Page 155 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 155
إعداد جسماني وحركي سليم ،ومستوى الأداء العقلي من أجل التمتع بقد ارت
تفكير صالحة ومستوى وجداني متسق من أجل التمتع بقد ارت انفعالية متكافئة ،
ومستوى اجتماعي من أجل تنشئة اجتماعية صحيحة.
وهذا المفهوم الشامل الحديث لم يتحقق إلا بعد الخوض في ممارسات متعددة
الجوانب في العملية التعليمية على مدار النظام البنائي للتعليم النظامي الذي ظهر
في العصر الحديث ،فالمدرسة أعدت من اجل مساعدة التلاميذ على النمو الشامل
وعلى تعديل سلوكهم لتتكامل شخصية هذا المتعلم.
لقد كانت العملية التعليمية في بداية مرحلة التحديث تصب كل اهتماماتها على
مكونات المواد الد ارسية من أجل اكتساب التلميذ للمعارف في اعتقاد على أن ذلك
يعد أنسب الوسائل لتحقيق أهداف التربية بالنسبة للفرد والمجتمع.
لقد كان ينظر للطفل على أنه رجل مصغر والتربية تساعده على أن يفعل مثل
الكبار ،وعلى مستوى العقل فقد كان " جون لوك " يعتقد أن الطفل يولد وذهنه
صفحة بيضاء ،ويتوقف سلوك الطفل على ما ينقش في ذهنه من معارف ،وأن
تعليم الدين فريضة واجبة حتى يحظى الصغير بالاحت ارم.
لقد كان الاهتمام منصباً في التعليم على شحذ القوى العقرة عند الطفل التي هي لا
تختلف عنها عند الكبير ،وهذا الشحذ يأتي بالتكريمات المختلفة للمواد الد ارسية
وذلك يعطي الصورة المثالية للسلوك القويم.
كان يعتقد أن القوى العقلية تحتوي الحفظ والتذكر والتخيل ،وأن العقل مقسم إلى
عقل نظري وهو أساس الفكر ومنبعه ،وعقل عملي وهان تطبيق للأول ،وكان
140
