Page 161 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 161
من أجل ذلك كان دور المعلم شديد الأهمية حيث لا يتم تعليم إلا بإرشادات
وتوجيها وتصويبات المعلم فقد كانت المادة الد ارسية تصل إلى ذهن التلميذ عن
طريق عدد من التدريبات سابقة التجهيز " الأمشق " أو سابقة عداد " الطبيعة " أو
" الأشكال المصنعة “ ،وكان التدريب يتم في ظل نظرية التدريب الشكلي ،والمعلم
هو المحقق الوحيد وهو المرجع التعليم المطلوب ،فتصحيح رسم التلميذ وتحفيظه
لطريقة الرسم عن طريق الأداء لمام التلاميذ هو الطريقة الوحيدة للتعليم.
وعلى الرغم من تبديل الأدوار وتحقيق نظرة جديدة للتعليم السلمي يبني على سلوك
المتعلم وليس على المادة التعليمية ،تعدل دور المعلم فأصبح المعلم قائد وموجه،
ولذا تعدل إعداد المعلم لكي ي اركب الجيد في الأداء التعليمي ،فالمعلم في أي نظام
تعليمي تقع عليه مسئوليات الإصلاح والتطوير ،والتحديث ،والأعداد الجيد
للمتعلم من أجل مواجهة المستقبل في ظل فلسفة التعليم.
وبما أن دور المعلم في التعليم يحمل أهمية خاصة لما يقدمه العملية التعليمية
والتربوية من مقومات نجاح أو فشل نظام التعليم ،وحرصاً على دافعية الإنجاز
المطلوبة في التعليم النظامي ،فإن إعداد المعلم يصبح صلبة على قدر كبير من
الأهمية ،هذا الإعداد الذي يتطلب انتقاء عناصر البي القدرة على حمل رسالة
التعليم والذي يمكن الإحساس بأهميته من تلك الأمنية لوظيفة المعلم والتي تمناها
الخليفة العباسي المهيب " المأمون " ،والذي يتمن لو كان مدرساً يتحلق الناس
من حوله وهو يفتيهم في مسائل الحديث والعلم (۱۹۷۸:۱۸م) ،وما أجمل قول
الغ ازلي في المعلم " من أشتغل بالتعليم فقد تقلد أم اًر عظيماً وخط اًر جسيماً.
من هنا كان لإعداد المعلم لمهنة التعليم أهمية كبيرة لكي تحتفظ المهنة بمهابة
صاحبها وتحقق العملية التعليمية أهدافها ،وتنقسم نظم إعداد المعلم إلى النظام
التكاملي أو النظام التتابعي ،وكان النظام التتابعي هو النظام الأول في إعداد
المعلم حيث يحصل الدارس على درجة علمية عالية في مادة تخصصه ثم يعد
146