Page 149 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 149

‫تاريخ للتربية الفنية الحديث ‪ ،‬وما ازلت تحتل هذه النظرة مكان الصدارة في تفسير‬
‫تعبي ارت الأطفال حيث أن أركانها على درجة كبيرة من الأهمية بعد أن تحقق لتعليم‬
‫الفن قد اًر أكبر من إعطاء الفرصة للطفل لكي يعبر عن ذاته تعبي اًر يحمل قد اًر كبي اًر‬

    ‫من الحرية ‪ ،‬مع الاعت ارف بخصوصية ما ينتجه هذا الطفل ‪ ،‬وأن رموزه تحمل‬
                            ‫دلالات خاصة به ‪ ،‬وأن كل من له تمي ازته التعبيرية‪.‬‬

‫وقد ساعد على تأسيس هذه النظرية فكر الفيلسوف جـان جـاك روسو‪ ،‬والفيلسوف‬
   ‫جون ديوي ‪ ،‬وأ ارء مكتشف فنون الأطفال ف ارنس تشرك‪ ،‬بالإضافة لأ ارء فيولا ‪،‬‬
    ‫و"رسكن" ‪ ،‬وكلها ساعدت كل من هربرت ريد ‪ ،‬وفيكتور لونفيلد كل على حدة‪.‬‬

                               ‫وتفترض نظرية م ارحل النمو أن‪:‬‬

     ‫‪ - 1‬جميع الأطفال يمرون بم ارحل نمو شاملة‪ ،‬يلعب الفن فيها دور مؤثر ‪،‬‬
      ‫ويظهر ذلك من خلال عملية النمو التي ينعكس على تعبي ارت الأطفال‪ ،‬وهذه‬
‫الم ارحل موجودة مهما اختلفت البيئات أو الثقافات أو حتى الأزمنه ‪ ،‬وعادة ما تبدأ‬
     ‫هذه الم ارحل بالتخطيط وتنتهي بالرسم الواقعية ‪ ،‬وهي عملية ممتدة بين سن‬

                                               ‫الثانية والثالثة عشرة من العمر‪.‬‬

  ‫‪ - ٢‬أن جميع الأطفال يرسمون رموزهم البصرية كنمط من أنماط التعبير المعبر‬
   ‫عن قد ارت اد اركية وإمكانيات بصرية ومهارية ‪ ،‬وعلى ذلك تحمل كل مرحلة من‬

‫م ارحل نمو الأطفال خصائص فنية متميزة تظهر هذه الخصائص وتختفي مع مرور‬
                                                                        ‫السن‪.‬‬

        ‫‪ -٣‬هناك فروق فردية في تعبي ارت الأطفال وهذه الفروق تؤكد على مقدار‬
       ‫الاستعدادات والقد ارت وتدخل فيها العوامل الثقافية والبيئية وطبيعة المتعلم‪.‬‬

  ‫‪ -٤‬تتميز كل مرحلة نمو عمري بظهور أنماط من الرموز يت ازيد نموها س ارء من‬
                      ‫حيث الكثرة أو التفاصيل أو الث ارء البناء في الشكل واللون‪.‬‬

                                                     ‫‪136‬‬
   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154