Page 27 - Jj
P. 27
لا أحد يقف ليهتف بتمجيد الفقر إيناس عبد الدايم
وإعلاء رايته .وإذا كنا قد فهمنا تمجيد
الفقر كذلك ،فنحن بحاجة إلى علاج
سريع في مستشفى الأمراض العقلية..
إن تمجيد الفقر هو أحد أهم مسارات
السينما المصرية ،ثم انتقلت الظاهرة
إلى الناس الذين يخلطون بين حياة
الممثل الشخصية وبين أدواره ،بين
حياة الممثلة الشخصية وبين أدوارها،
ويحاكمونهما على ذلك!!
خطوط متوازية مع الكيد وضيق الأفق الفقر ويمجده ،أو يقف المخرج والممثل
والحماقة والندم والبكاء الدائم على شيء ما لم نفعله ليرتديا ملابس حقيرة وممزقة وقذرة
ويمدحان الفقر والوساخة ويدعوان الناس لها ..هذا
بسبب الآخرين! ليس تمجيد الفقر ،إنه الفقر والوساخة بحد ذاتهما.
لا أحد يقف ليهتف بتمجيد الفقر وإعلاء رايته .وإذا تمجيد الفقر هو إعلاء قيم الفقر عندما نخلط بين
الممثل في الحياة وبين دور الممثل في العمل الفني،
كنا قد فهمنا تمجيد الفقر كذلك ،فنحن بحاجة إلى عندما نربط بين حياة الممثل في الواقع وبين دوره في
علاج سريع في مستشفى الأمراض العقلية ..إن الفيلم ،عندما نخلط بين الإنسان الفقير وبين نفس
هذا الإنسان الفقير الذي يعمل ممث ًل ويؤدي دور
تمجيد الفقر هو أحد أهم مسارات السينما المصرية، شخص فقير أو غني أو خيِّر أو شرير .تمجيد الفقر
ثم انتقلت الظاهرة إلى الناس (أو ربما العكس ،حيث هو أن نربط بين أداء دور الفقير في السينما وبين
حالة الممثل كإنسان فقير في الحياة ،ونمجد الأداء
انتقلت الظاهرة من المجتمع إلى السينما وطورتها بسبب الفقر والحشمة والنشأة وبسبب فقر الممثل في
السينما وحولتها إلى منظومة قيم وطريقة تفكير الواقع .إن تمجيد الفقر هو عندما نر ِّسخ في الوعي
وأعادت تصديرها إلى العقل الفردي والجمعي) الفردي والجمعي فكرة أن الفقر هو الدافع للإبداع،
الذين يخلطون بين حياة الممثل الشخصية وبين وأن الفقر والحرمان والنشأة المتواضعة والأمية
أدواره ،بين حياة الممثلة الشخصية وبين أدوارها، هي أسباب النجاح .وأن نموذج الفقير أو الفقيرة
ويحاكمونهما على ذلك!! ألسنا حتى الآن نحاكم في الحياة هو النموذج الأكثر قر ًبا للوجدان والأكثر
الكاتبات على ما يكتبن ونرى أنهن يكتبن حت ًما عن تعبي ًرا عن ال ُقرب والدفء والمودة والتواضع والمحبة.
حياتهن وتجاربهن الشخصية وأنهن لا يخرجن وأن الممثل أو الممثلة الفقراء الأميين هم الذين يمثلون
أب ًدا عن هذه الحدود؟! ألسنا نحن الذين نرى أن وجداننا وأحلامنا وطموحاتنا ،ويمثلون الوطن
الممثلة الفقيرة الأمية مثل أعلى وقدوة ومنارة للتقدم والتقدم والتطور وكل ما هو جميل ورائع.
تمجيد الفقر والأمية يتزامنان عندنا مع تمجيد
والحضارة؟! ألسنا نرى أن الممثلات العاريات الماضي وفقدان الإحساس بالزمن ،ويسيران في
«عاهرات» لا يمثلن جي ًدا ،ومشغولات دو ًما بالعري
والعربدة ،بينما الفقراء الأميون هم القادرون
على كل شيء ،لأنهم الأفضل والأجمل والأكثر
حشمة وتواضعا وأنفة وكبرياء ،ويمثلون ماضينا