
                                                     ‫حامد أبو زيد»‪ .‬وشارك فيها ِمن‬
‫الدكتور وشريكته في مشواره‬                           ‫قنا الصديقان الدكتور جمال عطا‪،‬‬                              ‫تمر الآن ذكراها العاشرة‪.‬‬

‫العلمي‪ ،‬وفي محنته؛ فهي الزوجة‬                         ‫والدكتور وائل النجمي‪ ،‬وأظنني‬                                ‫***‬
                                                      ‫كنت مدي ًرا للندوة التي تض َّمنت‬
‫التي صدر بشأنها ُحكم بالتفريق‬                                                                            ‫صحيح أنني أكتب لك عن الدكتور‬
‫بينها وبين شريكها‪ ،‬ق ْبل أن يتم‬                         ‫عد ًدا من الشهادات والقراءات‬                        ‫نصر حامد‪ ،‬وليس عن الأستاذ‬
                                           ‫إيقافه‪.‬‬    ‫حول مفهوم الحرية في مشروع‬                               ‫جمال عمر‪ ..‬لكنني اعتبر أن‬
                                                       ‫الدكتور‪ ،‬ثم حوا ًرا مفتو ًحا مع‬                       ‫الأخير واحد من أهم البوابات‬
‫لكن الأهم من ذلك أنها الصديقة‬                       ‫الضيفين والحضور‪ ..‬وهي الندوة‬
                                                      ‫التي أذكر أ َّن تأثيرها وتأثير ما‬                  ‫المعرفية والثقافية للدخول إلى عالم‬
‫التي اختارت أن تكون بجوار‬                             ‫دار فيها على الطلاب والطالبات‬                         ‫الدكتور نصر‪ ،‬فما من صغير ٍة‬

‫صديقها في المحنة‪ ،‬وعاشت معه‬                                     ‫كان كبي ًرا ومشج ًعا‪.‬‬                     ‫ولا كبيرة‪ ،‬ولا شارد ٍة ولا واردة‬
                                                      ‫وكانت تلك أول مرة ألتقي فيها‬                       ‫متعلقة بالدكتور إلا وعند الأستاذ‬
‫قسوة الغربة‪ ،‬رغم أنها كان يمكن‬                         ‫الأستاذ جمال عمر بعد لقاءات‬
                                                    ‫وحوارات عبر الشات‪ ،‬ثم توطدت‬                              ‫جمال عل ٌم عنها أو معرف ٌة بها‪.‬‬
‫أن تختار‪ ،‬وهي أستاذة الأدب‬                             ‫علاقات المحبة بيننا‪ ،‬وبخاصة‬                        ‫ولقد أذكر أنه في ‪ 2013‬وتحدي ًدا‬
                                                      ‫أن الرجل أسبق مني ليس فقط‬
‫الفرنسي بجامعة القاهرة‪ ،‬أن‬                           ‫في معرفة الدكتور نصر ولقاءاته‬                            ‫يوم الاثنين الثامن عشر من‬
                                                                                                         ‫مارس‪ ،‬كان قد ش َّرفني بالحضور‬
‫تركن للدعة والهدوء‪.‬‬                                        ‫وحواراته معه‪ ،‬لكنه أسبق‬
‫هي امرأ ٌة ِمن فولاذ‪..‬‬                                   ‫في العلم به والإلمام بتجربته‬                         ‫قادم ْين من الولايات المتحدة‬
‫كان ُيم ِكنها بالفعل أن تكون‬                        ‫ومشروعه‪ ،‬وهو ما يتجلى في كتبِه‬                           ‫الأمريكية إلى القاهرة‪ ،‬إلى قنا‪،‬‬
  ‫واحد ًة ِمن ملايين النساء‬                            ‫التي أصدرها عنه‪ ،‬وفي ندواته‬                        ‫الصديقان الأستاذان جمال عمر‪،‬‬
                                                       ‫ومحاضراته التي يلقيها دائ ًما‬                       ‫وفكري أندراوس‪ ،‬للمشاركة في‬
‫المصريات والعربيات الهانئات‬                             ‫وأب ًدا في مختلف أنحاء العالم‪،‬‬                   ‫ندو ٍة ثقافية عقدناها بكلية الآداب‬
‫بعي ِشهن‪ ،‬لكنها اختارت أن تكون‬                       ‫وع ْبر وسائل الميديا من منصات‬                        ‫جامعة جنوب الوادي‪ ،‬وذلك بعد‬
                                                                                                         ‫تواص ٍل وحوارات عبر الشات مع‬
‫جز ًءا من صناعة التاريخ‪..‬‬                                        ‫وصفحات وغيرها‪.‬‬                          ‫الأستاذ جمال حول أفكار أبو زيد‬
‫وقف ْت بجانب صديقها وزو ِجها في‬                       ‫وحدث أن التقينا بعدها (أكتوبر‬                       ‫ومشروعه‪ ،‬ورغبة كل منا في أن‬
‫انلمفحُسنةهانبفم ِرسهوا‪.‬ر‬  ‫هي‬   ‫لتتح َّول‬  ‫محنتِه‬     ‫‪ )٢٠١٤‬في مؤتمر من مؤتمرات‬                           ‫يتعرف أفكاره الطلاب والشباب‪.‬‬
                           ‫ِمن‬  ‫إلى جز ٍء‬  ‫الوقت‬                                                         ‫وهو ما تم من خلال تواصلي بعد‬
‫وبرحيل صدي ِقها وزو ِجها لم‬                                 ‫الدكتور نصر التي كانت‬                            ‫ذلك مع الأستاذين الدكتورين‬
                                                      ‫مؤسسته للدراسات الإسلامية‬                            ‫قرشي عباس دندراوي‪ ،‬وحسن‬
‫تتوقف عن إكمال المهمة والرسالة‪،‬‬                                                                            ‫مغازي ‪-‬وقتها‪ -‬وبالتعاون مع‬
                                                                  ‫تقيمها في القاهرة‪.‬‬                      ‫مؤسسة الدكتور نصر حامد أبو‬
‫فقد أسست مؤسسة الدكتور‬                               ‫لهذا أقول لك إذا أردت أن تقترب‬                       ‫زيد للدراسات الإسلامية‪ ..‬وذلك‬
                                                     ‫من فكر الدكتور ومن مشروعه‪،‬‬                            ‫احتفا ًل بمرور سبعين عا ًما على‬
‫نصر للدراسات الإسلامية‪،‬‬                              ‫اقتر ْب من صفحة الأستاذ جمال‬                            ‫ميلاد الدكتور نصر حامد أبو‬
                                                     ‫عمر‪ ،‬أو حاول متابعة منشوراته‬
‫وتبنَّت عقد وإقامة مؤتمر سنوي‬                       ‫ومطبوعاته‪ ..‬ونشاطه الإلكتروني‬                                                   ‫زيد‪.‬‬
                                                                                                             ‫وكانت الندوة بعنوان «خطاب‬
                                ‫يناقش أفكاره‪.‬‬                 ‫عبر المنصات والمواقع‪.‬‬                       ‫الحرية‪ -‬قراءة في مشروع نصر‬

‫(بالمناسبة حاولت الاتصال بها‬                                 ‫***‬

‫أكثر من مرة‪ ،‬حتى وصلتني منها‬

‫رسالة اليوم تفيد بأنها تعتذر عن‬

‫عدم الرد لأنها خارح مصر)‬

‫ولقد كنت أظن أنها أبعد ما تكون‬

‫عن أفكار زوجها‪ ،‬فما للأستاذة‬

‫في الأدب الفرنسي وتحليل خطاب‬

                                ‫العربية!‬

‫لكن المفاجأة كشفتها مشاركاتها‬
   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151