Page 163 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 163
حظيت المادة التعليمية بقدر وافر من الأهمية فتأرجح التعليم فى م ارحله المتتابعة
في العصر الحديث بين المادة التعليمية والتلميذ ،فأيهما اسبق التلميذ أم مادة
التعليم ،ولعل جل الاهتمام إن لم يكن كله كان منصباً على مادة التعليم في
المرحلتين الأول والثانية من م ارحل التعليم في العصر الحديث ،وصب اهتمام
المعلم وطريقة التدريس والتقييم على المادة التعليمية ،فالغرض الأساسي الذي
من أجله استحدث التعليم النظام هو توصيل كم المعلومات والمعارف التي بدأت
في ت ازيد مستمر ومطرد إلى الحد الذي يجب أن يتعلمه الأطفال.
كانت المواد التعليمية في بداية التعليم لا تخرج عن الق ارءة والكتابة والحساب ثم
اتسعت ودخلت العقائد فالفنون والآداب والعلوم ،وفي الفون كانت مادة التعليم
مأخوذة عن فكرة صناعة الشيء ،والتدريب على هذه الصناعة يستلزم وجود
أشكال متعددة من مادة التعلم التي جمعت بين مادر الرسم النظري ومادة الأشغال
الفنية عن طريق نقل أو نسخ الرسوم المعروضة ،ثم الارتقاء برسم النماذج
الجصية ثم رسم الموديل الحي ،وقد استمر التعليم على هذا الحال حتى نهاية
القرن التاسع عشر.
لقد كانت مادة التعليم النظرية هي المسيطرة على نظام التعليم ،اذا كان مفهوم
الفن كمادة تعليمية أنه علم نظري يستمد أصوله من علم الهندسة من رسم
الخطوط والزوايا والأشكال الهندسية كالمربع والمثلث والمستطيل والدائرة والمماس
والقطع الناقص ،وكانت الأمشق والنماذج عبارة عن خ ارط يستخدمها المتعلم
الرسم بعض الحليات الزخرفية الهندسية.
في ظل المفهوم الهندسي كانت مادة التعليم أيضاً عبارة عن تدريبات تستخدم
المساقط المستخدمة في التخطيط والتنظيم العم ارني وتنظيم
148