Page 18 - الاصول الثقافية للتربية
P. 18
?محاضرات في?
?الأصول الثقافية للتربية?
?ومن هنا تأتى أهمية مرحلة التعليم الابتدائي التي تقوم فلسفتها على حقائق?
?عموميات الثقافة أما موقف المدرسة من الخصوصيات فهو موقف تمارسها?
?الجماعات من?
?المواطنين بالقدر الذي تحتاج الجماعة إلى خدمات كل تخصص من التخصصات?
?وليس التخطيط التربوي والتخطيط التعليمي كاتجاه جديد إلا تعبيرًا عن مسئولية?
?المدرسة في أن توفر للجماعة أعدادًا ?.??
?مسن الأفراد المواطنين في التخصصات المختلفة يكفون لسد حاجاتها من كافة?
?الوظائف دون عجز أو زيادة موقف المدرسة من المتغيرات?:??
?فهو موقف شاق وصعب فمع أن هذه النقطة موضع أصحاب الفكر التربوي فإنه?
?يكاد يكون من المسلم به أن المدرسة ليس من حقها أن تحدث متغيرات في?
?الثقافة? ،?وإنما عليها أن تأخذ هذه المتغيرات بحذر وعليها أن تنتظر وتترقب رأى?
?الجماعة في كل متغير من المتغيرات? ،?ولا تدخل المتغير ضمن برامجها إلا بالقدر?
?الذي تقره هذا المتغير?
?فلم تكن المدرسة قبل هذا الوقت الذي نعيش فيه تستطيع أن تعلم حقائق النسل وحقائق التربية الجنسية ? ،?وحقائق?
?اختلاف بين الجماعة من تنظيم النسل وأساليبه وطرقه لأن هذا المتغير لم تكن الجماعة قد اتفقت عليه تمامًا إلا الآن?
?وبعد أن سلمت معظم الجماعة بوجوبه كوسيلة للحفاظ على كيانها ? ،?فإن حتى المدرسة أن?
?تتناولها بل أنها تكون مقصرة إذا لم تدخل موضوع تنظيم الأسرة والحقائق السكانية وغيرها من الموضوعات الهامة ضمن?
?مناهجها وضمن مقرراتها?.??
?ففي باب المتغيرات يجب أن تتقدم الجماعة على المدرسة إذ ليس من حق المدرسة أن تلزم الجماعة? .?اتجاه ثقافي لما?
?تسلم به بعد? ،?بل أن مراحل التعليم إذا نظرنا إليها فإننا نجدها متصلة اتصاًال وثيقًا بتحليل الثقافة إلى عموميات?
?ومتخصصات ومتغيرات? ،?مع أن هذا التحليل حديث جدًا والمدرسة قديمة جدًا ? ،?ولكن التقرير العلمي لشيء يختلف عن?
?الإحساس به في الحياة ومراعاته في التصرف? .?التغير الثقافي وهكذا? ،?تكون قابلية الثقافة للتغير? ،?أمرًا أكيدًا ? ،?ويأتي هذا?
?التغير في الثقافة? ،?عن طريق عناصر ثقافية (تموت)? ،?وعناصر ثقافية أخرى(تولد)? .?والثقافة? ،?شأنها في ذلك شأن أي كائن?
?حي? ،?تتجدد حياته باستمرار? ،?من خلال خلايا تسقط? ،?وأخرى تولد? ،?فتتجدد حياة الكائن الحي? ،?من خلال حياة تنتهي? ،?وحياة?
?جديدة تبدأ ويأتي هذا التغير الثقافي من خلال العناصر المتغيرة? ،?كما سبق نتيجة للاحتكاك بالثقافات الأخرى? ،?أو نتيجة?
?لضغوط الحياة على المجتمع? .?ومن ثم نجد التغير الثقافي أسرع في المجتمعات القريبة من حركة الحياة العالمية? ،?بحكم?
?موقعها الجغرافي? ،?كما نجده أبطأ في البلاد الأبعد عن حركة الحياة العالمية? .?كذلك نجد هذا التغير الثقافي أسرع في?
?البلاد المتقدمة تكنولوجيا? ،?كما نجده أبطأ في البلاد المتخلفة والبدائية أو شبه البدائية ففي حالتي الاحتكاك بالثقافات?
?الأخرى? ،?وسرعة التغيير التكنولوجي نجد عناصر ثقافية جديدة? ،?تفرض نفسها على الثقافة? ،?فإن استطاعت التأقلم معها?،??
?عدلت فيها? ،?أو تعدلت لتناسبها? ،?فكانت من أسباب التغير الثقافي? ،?وإن لم تستطع هذا التأقلم? ،?ماتت واندثرت? ،?وهكذا ولا?
?نستطيع أن نقرر على وجه التحديد? ،?ما إذا كان التجديد في الثقافة? ،?هو الأهم أم المحافظة فيها؟ ذلك أن القضية ليست?
?قضية تجديد ومحافظة? ،?وإنما القضية هي قضية القدرة على التلاؤم مع الظروف المتغيرة? ،?وفي هذا التلاؤم مع الظروف?
?المتغيرة قد تكون المحافظة هي المطلوبة? ،?وقد يكون التجديد هو المطلوب? ،?لأن هناك سؤالا يفرض نفسه هنا دومًا?
?وعلى حسب الإجابة عليه تكن المحافظة محافظة صحية? ،?ويكون التجديد صحيًا ?،??
?وهذا السؤال هو?:??
?لماذا أحافظ؟ ولماذا أجدد؟?
?فلو كانت المحافظة في الثقافة تفرض نفسها? ،?مجرد?( :?التشبث) بالقديم اعتزازًا به? ،?أو?
?عجزًا عن التجديد? ،?فإنها تكون محافظة مريضة? ،?تضر بالمجتمع – أما لو كانت هذه?
?المحافظة في الثقافة? ،?تفرض نفسها بسبب تعقل واتزان? ،?يفرضان عدم الجرى وراء كل جديد وعدم الانبهار بكل وافد?،??
?فإنها تكون محافظة صحية? ،?تدفع بعجلة المجتمع إلى الأمام على عكس ما يراه قصار النظر?