Page 158 - merit 53
P. 158

‫العـدد ‪53‬‬                 ‫‪156‬‬

                                                     ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬

    ‫لنجاة الصغيرة‪ ،‬يقول الراوي‪ :‬بإحدى الأغنيات‬         ‫للوراء‪ ،‬أجبرته على هجر تأمله عنوة والنظر إليها‬
‫الشهيرة لنجاة يصدح ذاك الصوت الآسر‪ ،‬وتسبقه‬            ‫بدهشة متسائلة‪ ،‬واجه عينيها المتسعتين وشفتيها‬

      ‫آذان ذاهلة‪ ،‬ترهف مرغمة لغنج أنثوي يردد‪:‬‬                        ‫المنفرجتين ذهو ًل بتمتمة مترددة‪:‬‬
                   ‫أنا بستناك أنا‪ ..‬أنا أنا بستناك‬                          ‫‪ -‬أعتذر إن كنت ازعجتك‪.‬‬
                   ‫وليلي شمعة سهرانة لليلة حب‬                                       ‫‪ -‬أنت‪ ..‬أنت هو؟‬
                          ‫وأه ًل‪ ،‬أه ًل‪ ،‬أه ًل حلوة‬                                    ‫‪ -‬أتعرفينني؟‬
                          ‫شايلاها عيون بتحب”‪.‬‬
                                                      ‫في “قميص أخضر” يظهر الحوار عل استحياء في‬
       ‫ظهر اللون الأخضر في قصتين من قصص‬                             ‫حديث البطلة للبطل‪ ،‬يقول الراوي‪:‬‬
 ‫المجموعة‪ ،‬اللون المتجدد الذي يدل على الحياة‪ ،‬فقد‬                  ‫“نظرت إليه هاتفة‪ :‬انتظرتك طوي ًل‪.‬‬

    ‫ظهر في “الولي” فهو لون القبة الخاصة بالولي‪،‬‬      ‫احتضن كفها وطبع قبلة محبة على راحتها‪ ،‬وهمس‪:‬‬
  ‫ولون الضريح الذي جذب أعين الأبطال وهو لون‬                    ‫كنت انتظر الموعد المحدد‪ ،‬وها قد جئت”‪.‬‬

     ‫القميص الذي أعاد للبطلة الحياة في عالم موا ٍز‬    ‫وفي “المحجر” تظهر البلد التي يعيش فيها الأبطال‬
  ‫للأرض‪ ،‬حيث تستطيع التنفس والحياة من جديد‬             ‫من خلال اللهجة‪ ،‬يقول الرواي‪“ :‬صغير أنت على‬
‫بعي ًدا عن الشوق الذي يأكلها كل يوم في انتظار لقاء‬   ‫العمل بالمحجر يا بني‪ ،‬لا تبدو قد يجاوزت العاشرة‬
   ‫المحبوب‪ ،‬وهو لو “الحديقة” التي كانت تستمتع‬
   ‫باللعب فيها الصديقتان وهما صغيرتان‪ ،‬والعبث‬                                                   ‫بعد‪.‬‬
  ‫بالأزهار‪ ،‬والذي تحول مع الزمن إلى لوح صامت‬
  ‫الأسمنت‪ ،‬وهو لو الحديثة التي جرت إلى الزوجة‬                   ‫الأثر الثقافي‬

   ‫الأجنبية بحثًا عن منفذ للضوء والعبور إلى عالم‬          ‫قامت الكاتبة باستحضار نصوص من مصر‬
      ‫متزن وأكثر رحمة من العالم الذي سقطت في‬                 ‫القديمة‪ ،‬نجد في قصة إيزيس اقتباسها من‬
                                                                             ‫الأسطورة‪ ،‬يقول الراوي‪:‬‬
 ‫مستنقعه‪ ،‬وهو لو الزرع الذي يكسو الحديقة التي‬                ‫“استيقظي‪ ،‬استيقظي‪ ،‬استيقظي في سلام‪.‬‬
    ‫جلس فيها الصديق الوفي يبكي صديقه وينتظر‬                            ‫يا سيدة السلام‪ ..‬يا إلهة الحياة‬
                                                                                  ‫يا جميلة في الجنة‪..‬‬
  ‫عودته‪ ،‬ويراه يعود إلى سريره الفارغ مرة أخرى‬                                             ‫استيقظي‪..‬‬
                                                             ‫وظهرت إيزيس مرة ثانية في قول الراوي‪:‬‬
                             ‫الهوامش‪:‬‬
                                                     ‫“إيزيس ستعتني بك‪ ،‬ستنعتني بك بعد أن وجدتك”‬
 ‫‪ -1‬لطيف زيتوني‪ ،‬معجم مصطلحات نقد الرواية‪،‬‬                    ‫يا ابنة نوت وابنة جب وحبيبة أوزوريس‬
    ‫دار النهار للنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2002 ،1‬ص‪.83‬‬                                             ‫الكل يمتدحك‬
              ‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬                              ‫أعشقك‪ ..‬يا سيدة إيزيس”‪.‬‬
    ‫‪ -3‬بول ريكور‪ ،‬إشكالية ثنائية المعنى‪ ،‬ترجمة‪:‬‬
                                                         ‫استحضار الغناء‪ ،‬في “شارع” نجد التناص مع‬
‫فريال جبوري غزول‪ ،‬مجلة ألف‪ ،‬ع‪ ،8‬ربيع ‪،1988‬‬           ‫الغناء العربي العامي‪ ،‬فقد استحضرت الكاتبة أغنية‬
                                       ‫ص‪.145‬‬
   153   154   155   156   157   158   159   160   161   162   163