Page 100 - المسرح الشعري
P. 100
بالم ازوجة ما بين اللحن والكلمة ،إستطاع (سيد درويف) أن يقدم
الحوار اللحنى ،ومن خلاله عبر عن هموم وآمال وطموحات وطنه ،
وساعد على إيقاظ الروح الوطنية بين المصريين ،بعمق وتأثير نغمات
ألحانه على نفوس وأذان المستمعين إلى فنه ،وذلك من خلال الغناء
الحواري التعبيرى بين أكثر من مطرب ،والغناء الجماعي أيضا فى ألحان
أخرى.
كما يعد (سيد درويف) أفضل من لحن أناشيد وطنية حتى وقتنا
الحاضر ،فلم تكن تلك الأناشيد تقدم فى مصر قبله ،إذ أن النشيد
الوطنى (بلادى بلادى بلادى ..لك حبى وفؤادى) ،والذى استوحى (سيد
درويف) كلماته من الزعيم (مصطفى كامل) ،من أعظم أعماله رغم
بساطة اللحن .
جمع (سيد درويف) فى لحن (بلادى بلادى) ،بين عدة خصائص تميزت
بها ألحان أناشيد سيد درويف هى :ضبط البندداء اللحنى ،إختصار اللزم
الموسيقية ،وإعتماده على التبداين بديلاً عن التلوين الصوتى ،وجماعية
الأداء الغنائى ،وظهور المدرسة التعبيرية فى اللحن ،وتأكيد الموسيقى
الشعرية واللفظية ،مع إستخدام إيقاع (المارش الرباعى) لإثارة الهمم
والروح الوطنية ،لتميز هذا الإيقاع بإثارة الحماس ،عدا نشيد (قوم يا
85