Page 156 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 156

‫الاهتمام كله منصب على العلوم النظرية التي كان منها الرسم وكانت قاعدة التعليم‬
           ‫المبنية على التدريب تعني بالاستنباط والاستنتاج أي التفكير المنطقي‪.‬‬

 ‫مع بداية القرن العشرين تطور مفهوم القوى العقلية وأصبح مفهوم الملكات التي‬
       ‫يضمها عامل عام يسمى الذكاء ‪ ،‬وظهرت مفاهيم الميول والرغبات والغ ارئز‬

 ‫والانفعالات ‪ ،‬والملكة فطرية يتوارثها الفرد أو يولد بها ‪ ،‬وليست كل الملكات على‬
 ‫درجة واحدة من القوة هي متفاوتة في الشخص وفي الأشخاص ‪ ،‬وعلى الرغم من‬

     ‫ظهور أفكار جديدة حول بنية الإنسان إلا از الاهتمام بالمادة التعليمية ما ازل‬
                                    ‫يحظى بالاهتمام الأول في العملية التعليمية‪.‬‬

    ‫لقد كانت مناهج تلك المرحلة تؤكد على تنمية الملكات فالغرض من الرسم هو‬
   ‫تنمية ملكة الملاحظة وملكة الخيال وملكة الابتكار ‪ ،‬ويضاف إليها في الأشغال‬
 ‫تقوية ملكة الإتقان والرغبة في الانص ارف إلى الأعمال دون الأقوال ‪ ،‬وعلى الرغم‬
 ‫من أن الملكات تتفق مع مفهوم القوى العقلية إلا أن الملكات تعتمد على الحواس‬
 ‫بينما تعتمد القوى على المعرفة المطلقة وهو الذي صنع التحول من نقل الأمشق‬

     ‫إلى نقل الطبيعة ‪ ،‬وقد ساعد ذلك على إضافة مفهوم جديد في التدريس وهو‬
     ‫تدريب العين واليد للعمل معاً باتصالهما ما تتصل م اركز الحس بم اركز الحركة‬

                                                                  ‫ويتأثر المخ‪.‬‬

   ‫مع النصف الثاني من القرن العشرين حدثت مجموعة من التطو ارت التي جعلت‬
      ‫التلميذ يدخل بؤرة الاهتمام بعد أن كانت المادة التعليمية والمعلم في الم ارحل‬

‫السابقة ‪ ،‬فد ارسة خصائص نمو التلميذ وسماته وقد ارته وميوله في كل مرحلة من‬
                               ‫م ارحل العمر تساعد المخطط على بناء تعليم جيد‪.‬‬

  ‫وتشتمل خصائص النمو ثلاثة جوانب ‪ ،‬يتضمن الجانب الأول النمو العقلي ويبدأ‬
‫بنمو المدركات التي تستند على الإد ارك كعملية نفس عقلية معقدة تجعل للإحساس‬

 ‫معنى مفهوما ‪ ،‬وتوجد ثلاث مستويات للإد ارك العقر حددها " بياجية " في الإد ارك‬

                                                      ‫‪141‬‬
   151   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161