Page 254 - merit 52
P. 254

‫الحرب هي الجنون والوحشية‬
                                  ‫والسلب والنهب‪ ،‬مهما كانت‬
                              ‫السرديات والتبريرات‪ .‬وربما كان هذا‬
                               ‫هو العامل المؤسس لموقفي من‬
                              ‫النداءات الوحشية التي تصاعدت في‬
                              ‫السنوات الأخيرة لتوريط جيشنا بشن‬
                              ‫حرب في ليبيا أو في أثيوبيا‪ .‬وعادة ما‬
                               ‫تجد أن أولئك الذين يدعون للحرب‪،‬‬
                              ‫هم أول من لا يذهب إليها‪ ،‬بل وتجد‬
                               ‫أن أولادهم لا يذهبون إلى الحرب‪،‬‬
                                ‫بل يذهبون ليعملوا في المكاتب‬

                                        ‫والخطوط‪ ‬الخلفية!‬

  ‫تصور‪ .‬ولكن في كل الأحوال‪،‬‬        ‫وشعوب الغبار البشري إلى‬        ‫أذرعه‪ .‬للأسف الشديد‪ ،‬دول‬
  ‫يجب أن تتغير هذه الأوضاع‪،‬‬       ‫عبيد للحضارات الأخرى‪ ،‬أم‬      ‫وشعوب الغبار البشري تتحول‬
 ‫بأي شكل من الأشكال‪ ..‬لا بد‪.‬‬   ‫تتحول إلى ديناصورات سرعان‬        ‫تدريجيًّا إلى عبيد و»نوع بشري‬
                                 ‫ما ستنقرض! إن الأنظمة الآن‬      ‫من الدرجة الثانية والثالثة» في‬
 ‫بعض الكتاب والمثقفين‬          ‫تستخدم كل منجزات العلم ليس‬       ‫الحضارات المقبلة‪ .‬وذلك بسبب‬
    ‫يقولون إن (الثورة)‬        ‫من أجل توطين العلوم في بلادها‪،‬‬    ‫إصرار الأنظمة الحاكمة في هذه‬
                                ‫وإنما من أجل مراقبة الشعوب‬       ‫الدول على السكونية والتحجر‪،‬‬
‫التي بدأت في يناير ‪2011‬‬           ‫وإخضاعها‪ ،‬ومن أجل فرض‬
  ‫وامتدت حتى ‪ ،2013‬لم‬          ‫المزيد من الضرائب‪ ،‬و»الزوغان»‬       ‫والتمسك بالماضي‪ ،‬وتمجيد‬
    ‫تفشل‪ ،‬وإن ما يحدث‬             ‫من تقديم الخدمات وتحسين‬           ‫الفساد والمعايير المزدوجة‪،‬‬
 ‫في مصر الآن من هيمنة‬            ‫الأوضاع التعليمية والطبية‪ .‬لا‬      ‫وامتلاك الحقيقة‪ ،‬والتلاعب‬
      ‫«الثورة المضادة»‪،‬‬       ‫أدري‪ ،‬ماذا يمكن أن تفعل شعوب‬         ‫بالديانات وتعطيل البرلمانات‬
    ‫والتنكيل بجيل كامل‬          ‫هذه الدول عندما تضيق الأمور‬       ‫ووسائل الإعلام عن ممارسة‬
   ‫شارك في الحراك‪ ،‬أمر‬        ‫بها إلى ذلك الحد الذي لا يمكن أن‬    ‫أدوارها الحقيقية‪ ،‬والتصميم‬
     ‫طبيعي حدث في كل‬          ‫تجد الأمان ولقمة الخبز والكرامة‬   ‫الغريب على نبذ تداول السلطة‪.‬‬
                                ‫لها ولأبنائها‪ ..‬ليس عندي أدنى‬       ‫لا أدري‪ ،‬هل ستظل الأمور‬

                                                                       ‫هكذا إلى أن تتحول دول‬
   249   250   251   252   253   254   255   256   257   258   259