Page 147 - merit 52
P. 147
تجديد الخطاب 1 4 5
محمد عبده طه حسين عبد الصبور شاهين في مؤتمرات المؤسسة ،إذ لم يكن
الرجل في مشاركاتها تلك زو ًجا،
.. شعبان يوسف مقا ًل أو قراءة بل كان باحثًا وصدي ًقا ،وكانت
لكنك يا شاعرنا الأكبر ما زل َت منذ عامين يتحدث فيها عن تشرق بيننا بأفكارها وأطروحاتها
الشاعر نصر حامد أبو زيد،
تغنى البحثية وكأنها متخصصة في
لعشيقتك السمراء بقاعات لا أتذكر تفاصيل مقالته الآن، علوم العربية والألسنية وتحليل
لكنني نسخت القصيدة التي
«الهيلتون» نشرها منسوب ًة إليه ،واحتفظت الخطاب!
ولذات النهد الرجراج «بباريس» بها ،وقد أشار إلى أنها ن ِشرت في لم أتجاهلها لأن قضيتك وطلبك
مجلة الثقافة الجديدة ،عدد أبريل
ولسا ِق الثالثة الأخرى فى كانا منصبَّ ْين على كيف تقرأ
«مدريد» ،1970وعنوانها: مشروع الدكتور ،وكيف يمكنني
وغناؤك رغم الأحزان يدق الباب «رسالة إلى شاعر» الكتابة عن ذلك بمحبة تق ِّرب
يدخل دون استئذان ردهات الدار إليك ما تظنه مسافا ٍت تفصل
« ِمن قلب الريف بينك وبين رغبتك ،وهو ما أظنني
ليع ِّكر صفو الحزن الجاثم فى تتلون أغنيتى بحفيف النخل
الأعماق حاولته.
... وأني ِن الساقية الثكلى الآن أريد أن أختتم؛ فقد طال
وصرا ِخ الطفل الجائع فى الليل حديثي وأخشى أن تم َّجه ،أعرف
معذر ًة يا سيدي الشاعر أن غيرك ِمن المتابعين والمراقبين
فأنا أي ًضا شاعر المظلم
والأرض استلقت كقتي ٍل يلفظ آخر قد ملُّوا ،وبدأ بعضهم في
لكنى ِمن أعماق الريف أغني السخرية ،لكنني متح ِّمل ذلك من
للأرض لكي تنبت عو ًدا أخضر نبضاته أجلك ،ومن أجل غيرك ممن ُهم
ليس هنالك غير الحسرة
يأكله الأطفال الجوعى على شاكلتك رغب ًة وأم ًل.
أحمل قيثاري وأدور مع الليل والأحزان سأختتم بالحديث عن (الشاعر)
وتموت الأغنية على شفة الشاعر
الصامت نصر حامد أبو زيد ،وأظنك
ع ِّل أدفئ مقرو ًرا ستبتسم كثي ًرا عندما تعرف أنه
زميلك في القصيد ..ثم بقصيدة
الصديق الأستاذ عبيد عباس،
المهداة للدكتور ،ثم قصيدتي..
والسلام والتحية بعد ذلك.
***
بالتأكيد سيسعدك كشاع ٍر أن
تعلم أن الدكتور نصر حامد أبو
زيد بدأ شاع ًرا ،لكنه مثله مثل طه
حسين ،وجمال حمدان ،وجابر
عصفور ،والشعراوي حبيبك لم
يكمل في عالم الشعر ،واختار
الفكر.
ولقد قرأ ُت للصديق الأستاذ