Page 164 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 164

‫الأماكن ‪ ،‬وتعلم السلط ياتي عن طريق رسم حجرة الد ارسة بما تحتوي من مناضد‬
      ‫واد ارج ونوافذ وأبواب في صورة أشكال هندسية وفق مقاييس الرسم المحددة‬
                                   ‫هندسيا ويتم الرسم وكان التلميذ يركب طائرة‪.‬‬

    ‫مع تطور الفكر التربوي وإعادة صياغة مفاهيم التعليم والتغي ارت الشاملة التي‬
     ‫حدثت في المجتمعات ‪ ،‬ودخول مجالات علم النفس ومناهج وطرق التدريس‬
      ‫وأصول التربية من موقع تجريبي ‪ ،‬حلبة الص ارع وتحويل مفهوم التعليم من‬
  ‫الاعتماد على المادة التعليمية إلى الاهتمام بالمتعلم كنموذج سلوكي الهدف من‬
  ‫تعليمه إعداده لمواجهة الحياة ‪ ،‬وعلى الرغم من ت ازيد وصياغة أهداف توصيلها‬
‫إلى المتعلمين‪ .‬المعرفة في مادة التعليم ‪ ،‬إلا أن ذلك أعاد النظر في تنظيــم مــادة‬

                                ‫التعليم وصياغة أهداف توصيلها الي المتعلمين‪.‬‬

   ‫لقد كان لدخول علم النفس في مجال التعليم عن طريق تخصصات علم النفس‬
    ‫التربوي أو التعليمي ‪ ،‬وعلم نفس النمر ‪ ،‬وعلم النفس الفــارق ‪ ،‬وعلم النفس‬
‫المعرفي ‪ ،‬والمقاييس والاختبا ارت ‪ ،‬كان لدخول علم بهذه الكثافة من المعارف أثره‬
    ‫الواضح على عملية التعليم ‪ ،‬فلقد تم تحليل مادة التعليم إلى عناصرها الأولية‬
‫وارتباطها بالقد ارت الإنسانية والعمليات العقلية التي تتدخل في تحقيقها ‪ ،‬وقد أفاد‬
   ‫ذلك ميدان التربية الفنية بشقية الرسم والزخرفة والمواد العملية بتحليل مكونات‬
 ‫هذه المواد ‪ ،‬وتحديد مرحلة النمو التي يجب أن يتعلم فيها التلميذ هذه المكونات‬

                                                                    ‫التعليمية‪.‬‬

 ‫لقد التقى ما قدمه علم النفس للتعيم مع ما كان ينادي به " ديكارت "في الفلسفة‬
                    ‫مما كان له أثره على العملية التعليمية والتربوية ‪ ،‬فقــد نـادي‬

  ‫"ديكارت " بتحليل المادة إلى عناصرها الأولية ‪ ،‬من هنا أصبح هدف التربية في‬
     ‫التعليم تحليل المكونات إلى حقائق وعادات ومها ارت وهو ما سمى بالأغ ارض‬

‫التربوية ‪ ،‬والتي استقر بها المطاف ليصبح تحقيق أي عائد تعليمي بتأسس على‬

                                                     ‫‪149‬‬
   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169