Page 150 - merit 53
P. 150

‫العـدد ‪53‬‬         ‫‪148‬‬

                                                  ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬

‫إلى التجسيد‪ ،‬ورؤية العواطف والانفعالات النفسية‬      ‫حسب (الأنا)‪ ،‬والرغبة حسب (الآخر) هى التي‬
      ‫التي تصدر عن الشخصيات أبطال القصص‪،‬‬                     ‫تشكل جوهر (الصراع) في قصة‪ :‬أغا‪.‬‬

    ‫تم ذلك من خلال الصيغ الرمزية الكامنة خلف‬           ‫لم تتحرر قصص المجموعة من المحافظة على‬
      ‫السطور‪ ،‬والإيحاءات الرمزية واهتمامها ‪-‬أى‬       ‫الموروث؛ فقد تمت صياغة (الرمز) المقتبس من‬
       ‫الكاتبة‪ -‬باختيار أسماء الشخصيات لتعكس‬          ‫الموروث الديني بشكل عفوي في قصة‪ :‬الولي‪،‬‬
    ‫الأدوار التي تؤديها‪ ،‬ساعدنا ذلك على اكتشاف‬    ‫لنكتشف أن الأجواء المبهمة التي أحاطت بالحكاية‬
                                                  ‫هى التي تسربت إلى أعماق الذات الإنسانية ولو ًجا‬
                     ‫القيم التي احتوتها القصص‪.‬‬    ‫إلى عالم اللاوعي‪ ،‬وكأن الرمز الجمالي يعني حالة‬
     ‫تميزت قصص المجموعة بالتركيز على القضية‬         ‫باطنية من أحوال النفس دالة على موقف عاطفي‬
  ‫المطروحة والإيجاز في عرضها؛ لذلك يمكنا اعتبار‬    ‫كوسيلة أدبية فعالة قائمة على التكثيف والإيحاء‪.‬‬
‫آليات الإيحاء الجمالية مرتبطة في قصص المجموعة‬
     ‫بالحالة الفردية من خلال التآلف بين المفردات‬             ‫خاتمة‬
 ‫والألوان والروائح والأصوات بحيث تكون المفردة‬
  ‫هى الفكرة ذاتها؛ فالإيحاء من السمات الأساسية‬     ‫في مجموعة‪ :‬سرير فارغ القصصية‪ ،‬اعتمدت‬
    ‫للرمز‪ ،‬ومجد المدرسة الرمزية قائم في الأساس‬    ‫الكاتبة على السرد الوصفي الذي يهتم بتصوير‬
    ‫على طاقتها الإيحائية‪ ،‬واستخدام الجمل المكثفة‬  ‫الأحوال النفسية للشخصيات‪ ،‬وتعمقت في عالم‬
‫ذات الإشعاع الدلالي من خلال إثارة عدد من‬
                                                        ‫المرأة الواقعي وانفعالاتها؛ فقضايا المرأة‬
        ‫الصور والأفكار في نفس المتلقي‪.‬‬                     ‫التي قد شغلت المجتمع دفعت الكاتبة‬
 ‫الرموز في قصص المجموعة تقبل أكثر‬                               ‫إلى معالجتها بالكتابة الإبداعية‪،‬‬
                                                               ‫مع ملاحظة أن التعبير عن أفكار‬
   ‫من تفسير‪ ،‬وتتيح الفرص لتأمل ما‬                               ‫الشخصيات النسائية وعواطفها‬
 ‫وراء الحكايات؛ ولأن الرمز جزء من‬                                 ‫لم يتم بوصفها مباشرة‪ ،‬ولا‬
 ‫عالم المعنى الإنساني‪ ،‬برزت الصلة‬                               ‫بتفسيرها‪ ،‬إنما بإثارة موضوع‬
‫بين أنماط شخصية المرأة والأشياء‬                                         ‫ما من خلالها؛ فصورة‬
‫أو ًل‪ ،‬وبرز الطابع التخييلي الذي‬                                            ‫المرأة التي رأيناها‬
‫يمتاز بالأحلام والتناص مع‬                                                   ‫في مختلف مراحل‬
  ‫الأسطورة ثانيًا؛ فالكتابة‬                                               ‫نموها اكتست برداء‬
 ‫التي ترصد صورة المرأة‬                                                     ‫السياق الاقتصادي‬
                                                                            ‫والثقافي والنفسي‬
      ‫كموضوع للتاريخ‪،‬‬                                                            ‫والاجتماعي؛‬
      ‫واعتبارها مصدر‬                                                                ‫ربما لذلك‬
  ‫الحكايات تكشف لنا‬                                                               ‫كانت قتامة‬
‫عن المعايير التي تجعل‬                                                            ‫صورة المرأة‬
 ‫من الأثر الأدبي أث ًرا‬                                                       ‫في عدد كبير من‬
                                                                             ‫قصص المجموعة‬
      ‫الهوامش‪:‬‬                                                       ‫تعكس مكانتها الاجتماعية‬
                                                                     ‫ونظرة الآخر لها‪ ،‬وقهرها‬
‫نهاد صليحة‪،1982 ،‬‬                                                                 ‫الاجتماعي‪.‬‬
     ‫المدارس المسرحية‬                                                    ‫الكاتبة لديها نزوع ما‬
     ‫المعاصرة‪ ،‬الهيئة المصرية‬
        ‫العامة للكتاب‪ ،‬ص‪.13‬‬
   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154   155