Page 74 - محاضرات في الافلام التسجيلية والوثائقية
P. 74
الأفلام التسجيلية والوثائقية
أ -معظم حرفية الفيلم الروائي تبنى على حقيقة أن الكامي ار تستطيع أن تنقل الظواهر فوتوغ ارفيا
على السليلوز الحساس ،وأنه يمكن من النيجاتيف (الفيلم الخام) عمل طبعة (نسخة) تعرض
مكبرة على الشاشة بواسطة آلة العرض ،ونتيجة ذلك فالاهتمام الموجه إلى الممثلين والمنظر
أكبر بكثير من الاهتمام الموجه للمنهج الذي عن طريقه أمكن إظهار محتويات الصورة (ممثلين،
ديكور ،مناظر ..الخ) على الشاشة ،كما أن الحركات المناسبة للكامي ار والميكروفون تخلق
أطوالا متعددة من السليلويد (الفيلم الخام) تتطلب مجرد التهذيب والجمع في تتابع صحيح
لنحصل في النهاية على شيء له طبيعة الفيلم ،وأحيانا تستخدم حيل الكامي ار أو الصوت البارعة،
لإب ارز مثلا فكرة مرور زمن أو لإب ارز تغير المنظر.
لذلك فمهارة الفنان الروائي تكمن في معالجة القصة وإرشاد الممثلين في الإلقاء ،والتعبير
بالحركة ،وتحركات الكامي ار وتناسب المجموعات ،وتجميع المناظر المنفصلة على هيئة فيلم،
يساعده في كل هذا كتاب الحوار والمصورون ومهندسو المناظر ،وخب ارء الماكياج ،ومسجلو
الصوت ،والممثلون أنفسهم ،بينما يقوم قسم المونتاج بتجميع المناظر التي تنتهي حسب ترتيبها
الأصلي ،وفي هذه الحدود فإن الفيلم الروائي استبدل بالأشكال المسرحية ،الأشكال السينمائية،
وبالتمثيل المسرحي التمثيل السينمائي طبقا لمتطلبات الكامي ار والميكروفون.
ب -الفيلم الوثائقي يستخدم نفس الوظائف الأولية للكامي ار والميكروفون وآلة العرض في الفيلم
الروائي ،إلا أن أي شيء يصور أو يسجل على السليولويد لا يكون له معنى حتى يصل إلى
منضدة المونتاج ،لأن المهمة الأولية للإبداع الوثائقي تكمن في المنبهات المادية والعقلية التي
يمكن أن يقدمها من يقوم بالمونتاج.
فطريقة استخدام الكامي ار ،والعديد من حركاتها ،وزوايا الرؤية بالنسبة للأشياء التي تصور،
والسرعة التي تظهر بها الحوادث ،بل وحتى ظهور الأشخاص والأشياء أمامها ،تهيمن عليه
الطريقة التي ينجز بها المونتاج ،وينطبق هذا تماما على الصوت ،ويتحمل مسئولية شكل الفيلم
الكامل ومعناه رؤية واحدة هي رؤية المخرج ووجهة نظره فيما يتعلق بموضوع فيلمه ،ويشرف
على عملية المونتاج ،كما يقوم في بعض الحالات بالتصوير ،وفي هذه الحدود الفيلم الوثائقي
64