Page 23 - Jj
P. 23
21 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
ميكروباص مصطفى بكري المؤامرة .لكنه في الوقت نفسه منهج يتم استخدامه
لإدارة الأمور في أوقات ومراحل محددة .وتم
وفاجأنا العضو البارز الأستاذ مصطفى بكري تجريبه بعد هزيمة .67وموضوعا ميكروباص
بحلقة على اليوتيوب (صوت وصورة) استعان فيها
برأي المصور سعيد شيمي .واستعان كل من سعيد الساحل والمحلل الشرعي ليسا من فراغ .بل هما
شيمي ومصطفى بكري بكلام «الفيسبووك» ليؤكدا من تجليات هذا المنهج .إن المسألة ليست مسألة
«فنكوش» أو «نظرية مؤامرة» ،بقدر ما هي منهج
أن ميزانية الفيلم 13مليون دولار ،وليس مليون لإدارة الأمور .ولا توجد ضرورة لجلوس الناس
دولار كما قال أحد منتجي الفيلم المصري محمد وعقد اجتماعات والاتفاق على خطط وسيناريوهات.
حفظي (رئيس مهرجان القاهرة السينمائي) .أي أن
لا بكري ولا شيمي أتعبا نفسيهما بالبحث والتحري فهناك إدارة ذكية لمثل هذه العمليات ،سواء
كانت عمليات كوميدية أو مأساوية .يعني على
عن رقم ،ولكن مصدرهما الفيسبووك! سبيل المثال عندما يكون أحد الأطراف على علم
يرى كل من بكري وشيمي أن التمويل والتشجيع بكيفية تفكير الناس ،ويعرفهم من خلال الجلوس
إسرائيليان ،وأن لجنة مهرجان «كان» التي منحت معهم ،وعلى علم بتناقضاتهم ووجهات نظرهم
الفيلم الجائزة المبا َلغ فيها هي لجنة بقيادة شخص وطموحاتهم وماذا يريدون ،فمن الممكن ج ًّدا أن
يؤسس أم ًرا واق ًعا تتفاعل فيه شخصيات معينة
إسرائيلي. على أمور وأهداف معينة ،وسيقوم الإعلام الذي
من الواضح أن معلومات الأستاذين بكري وشيمي يوجهه ويسيطر عليه هذا الطرف بدوره وسوف
تدور العجلة .طبعا ليس بالضرورة أن يكون
كانت من الإنترنت والفيسبووك .وكان الأجدر تأسيس الأمر الواقع المذكور أعلاه بنسبة مائة
أن تتدخل الجهات السيادية والنيابة العامة لدعم بالمائة ،أو فعال بنفس النسبة .وليس بالضرورة
ومساعدة الأستاذين في تحري الدقة ،أو حتى تتقدم أي ًضا أن نكون على علم بتراكيب وبأفكار الناس
لجنة المعلومات في مجلس الوزراء ومجلس الشعب الذين سيلعبون ويؤدون الأدوار بنسبة مائة
بتزويد الأستاذين بالمعلومات الصحيحة ،بد ًل من بالمائة .هذه عمليات بسيطة وسهلة يتم تجريبها
أن يتركوا «المعارضة البكرية -الأديبية -الديهية» حتى عندما يريدون تأسيس أمر واقع في مؤسسة
الشرسة في الفضاء اللازوردي ،مثلما فعلوا معنا ما لتغيير التوازنات وموازين القوى من أجل
منذ عام ،1959عندما خدعونا وضللونا وقالوا إن تحقيق هدف ما مثل إزاحة موظف كبير أو موظف
فيلم «جميلة» ليوسف شاهين فاز بالجائزة الكبرى مؤثر أو تغليب كفة طرف في مجلس الإدارة على
طرف آخر .وما يحدث من عمليات في هذا الاتجاه
أي ًضا في مهرجان موسكو ،بينما الفيلم عرض في مصر ليس بالقوة والثقل اللذين يحدث بهما
خارج المسابقة الرسمية! في دول كبرى بها لوبيات محنكة وذكية وقادرة
ماد ًّيا وعلميًّا وتكنولوجيًّا .ولكنه في كل الأحوال
لقد استعان العضو البارز مصطفى بكري بسعيد يحدث بطرق متواضعة وساذجة ومثيرة للسخرية
شيمي كمصور سينمائي لكي يستجلي الجانب مع ناس «غلابة» و»فقراء» و»أميين» يصفون
الفني .والفيلم لم يعجب شيمي لأسباب سياسية حساباتهم طوال الوقت مع بعضهم البعض،
(أو تتداخل فيها الرؤية الفنية الساذجة والتأويلية ويصيحون على بعضهم البعض ويتعاركون مع
بعضهم البعض على لقمة العيش وعلى الشهرة
مع السياسة والتضليل) وليس لأسباب فنية في والحظوة ،والخلود! وإدارة هذه الأشياء مع هذه
الحقيقة .غير أن ما يلفت النظر هو أن العضو البارز النوعيات أسهل وأبسط بكثير من شغل اللوبيات
أكد على سيادة القانون وحرية الكلمة وديمقراطية الكبير.
النظام السياسي ،وفتح المجال السياسي
للمعارضة ،بدليل عرض فيلم «ريش» وتكريم
صناعه من مؤسسات الدولة وحصوله على جائزة
مصرية.
العضو البارز الأستاذ مصطفى بكري وقف في