Page 140 - merit 52
P. 140

‫في كتاب ٍة كهذه‪ ،‬وأنها بلذتها‬          ‫كان تخصص نصر أبو زيد هو الدراسات‬
                                        ‫الإسلامية‪ ،‬لك َّن إنتاجه الكبير والضخم‬
‫تلك تختلف عن الكتابة البحثية‬
‫الرصينة التي تتوسل بال َمراجع‬                ‫تجاوز مفهو َم الدراسات الإسلامية‬
                                       ‫ليتخصص في المجال العام الذي ُت َحلق‬
‫والمصادر والجدية‪ .‬ولعلك تعرف‬           ‫فيه الدراسات الإسلامية‪ ،‬وأه ُّم مساحة‬

‫أنني أكتب لك عفو الخاطر كل‬                  ‫في هذا المجال العام هي مساحة‬
‫يوم قبل الموعد بساع ٍة أو أقل‪،‬‬        ‫الكتابة في الشأن الإسلامي‪ ،‬لكنها هنا‬

‫وهو ما كنت أصنعه في كتابتي‬              ‫ليست الكتابة العادية‪ ،‬إنها الكتابات‬
                                       ‫ذات الأثر الضخم في الأفكار والمفاهيم‬
‫عن الأستاذ عمرو بركات‪ ،‬تلك‬
                                          ‫والمشروعات النهضوية الكبرى التي‬
‫الكتابة التي ألهمتك أن تطلب مني‬                   ‫اتخذت من الإسلام‪ ‬شعاًرا‪ ‬لها‬

              ‫ما طلب َت‪.‬‬
‫لك ْن يحدث أحيا ًنا أن أكون خارج‬
‫بيتي‪ ،‬بعي ًدا عن جهاز الكمبيوتر‪،‬‬
‫أو أكون منشغ ًل بعمل أو بأداء‬

‫واجب‪ ،‬أو حتى أن يكون الإنترنت‬

‫منقط ًعا عني‪ ..‬فماذا أصنع في‬
              ‫لحظ ٍة كهذه؟!‬

‫لي عذ ًرا في‬  ‫لهذا أرجو أن تلتمس‬
‫أن تتفضل‬      ‫حاج ٍة لي عندك‪ ،‬وهي‬

‫بالموافقة على أن أكتب يو ًما وأغيب‬
‫آخر‪ ،‬ليكون أمامي فسحة من‬
                                         ‫يترك جهود أمين الخولي‪ ،‬ولا‬          ‫بالتفاعل الذي تركه المفسرون‬
‫وقت للكتابة إذا لم يكن شيء مما‬         ‫زكي نجيب محمود ولا عشرات‬           ‫القدماء‪ ،‬مقتر ًحا في ذلك عد ًدا من‬
                                                                          ‫الآليات و َّضحها في كتبه‪ ،‬وضرب‬
              ‫أشرت إليه متا ًحا‪.‬‬         ‫غيرهم ممن تعرف‪ ،‬وممن لا‬
‫سأل َتني عن قصيدتي التي‬                                      ‫تعرف‪.‬‬                    ‫بها أمثلة في التفاعل‪.‬‬
                                                                             ‫هذا اهتمام الرجل وتخصصه‬
‫أهديتها له‪ ،‬نعم كتبتها قبل‬             ‫هنا حاول أن تتذكر طه حسين‪،‬‬
                                      ‫وأن تسأل نفسك هل كان قريبًا‬                  ‫بكثير من الاختزال؛ لأن‬
‫رحيله‪ ،‬وتم نشرها في أكثر من‬                                                      ‫قراءا ِته وحدها تد ُّلك أكثر‪،‬‬
                                                            ‫من هذا؟‬             ‫ويكفي أن تعرف أنه المفكر‬
‫مكان‪ ،‬وهي موجودة في ديواني‬            ‫بالطبع لا‪ ..‬وإ َّياك أن تظن أن هذا‬    ‫المصري الوحيد الذي تناول في‬
                                                                            ‫كتاباته كل مشروعات النهضة‬
‫«نصوص من كتاب الأصدقاء»‪،‬‬                 ‫تقليل من قيمة حسين وأث ِره‪،‬‬         ‫المصرية والعربية‪ ،‬وكل جهود‬
                                         ‫هذه محاولة مني لتبعد منهج‬           ‫التنويريين المصريين والعرب‪،‬‬
‫وسأح ِّدثك عنها لاح ًقا‪ ..‬ولم‬         ‫طه حسين واهتماما ِته عن ذهنك‬            ‫بالنقد والتحليل والتفكيك‪ ،‬لم‬
‫أكن وحدي الذي أهدى قصيدة‬               ‫وأنت مقبِل على نصر حامد أبو‬         ‫يترك مفك ًرا واح ًدا‪ ،‬ولا مشرو ًعا‬
                                                                          ‫واح ًدا‪ ،‬بد ًءا من رفاعة الطهطاوي‪،‬‬
‫له‪ ،‬هناك كثيرون‪ ،‬منهم من قنا‬                                   ‫زيد‪.‬‬       ‫مرو ًرا بمحمد عبده‪ ،‬وليس انتها ًء‬
                                                                           ‫بمشروعات طه حسين‪ ،‬وحسن‬
‫الشاعر عبيد عباس‪ ،‬وآخرون في‬                   ‫***‬                              ‫حنفي‪ ،‬وأركون‪ ،‬وأدونيس‪،‬‬
                                                                          ‫ومحمد شحرور‪ ،‬والجابري‪ .‬ولم‬
‫مص َر والوطن العربي‪ ،‬ويمكن‬                ‫ما دم َت اخترت أن أكتب عن‬
‫لهذه القصائد أن تش ِّكل ديوا ًنا‬      ‫الدكتور نصر حامد تحت عنوان‬
‫كام ًل لو فكر ْت أي دار نشر في‬
‫جمع القصائد وطباعتها‪.‬‬                   ‫الحادية عشرة بتوقيت المحبة‪،‬‬
                                        ‫فبالتأكيد تعرف أنني أجد لذة‬
‫وكما سأح ِّدثك عن القصيدة‬
‫لاح ًقا‪ ،‬سأح ِّدثك أي ًضا عن الأستاذ‬
‫جمال عمر‪ ،‬وعن كتابه «أنا نصر‬

‫أبو زيد» وعن زيارته إلى قنا‬
   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145