Page 277 - merit 52
P. 277

‫‪275‬‬        ‫ثقافات وفنون‬

           ‫فن تشكيلي‬

‫هربرت ريد‬  ‫عادل السيوي‬                                ‫بول كيلي‬           ‫أي ًضا‪ ،‬وبين صانعي السجاد‬
                                                                      ‫بدأ استعماله للتزيين على سطح‬
       ‫‪ 1928‬فرصة التعرف على‬         ‫محاولة الإمساك به‪ ،‬إنه يتملكني‬
 ‫الحياة هناك‪ ،‬فتحدث عن الضوء‬             ‫وإلى الأبد‪ ،‬أحس بذلك‪ ،‬إنه‬       ‫واحد في اللوحات القيروانية‬
 ‫والألوان والأحياء القديمة‪ ،‬كانت‬                                    ‫المائية‪ ،‬هو الأسلوب الذي استعمل‬
‫زيارته قد سجلت بصورة حاسمة‬           ‫إحساس هذه الساعة السعيدة‪.‬‬
                                          ‫يعود كلي في نهاية مرحلة‬       ‫فيه تزيينًا من المربعات الملونة‬
     ‫نضج كلي‪ ،‬هذا النضج الذي‬                                         ‫يغطي الصورة كلها مستغ ًل إياه‬
  ‫لازمه حتى وفاته كما يذكر ذلك‬         ‫(باوهاوس)* إلى أزمنة بعيدة‬
                                         ‫من تاريخ الفن‪ ،‬كالحضارة‬        ‫في الوقت ذاته لخلق مساحات‬
                  ‫(غروهمان)**‬                                             ‫ومناظير متحولة ومتغيرة‪.‬‬
 ‫زار المتحف المصري والأهرامات‬         ‫الفرعونية‪ ،‬أو رسم المغاور في‬
                                        ‫العصر الحجري القديم‪ ،‬لقد‬    ‫كانت رحلة كلي إلى القيروان نقطة‬
      ‫وأسوان‪ ،‬كان يجذبه وحدة‬            ‫منحته زيارته إلى مصر عام‬      ‫تحول كامل في حياته‪ ،‬ومنعط ًفا‬
 ‫الحياة والأبدية‪ ،‬تفتحت لديه قوة‬                                         ‫أساسيًّا في فنه‪ ،‬فقد كان هذا‬
                                                                       ‫العالم البصري الجديد مفاجأة‬
   ‫التبسيط إلى أبعد حد‪ ،‬متجاو ًزا‬                                        ‫كاملة لعينه‪ ،‬وواق ًعا جغرافيًّا‬
    ‫الأفق الأوروبي وجميع عالمه‪.‬‬                                       ‫ومعمار ًّيا وإنسانيًّا مغام ًرا‪ ،‬نفذ‬
   ‫إن الانتقال إلى جنوب المتوسط‬
  ‫فتح لبول كلي آفا ًقا خاصة لفهم‬                                    ‫بول كلي إلى مكمن قوته كما يذكر‬
    ‫التكوين واللون‪ ،‬ولا شك كما‬                                          ‫ذلك عادل السيوي في مقدمته‬
‫أشار هو‪ ،‬بأن الصحراء والعمارة‬
                                                                     ‫لكتاب بول كلي (نظرية التشكيل)‬
        ‫الإسلامية والخط العربي‬                                        ‫فتحطمت الأقفال بجلاء الرؤية‪،‬‬
      ‫وزخارفه والنسيج اليدوي‬                                             ‫إنه يصل إلى لغزه المستحيل‬
    ‫وحركة الناس ونصوص ألف‬
  ‫ليلة وليلة وعوالمها‪ ،‬هي المثيرات‬                                  ‫بصورة مباغتة‪ ،‬ها هو في مواجهة‬
 ‫التي جعلته ينصرف عن الحلول‬                                              ‫الصفاء والوضوح‪ ،‬وشفافية‬

                                                                    ‫الضوء‪ ،‬وفي يومياته تسجيل حي‬
                                                                      ‫لهذه اللحظة الملهمة‪ :‬إن شعو ًرا‬

                                                                    ‫بالارتياح يتغلغل عمي ًقا في داخلي‪،‬‬
                                                                        ‫أشعر بالثقة‪ ،‬ولا أعاني تعبًا‪،‬‬

                                                                     ‫اللون يتملكني‪ ،‬إنني لا أحتاج إلى‬
   272   273   274   275   276   277   278   279   280   281   282