Page 78 - محاضرات في الافلام التسجيلية والوثائقية
P. 78
الأفلام التسجيلية والوثائقية
يثور ،وأفلام المخرج "نك "برومفيلد المليئة بحضوره الشخصي ،لأن المنتجين أصروا على ظهوره
أمام الكامي ار ضمن شروط العقد.
-2الأفلام الإخبارية:
وهي تشمل أفلام وثائقية وتسجيلية كثيرة تعتمد على إي ارد الحقائق ،وتمنح المشاهدين المعلومة
مجردة (أو توهم بذلك) كما لو كانت موسوعة علمية ،مثل سلسلة (العالم في حرب) ،وأفلام "آدم
كارتس"( ،قرن الذات) و (قوة الكوابيس) ،وأفلام المخرج "مايكل مور" الذي تتميز بالانسيابية،
وبخفة دم "مور" التي تمزج الإخباري بالشخصي بالفني ،كما في فيلمه (فهرنهايت .)9/11
فعلى سبيل المثال :عندما قطع "مور" إي ارده لحقائق عن العلاقة الوثيقة التي تربط البيت الأبيض
بعائلة "بن لادن" ،إلى فق ارت من فيلم (حملة التفتيش) بعد أن تساءل لماذا سمح لعائلة بن لادن
بمغادرة البلاد بعد أحداث الحادي عشر من أيلول دون أي مساءلة ،فأي شخص من مشاهدي
الحلقات التليفزيونية (حملة التفتيش) سوف يدرك أن الشيء الأول الذي يجب أن يحدث بعد
ارتكاب جريمة هو إج ارء تحقيق مع أقرب الجي ارن لمكان وقوع الجريمة ،أو أقرب أصدقاء مرتكبي
الجريمة ،وهذا ما يشير إلى أن الصيغة الاخبارية التي اعتمدها "مور" في تحليل وقائع يوم
الحادي عشر من أيلول ،هي التي أفسحت الطريق للشخصي موقفه المناوئ للرئيس الامريكي
جورج بوش ،ورغبته بالترشح عن الحزب الديمق ارطي لعضوية الكونغرس) ،وهي الطريقة التي
يتبعها في معظم أفلامه ،وإن كان في فيلمه المهم والمؤثر (سيكو) ،قد سلك الطريق السهل،
حيث انتقل بين لندن وباريس وهافانا ُمشيدا بأنظمة الرعاية الصحية في هذه البلدان ،بالمقارنة مع
أنظمة الرعاية الصحية الفاسدة في الولايات المتحدة الامريكية.
-3الأفلام الشخصية:
تعتبر الأفلام الشخصية ربما أنجح أشكال الفيلم الوثائقي المعاصرة ،وخاصة بسبب ظهور تقنية
الفيديو ،وإذا كان مخرجو السينما المباشرة في الستينات قد استفادوا من التقنية الجديدة التي
يصفها المخرج "دى أ بنيباكر" بقوله" :التسجيل على أشرطة فيديو ،ومعدات تصوير أسهل
وعدسات متطورة تسمح بتصوير الضوء الطبيعي وعدسات زووم تسمح بالتقاط أدق التفاصيل"
فإن تقنية الفيديو قادت المخرجين إلى فعل العكس ،حيث استخدموها (تقنية الفيديو) كوسيط غني
68