Page 276 - merit 52
P. 276

‫العـدد ‪52‬‬            ‫‪274‬‬

‫أبريل ‪٢٠٢3‬‬   ‫الرسم ظل ملاز ًما له يقضي معه‬
             ‫كل أوقات فراغه‪ .‬غادر سويسرا‬
              ‫ثم تزوج من عازفة بيانو كانت‬

                 ‫هي الأخرى منهمكة بالعزف‬
                  ‫لتأمين مورد رزق للأسرة‪.‬‬
             ‫تأثر كلي بالتكعيبية في رسوماته‬
              ‫ذات الأسلوب الطفولي‪ ،‬تواصل‬
              ‫مع أبرز وجوه الحركة الدادائية‬
            ‫الذين روجوا بقوة لجماليات الآلة‪،‬‬
              ‫وهناك حوار واضح بين أعماله‬
               ‫وأعمال بيكاسو وخصو ًصا في‬
             ‫ثلاثينيات القرن الماضي‪ ،‬لجأ إلى‬
             ‫بعض مفردات الهندسة للحداثة‪،‬‬
                   ‫بعد تطويعها وإفراغها من‬

                                   ‫جمودها‪.‬‬
                 ‫كان الشمال الأفريقي إحدى‬
                 ‫المحطات التي زارها بول كلي‬
                ‫عام ‪ ،1914‬شأنه شأن العديد‬
             ‫من الفنانين الذين كانت تجذبهم‬
                 ‫الشمس والمياه‪ ،‬والبحث عن‬
            ‫الإلهام والخيال‪ ،‬واختار القيروان‬
               ‫إحدى أقاليم تونس ليقيم فيها‬
            ‫عدة أسابيع‪ ،‬وفي وسط هذا العالم‬
                ‫الأسطوري الشرقي‪ ،‬ازدهرت‬
             ‫رؤيا كلي الفنية‪ ،‬وتح َّرض خياله‪،‬‬

                   ‫ولأول مرة في حياته رسم‬
                ‫لوحات مائية ملونة ومشرقة‬
                ‫ورومانتيكية‪ ،‬وقد أخذ بمنظر‬
                 ‫طبيعي كان بحد ذاته خياليًّا‪،‬‬
                ‫سرا ًبا‪ ،‬أسطورة من العصور‬

                   ‫الوسطى‪ ،‬القباب والجمال‬
              ‫وأشجار النخيل‪ ،‬والمآذن وأزياء‬
              ‫السكان الفولكلورية‪ ،‬كانت كلها‬

                ‫عناصر تركت تأثي ًرا خال ًدا في‬
             ‫عقله‪ ،‬ولهذه الرحلة يدين كلي بلا‬
             ‫شك‪ ،‬بهيامه طوال حياته لنزوات‬

               ‫التخيلات والتأملات الهندسية‪،‬‬
                   ‫الهيام الذي نجده منعك ًسا‬

                 ‫في الكثير من أعماله‪ ،‬وهناك‬
   271   272   273   274   275   276   277   278   279   280   281