Page 103 - المسرح الشعري
P. 103
على موهبته من خلال أسلوبه الجديد ،الذى يتطلب ب ارعة وموهبة
من الملحن حتى يستطيع الوصول إلى (المستمع) (المتلقى) ،
بمجرد الدخول إلى الموضوع مباشرة دون الحاجة إلى مقدمات
موسيقية طويلة .
-أحدث (سيد درويف) إنقلاباًفى أساليب الغناء العربى ،فلم يعد
الغناء عنده مقصو ارً على المطرب الفرد ،وهو ما ظهر جلياً قى
معظم أعماله التى تغنى بها (البطانة) (الكورس) ،والجماهير
أيضا ،بمعنى أخر قدم الجماعية فى الغناء ،وبذلك خلق نوعاً
جديداً من الجمهور معظمه من طبقات الشعب المتوسطة والكادحة
،وخلق نوعاً جديداً من الغناء يخاطب تلك الفئات ،بعيداً عن فن
الصالونات والقصور ،مع إحتفاظه وعدم إغفاله فى ذات الوقت
القيم الفنية والجمالية للغناء والموسيقى ،مما أسهم فى إتباع
الكثير من الملحنين من بعده نفس منهجه .
-التجديد الذى أحدثه (سيد درويف) ،لم يكن مقصو اًر على أساليب
جديدة فى الألحان والغناء فحسب ،بل أبدع فى إبتكار مقام
موسيقى جديد أسماه مقام (الزنج ارن) ،مثلما هو الحال فى
(ديالوج على قد الليل ما يطول) فى أوبريت العشرة الطيبة ،
88