Page 114 - merit 53
P. 114

‫العـدد ‪53‬‬  ‫‪112‬‬

                                                   ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬

  ‫منا سبعة ومنكم سبعة يكتبون لنا كتا ًبا يكون لنا‬   ‫أفضليته وأصله وفصله‪ ،‬وعارضهم علماء الفساء‪،‬‬
                          ‫ميثا ًقا على مر العصور‪.‬‬     ‫فجندوا أدلتهم‪ ،‬وطوعوا فلسفات الإغريق لبيان‬

‫وأُغمدت السيوف‪ ،‬والتقى الحكماء عند نخلة تشرف‬       ‫محاسنه ودوره في الرقي بالأمم‪ ،‬ونسب إلى الشيخ‬
 ‫على نب ٍع‪ ،‬وكان ذلك في الحادي والثلاثين من شهر‬       ‫حديث «تضارطوا حتى لا فساء»‪ ،‬وكثر و َّضاعو‬
    ‫فيفري في السنة الحادية والثلاثين بعد فسوة‪/‬‬
               ‫ضرطة الشيخ المقدسة‪ ،‬وفيه ُكتِ َب‪:‬‬   ‫الأحاديث إلى هذا المرجع أو ذاك‪ ،‬وعم الهمز واللمز‪،‬‬
                                                                               ‫حتى وقعت الواقعة‪:‬‬

                                                        ‫زعموا أن فسائيًّا اندس في حلقة ضراطيين في‬
                                                    ‫مضرطة من مضارطهم‪ ،‬ففسا فيها ُف َسي ًة وتظاهر‬

                                                        ‫بطلب العلم‪ ،‬حتى فطنت به الأنوف‪ ،‬فتناظرت‬
                                                     ‫العيون بعضها إلى بعض‪ ،‬وأقسم صاحب الحلقة‬

                                                        ‫أنه لم يسمع صوت ضراط‪ ،‬وأمر الحاضرين‬
                                                        ‫أن يقسم على كتابهم المقدس أنه لم يف ُس‪ ،‬فمر‬

                                                          ‫القوم على الكتاب حتى إذا ما جاء الدور على‬
                                                        ‫الفسائي ارتعشت يده على الكتاب‪ ،‬فأيقنوا أنه‬

                                                            ‫هو‪ ،‬فجردوه من ثوبه‪ ،‬وجلدوه في ساحة‬
                                                                                 ‫عامة حتى قضى‪.‬‬

                                                               ‫ومن المساء بلغ نب ُؤه شيعته‪ ،‬فخرجوا‬
                                                                    ‫على الضراطيين في خمسين ألف‬
                                                                    ‫رجل‪ ،‬فأغاروا عليهم‪ ،‬وقتلوا من‬

                                                                 ‫قتلوا‪ ،‬و َس َب ْوا من سبوا‪ .‬حينها أعلن‬
                                                                    ‫الضراطيون الحرب ثأ ًرا‪ ،‬فأعدوا‬
                                                                   ‫العدة‪ ،‬وخرجوا على الفسائيين في‬

                                                                 ‫مائة ألف رجل‪ ،‬والتقى الجمعان في‬
                                                                 ‫حرب دارت رحاها على مدى ثلاثين‬
                                                                  ‫عا ًما‪ ،‬فقضى منهم خلق كثير دون‬
                                                                ‫أن تؤول الغلبة إلى أي من الطائفتين‪.‬‬
                                                                ‫وبمرور تلك السنوات بدأ رأي جديد‬

                                                                     ‫يتردد عند بعض الفتية من هذه‬
                                                            ‫الطائفة أو تلك يرى أصحابه أنه لا فضل‬
                                                           ‫للضرطة على الفسوة بداعي أن مصدرهما‬
                                                        ‫واحد ورائحتهما واحدة‪ ،‬كالأسماك مصدرها‬
                                                          ‫واحد وألوانها وأشكالها شتى‪ .‬ورأى بعض‬
                                                      ‫غلاتهم أنهما مقدستان‪ ،‬وقللوا من شأن الحرب‬
                                                   ‫التي أفنت الرجال والأموال وأورثت الأجيال عداوة‬
                                                    ‫لا أصل لها في المذهبين‪ .‬واتسعت دائرة الرأي بين‬
                                                     ‫التجار والفلاحين الذين تضرروا بسبب الحرب‪،‬‬

                                                                     ‫حتى صار الصلح مطلبًا وغاية‪.‬‬
                                                      ‫وكان أن اتفقت الطائفتان على إبرام الصلح‪ .‬قال‬

                                                                                           ‫أحدهم‪:‬‬
   109   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119