Page 14 - الاصول الثقافية للتربية
P. 14

?محاضرات في?

    ?الأصول الثقافية للتربية?

                                                                        ?(ب) طريقة الاستعارة?:??
?الطريقة الثانية هي طريقة الاستعارة وهي طريقة مشروعة أيضًا في جمع أي?
 ?جماعة لثقافتها? ،?وقد أشرنا فيما تقدم إلى الطبيعة الإنسانية للثقافة? ،?فمتى?
 ?اخترع العنصر الثقافي في جماعة أصبح كتمانه أمرًا صعبًا بل مستحيًال ? ،?ومن ثم?
?لا بد وأن ينتشر بأن تقتبسه وتستعيره جماعة أخرى? ،?بل لقد أصبح من أخلاقيات?

                                                                                  ?العصر الحديث?،??
 ?ومن أخلاقيات العلم أن يذاع ? ،?وليس أحقر من عالم في نظر العلماء يحاول أن?
   ?يخفى علمه أو يخفي اختراعاته الثقافية أو يحاول إخفاء مصادر ما يخترع وما?
 ?يكتشف? ،?أصبح الآن من أخلاقيات العلم الحديث إذاعته وتبادل الرأى فيه وعلى?
?هذا فلا ينتقص ولا يعيب جماعة أنها تقتبس من ثقافة جماعة أخرى بل العيب?

   ?أن تدرك قاعة تخلفها وتصميم على الانعزال وترفض أخذ العلم من الآخرين ?،??
                                                   ?فهذا هو الجمود? ،?وهذه هي الرجعية?.??

        ?ومن تقاليدنا الاقتباس الثقافي لمعظم الحضارة المصرية ما هي إلا اقتباسات وعلى سبيل المثال نجد أن الفتح?
                     ?العربي يتميز على غيره من كل الفتوح التاريخية بأنه كان فتحًا (دينيًا وحضاريًا ) بجانب أنه فتح عسكري?.??

    ?ولكي تتم عملية الاقتباس الثقافي لا بد من توافر مجموعة من العوامل أولها العامل النفسي والعقلي والمتمثل?
   ?في مدى الاستعداد للتعلم? ،?وسهولة الاتصال ودرجة التقدم الحضاري ومنها كان الاقتباس الثقافي في عصر العلم?
?أسرع وأسهل من العصور السابقة حتى لقد أصبح الاقتباس الثقافي والنقل الثقافي وتعلم الجماعات البشرية بعضها?

                                         ?من بعض ويتم بسرعة الصوت عبر الأقمار الصناعية وجهاز الراديو والتليفزيون وغيرهم?.??

   ?وبناء على ذلك يمكن أن تعلل بطء تحضر الناس عن طريق اقتباس الحضارات والثقافات في العصور القديمة وبسرعة?
                                                                                                  ?ذلك في العصور الحديثة ابتداء من القرن?

     ?التاسع عشر وجدنا أن الحضارة الإنسانية ذاعت وشاعت? ،?وعلى حين أن هذا قبل القرن التاسع عشر كان بطيئًا ? ،?وكان?
                              ?المصريون في أوائل القرن التاسع عشر يجهلون معظم علوم أوربا وصناعاتها وأسلحتها صعبة?.??

        ?مع أنه لم يكن يفصلها إلا البحر المتوسط ولكن وسائل الاتصال كانت كما أن الشعوب المغلوبة تميل دائمًا إلى?
?اقتباس حضارة الشعوب الغالبة لا لشيء غلا لأن ثقافتها أثبتت نجاحًا وأثبتت فعاليتها في حل المشكلات بدليل النصر?

                                                                                                    ?الذي لا يكون إلا من آثار ثقافة المنتصر?
         ?(علومه? ،?وصناعته? ،?واختراعاته? ،?وأخلاقه ? ..?الخ) وهذه نظرية ابن خلدون في النقل الثقافي وإن كان قد عبر عنها?
       ?بطريقة عندما قال أن المغلوب يقلد الغال? ..?ذلك فلا يحسبن إنسان أن نقل الثقافة واستعارتها أمر سهل أنه أمر?
    ?طبيعي? ،?بل أن من الطبيعي هو ألا تنقل الثقافة ولا تستعار? ،?لأن كل عنصر ثقافي تستعيرها الجماعة إنما يقصد به?

            ?أن يحل محل عنصرًا من ثقافتها القومية الأصلية? .?ومن هنا تأتى طبيعة المقاومة للنقل الثقافي وللاستعارة?
                                                                                                                                          ?الثقافية?.??

                                           ?أولا?:?يعز على الجماعة أن تنهزم ثقافتها أمام ثقافة الأجنبي فتقاوم الجماعة عملية?
                                                                                                                                         ?الاقتباس?.??

        ?ثانيًا ?:?أن العنصر الثقافي المنهزم القديم القومي لا بد وأن هناك ناسًا ينتقمون منه ويبيعونه ويكسبون قوتهم?
                                                                               ?باستخدامه وببيعه? ،?ومن هنا يوجد وراء كل عنصر ثقافي?
                                                                                                  ?طبقة من المنتفعين يقاومون الاقتباس?.??
   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19