Page 19 - الاصول الثقافية للتربية
P. 19
?محاضرات في?
?الأصول الثقافية للتربية?
?محدودي الفهم? ،?قاصرو التفكير? .?ولو كان التجديد في الثقافة يفرض نفسه? ،?لمجرد?
?الجرى وراء كل جديد? ،?وانبهار به? ،?أو عجزًا عن فهم قيمة التراث القائم? ،?فإنه يكون?
?تجديدًا مريضًا ? ،?يضر بالمجتمع? ،?أما لو كان هذا التجديد سببه أنه أمر يفرض نفسه?
?على الثقافة وعلى المجتمع? ،?وأنه أمر مناسب للعناصر الثقافية القائمة? ،?فإنه يكون?
?تجديدًا صحيًا ? ،?ينهض بالمجتمع? .?ذلك أن الثقافة في أي مجتمع من المجتمعات? ،?يجب?
?أن تفهم على أنها " ليست قيدًا يكبل أبناء المجتمع دائمًا ? ،?ويحول دون انطلاقهم?
?إلى المستقبل الذي يأملونه? ،?وأن كانت كذلك بالفعل في المجتمعات المتخلفة?،??
?وإنما لهذه الثقافة وظيفة فردية واجتماعية ضرورية? ،?لا حياة للفرد والمجتمع?
?بدونها "? .?والمهم ?-?كل المهم ?-?هو أن يكون هناك (توازن) بين (المحافظة) على?
?الثقافة? ،?و (تغيير) تلك الثقافة بحيث يحول هذا التوازن? ،?دون(جمود) الثقافة? ،?مثلما?
?يحول دون (تزعزعها وتهدمها) ويقودنا ذلك إلى نقطة جوهرية أخرى? ،?وهي ضرورة?
?(السيطرة) على هذا (التغير الثقافي)? ،?وتوجيهه الوجهة المطلوبة? ،?بدًال من تركه?
?يتم على نحو معين? ،?قد يكون ضارًا بسلامة المجتمع? .?من هذه (الرأسمالي)? ،?والنمط?
?الشرقي (الشيوعي)? ،?وذلك النمط الموج في العالم الثالث?
?? ،?فإننا يجب أن نقر?-?مقدمًا ?-?بأن كل غط الأنماط? ،?وليد بيئة معينة? ،?وظروف معينة? ،?دفعت إليه? ،?وحددت ملامحه? ،?على النحو?
?الذي يقوم عليه?.??
?ومما تجدر الإشارة إليه أن هناك ثلاثة (أنماط) لهذا (التغير الثقافي) في عالمنا المعاصر? ،?هي? :?النمط الغربي? ،?الرأسمالي?
??-?والنمط الشرقي? ،?الشيوعي –والنقط الموجود في العالم الثالث?.??
?أنماط التغير الثقافي?:??
?إذا كانت هناك ثلاثة أنماط للتغير الثقافي? ،?هي? :?النمط الغربي ومن ثم فإن استعراضنا لهذه الأنماط? ،?لا يهدف إلى?
?تقويمها وبيان سلبياتها وإيجابياتها? ،?بقدر ما يهدف إلى توضيح معالمها فقط ومن خلال توضيح هذه المعالم? ،?يمكن أن?
?تتضح لمن يشاء? ،?هذه الإيجابيات? ،?وتلك السلبيات?
?على أن استكمال الفائدة? ،?يستدعى أن? :?الحديث عن هذه? ...?الأنماط بحديث مستقل عن?
?(النمط الإسلامي)? ،?ومن خلال عرض هذه النمط الأخير? ،?يمكن أن يزيد اتضاح سلبيات وإيجابيات الأنماط أن نتبع الأخرى?.??
?ويقوم النمط الغربي الرأسمالي? ،?على (الحد) من تدخل الدولة في شئون الأفراد والجماعات? ،?قدر المستطاع? ،?والدولة ?-?فيه?-??
?حين تتدخل? ،?لا تتدخل إلا " كحكم فقط بسن بعض القوانين والتي تنظم العلاقات بين الأفراد والجماعات?.??
?وفي ظل الحرية الفردية? ،?التي تعتبر شعار الحياة في الغرب الرأسمالي? ،?نرى التغير الثقافي? ،?يتم بلا توجيه من الدولة? ،?وبلا?
?تدخل أحد? ،?أي أنه ه يتسم بلا سيطرة عليه? ،?وبصورة أقرب إلى من التلقائية ?Laissez-faire??
?وقد كان هذا (الجو العام)? ،?مهينًا للانقضاض على هذه الحرية بالنسبة لبعض الطبقات والفئات والجماعات الطامحة? .?وفي?
?ظل غياب (الدولة) على هذا النحو في المجتمعات الغربية الرأسمالية?.??
?ظهرت (دول) كثيرة في هذه المجتمعات? ،?حتى " صارت هذه المجتمعات الغربية اليوم? ،?مجتمعات عصابات منظمة " (?)???
?وكانت أذكى هذه (العصابات) على الإطلاق? ،?هي عصابة (اليهود) التي أحسنت (استثمار) نكسة الكاثوليكية? ،?منذ القرن?
?السادس عشر? ،?بانشقاق البروتستانت عليها? ،?حيث " احتضنت (? )??المسيحية البروتستانتية اليهودية? ،?بجامع المشاركة في?
?الاضطهاد الكاثولوكي ومن هنا كانت بريطانيا منذ عهد أوليفر كرومويل? ،?أول بلد أتاح لليهودية فرصة السيطرة على?
?أقداره? ،?وهي سيطرة خفية? ،?بعيدة عن صخب المجاهرة? ،?تبدأ اولا بالجوانب الاقتصادية? ،?ثم الإعلامية ? ،?أي بالمال ثم الفكر?،??
?وتبعتها بعد ذلك الولايات المتحدة وغيرها من بلاد الغرب وكانت النتيجة? ،?أن صار اليهود اليوم? ،?هم الذين يسيطرون على?
?الحضارة الغربية? ،?سواء في العلم والفن والاكتشاف والاختراع حتى أصبحوا العنصر الفعال الرئيسي? .?في قيادة الحضارة?
?الغربية? ،?التي ظهرت في بيئة مسيحية وبهذه السيطرة? ،?نستطيع أن نفهم ما نراه واضحًا في حياة الغرب? ،?فهو مسيحي?،??
?ومع ذلك تغلب عليه النزعة المادية (اليهودية) لا النزعة الروحية (المسيحية)? ،?وهو متعاطف اليهود? ،?مساند لهم بشتى?
?السبل? ،?رغم العداوة (التقليدية)?،??