Page 258 - merit 52
P. 258

‫من الطرفين من حسم الحرب على‬                                  ‫العـدد ‪52‬‬                            ‫‪256‬‬
   ‫الأرض‪ .‬ومهما امتلكت روسيا‬
  ‫من أسلحة‪ ،‬لن تتمكن من حسم‬                                                  ‫أبريل ‪٢٠٢3‬‬     ‫هو العامل المؤسس لموقفي من‬
     ‫الحرب بانتصار استراتيجي‬                                                              ‫النداءات الوحشية التي تصاعدت‬
    ‫على أوكرانيا رغم الفارق بين‬     ‫أنت الشاهد الأول والأكثر‬
    ‫البلدين في كل شيء من حيث‬             ‫دراية بالحدث الأبرز‬                                  ‫في السنوات الأخيرة لتوريط‬
      ‫القدرات العسكرية والتقنية‬          ‫على الساحة الدولية‬                               ‫جيشنا بشن حرب في ليبيا أو في‬
                                        ‫الآن‪ ،‬الحرب الروسية‬                                ‫أثيوبيا‪ .‬وعادة ما تجد أن أولئك‬
‫والنووية وحجم الحشود والنفوذ‬            ‫الأوكرانية‪ ،‬كيف ترى‬                              ‫الذين يدعون للحرب‪ ،‬هم أول من‬
      ‫اللوجستي في مجلس الأمن‬           ‫هذه الحرب بعد مضي‬                                 ‫لا يذهب إليها‪ ،‬بل وتجد أن أولاده‬
                                                                                           ‫لا يهبون إلى الحرب‪ ،‬أو يذهبون‬
    ‫والأمم المتحدة‪ .‬هل استطاعت‬        ‫هذا الوقت الطويل دون‬
      ‫الولايات المتحدة ان تحسم‬          ‫حسم؟ وما توقعك لما‬                                    ‫ليعملوا في المكاتب والخطوط‬
                                                                                              ‫الخلفية‪ .‬هناك طفيليات تدعو‬
 ‫الحرب في فيتنام؟! هل استطاعت‬        ‫سوف تؤول إليه أوضاع‬                                 ‫دو ًما لـ”الجنون” وتدفع في اتجاه‬
   ‫روسيا‪ -‬السوفييتية أن تحسم‬             ‫التنافس بين رواسيا‬                                ‫الحديد والنار‪ ،‬لكنها دو ًما تناور‬
                                                                                          ‫وتهرب وتفر تحت دعاوى كثيرة‬
‫الحرب في أفغانستان؟! هل تمكنت‬          ‫والغرب؟ هل نحن أمام‬                                    ‫من أجل أن تقبض ثمن دماء‬
  ‫روسيا السوفييتية من إخضاع‬           ‫مستنقع مثل أفغانستان‬                                 ‫وأرواح الضحايا‪ ،‬وتظل تستأثر‬
    ‫بولندا أو تشيكوسلوفاكيا أو‬      ‫الثمانينيات؟ أم أن روسيا‬                              ‫بالسلطة والمال والنفوذ وتورثها‬
     ‫المجر عندما تدخلت عسكر ًّيا‬
        ‫بدباباتها في هذه الدول؟!‬          ‫تملك أورا ًقا تجعلها‬                                                  ‫لأبنائها‪.‬‬
     ‫إن روسيا‪ ،‬ببساطة‪ ،‬تريد أن‬             ‫تستفيد من الحرب‬                                  ‫للأسف الشديد‪ ،‬لم ير َق تعاملي‬
      ‫تحسن شروط تواجدها في‬                ‫بتعديل موضعها في‬                               ‫بعد‪ ،‬مع مادة «الحرب» وتجاربها‬
   ‫المنظومة النيوليبرالية الجديدة‪،‬‬                                                       ‫المختلفة في أكثر من دولة‪ ،‬إلى عمل‬
    ‫وتسعى لتغيير حجم حصتها‬                            ‫العالم؟‬                            ‫أدبي كامل‪ .‬ربما اقتصر الأمر على‬
   ‫في مجالات الأمن الدولي والمال‬                                                          ‫المقالات والتحليلات السياسية أو‬
  ‫والفضاء‪ .‬وهي لا تسمح بإقامة‬          ‫نحن الآن في بداية العام الثاني‬                     ‫التقارير الصحفية والتليفزيونية‪.‬‬
   ‫أي كيانات ديمقراطية مجاورة‬        ‫للغزو الروسي لأوكرانيا والذي‬
                                      ‫بدأ في ‪ 24‬فبراير ‪ .2022‬وكما‬                              ‫وهذا يعيدنا مرة أخرى إلى‬
                                    ‫قلنا في بداية الغزو‪ ،‬لن يتمكن أي‬                      ‫موضوع المصائر والظروف‪ .‬وفي‬

                                                                                             ‫كل الأحوال‪ ،‬وربما من حسن‬
                                                                                                           ‫الحظ‪ ،‬أنني لم‬
                                                                                                            ‫أفكر يو ًما في‬
                                                                                                           ‫احتراف الأدب‬
                                                                                                           ‫أو الكتابة‪ .‬كل‬

                                                                                                         ‫ما هنالك أنني لا‬
                                                                                                        ‫أزال أتعامل كها ٍو‬
                                                                                                       ‫و ُم َج ِّرب‪ .‬وبالتالي‪،‬‬
                                                                                                       ‫فأنا أسامح نفسي‬
                                                                                                         ‫عندما تفلت مني‬
                                                                                                        ‫لحظات أو أحداث‬
                                                                                                         ‫ملهمة ومحرضة‬

                                                                                                             ‫على الكتابة‪.‬‬
   253   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263