Page 21 - الاصول الثقافية للتربية
P. 21
?محاضرات في?
?الأصول الثقافية للتربية?
?ولم يكن تأثير هذا زيادة التفكك فحسب ? ،?وإنما في خلق الحاجات والرغبات? ،?التي?
?تتعارض والتنمية ? ،?حتى في أضيق معنى اقتصادي وتكون النتيجة? ،?أننا نجد?
?(الصراع)? ،?أوضح سمات الحياة هذا العالم الثالث ففيه الصراع بين المتربعين على?
?السلطة? ،?والطامعين فيها? ،?وفى سبيل هذا الصراع تبدد الموارد المحدودة? ،?حفاظًا?
?على المتربعين ومطاردة للطامعين? ،?أو من يتصورهم المتربعون طامعين? ،?في هذه?
?السلطة وفيه الصراع بين من يملكون الثروة المحدودة ? ،?وهم قليلون ? ،?ومن لا?
?يملكون شيئًا على الإطلاق ? ،?وهم الكثرة الكاسرة ? ،?ويزداد – في هذا الصراع ?-??
?تشبث المالكين بكل شيء? ،?كما يزداد حرص من لا يملكون ? ،?على أي شيء? ،?وتكون?
?النتيجة الحقد يأكل القلوب ? ،?وفي? ..?ظل هذا الحقد? ،?لا تجد العمل? ،?ولا الرغبة فيه?،??
?مما يزيد في تبديد الموارد المحدودة وفيه الصراع بين الوطن ككل وبين القوى?
?العالمية? ،?المسيطرة على مقدرات العالم? ،?وتكون ضحيته تلك القوى الوطنية? ،?التي?
?ترجو لبلادها خيرًا ? ،?فتعلق لها أعواد المشائق? ،?وسط انشغال القلة التي تملك? ،?بما?
?تملك? ،?وزيادة ما تملك? ،?وانشغال الكثرة التي لا تملك بالحصول على شيء? ،?وهؤلاء?
?مشغولون عمن يسرق مواردهم حقًا ?.??
?وهم القوى العالمية متمثلة في الشركات الاحتكارية الأجنبية التي لم تنتبه لها سوى هذه القوى الوطنية? ،?ومن ثم كان?
?تعليق المشائق لها? ،?قبل أن يتنبه الجميع? ،?إلى عدو هذه البلاد الحقيقي? .?ونتيجة لهذا النوع الأخير من الصراع? ،?ترى هذه?
?البلاد? ،?وهي?
?"غنية بالمعادن والخامات المختلفة? ،?تعيش في الفقر وسط الوفرة ? Poverty Amidst Plenty?فالقارة الخام انتاجيا هي?
?أيضًا القارة الخام حضاريًا والكلام هنا عن القارة الأفريقية? ،?كنموذج للعالم الثالث كله?.??
?التعليم? ،?من وفيه – أخيرًا الشراع بين القديم والجديد? ،?والقديم يشير إلى التراث القومي? ،?لكل بلد? ،?هذه البلاد? ،?ويدعم هذا?
?القديم? .?أمية أبناء البلد? ،?كما تدعمه العناصر الوطنية? ،?التي لا ترى الخلاص من القوى العالمية? ،?إلا في العودة إليه?،??
?والتمسك به والجديد? ،?يشير إلى كل فكر وافد? ،?ويدعم هذا الجديد الطبقات التي أتيحت لها فرص أبناء من يملكون?
?والطبقات التي تملك? ،?والتي ترتبط مصالحها مع مصالح القوى العالمية الكبرى? ،?كما تدعمه الفئة الحاكمة? ،?التي تعمل?
?على استرضاء هذه القوى العالمية? ،?حيث نجد " الزعيم (المثالي) " في بلاد العالم الثالث هو ذلك الذي يبيع? :?بأي ثمن?،??
?لدولة كبرى " وتكون النتيجة أن الزائر الغريب ? ،?لأي بلد من هذه البلاد? ،?يرى مدارس وجامعات ومؤسسات حديثة? ،?مما يوحى?
?(بثورة ثقافية) فيها ولكنه عندما يتعمق الأمر? ،?يرى المظهر مناقضًا للجوهر تمامًا – على حد تعبير بريئوس?.??
?ومن خلال هذه اللون من (الصراع)? ،?يتحدد (التغير الثقافي) في المجتمع? ،?وهو يتم دون منطق محدد واضح? ،?حيث نجد?
?(انجذاب) التغير? ،?نحو هذا الاتجاه أو ذاك? ،?ليس رهنا بمنطق ولا فلسفة? ،?وإنماء هو رهن بالضغط الواقع على المجتمع?،??
?ومصدر هذا الضغط? ،?وحجمه أيضًا ?.??
?ومن ثم فاستبداد الدولة في العالم الثالث? ،?ليس كذلك الاستبداد الذي نراه في العالم الشيوعي? ،?لتحقيق فلسفة معينة?،??
?وإنما هو استبداد هدفه تحقيق مصالح الطبقة الحاكمة? ،?التي تعرف أن عمرها في السلطة قصير? ،?ومن ثم فهي?
?تستغلها لتحقيق أكبر كسب مادي ممكن لها? ،?وللقريبين منها من يعيش واقعنا العربي نهضة علمية وتكنولوجية?
?متزايدة? ،?تستهدف تحقيق تغير ثقافي منشود لا سيما وأن مجتمعنا العربي منذ الماضي السحيق كان مجتمعًا علميًا أنجب?
?العديد العلماء أمثال جابر بن حيان أول من استحضر حامض الكبريتيك? ،?والخوارزمي أول من وضع علم الجبر والرازي في?
?استكشافه لزيت الزاج? ،?والبتاني الذي وضع بين العشرين فلكيًا المشهورين في العالم? ،?والبيروني الذي قال عنه "سخو"?
?أنه أعظم عقلية عرفها التاريخ فقد صاغ نظرية دوران الأرض حول محورها وحول الشمس? ،?وابن الهيئة الذي لولاه لما كان?
?علم البصريات? ،?وابن خلدون مؤسس علم العمران? ،?وأبو الثناء الأصفهاني الذي تحدث عن فكرة كشف العالم الجديد قبل?
?رحلة كولمبس بنحو قرن ونصف ومعروف فضل ابن سينا في الطب والقزويني في النقط? ،?وعلى بن عيسى في طب?
?العيون? ،?والكاشي في الحساب وغيرهم من العلماء العرب والمسلمين?.??