Page 53 - Jj
P. 53

‫‪51‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

                                                   ‫ياسر توفيق‬

                        ‫ريش‪..‬‬

  ‫أثقل من أن تحتمل خفته‬

    ‫المقصود الاستعانة بأشخاص يعانون من نفس الحالة التي يتحدث‬
    ‫عنها الفيلم‪ ،‬ولا نقصد حالة الفقر وإنما حالة التهميش‪ ،‬وإحساسهم‬
‫بأنهم مجرد (ريش) وسط مجتمع جاف لا يعرف المشاعر‪ .‬ولتقييم أداء‬
 ‫الممثلين علينا أن نذكر أنه غير مطلوب منهم الإجادة‪ ،‬فالمخرج لا يقدم‬
 ‫وجو ًها جديدة أو اكتشافات تمثيلية‪ ،‬إنما الاستعانة بأشخاص عاديين‬
  ‫يساهم في التلقائية المطلوبة كفعل ورد فعل‪ .‬وهذا النوع من الاختيار‬
‫في الأفلام يرسخ فكرة أن هذا الفيلم هو وجهة نظر المخرج بشكل كامل‪.‬‬

  ‫أو مهرجان كان بالتحديد‪ ،‬عام ‪ ٢٠١٤‬تقدم بفيلمه‬     ‫(ريش) هو الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجه‬
‫(ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الح ّمام بالكيلو‬
                                                         ‫(عمر الزهيري) والذي أثار ضجة في مهرجان‬
   ‫‪ ،)٣٧٥‬في مسابقة الأفلام القصيرة‪ ،‬وتم ترشحه‬         ‫الجونة السينمائي الخامس بسبب انسحاب بعض‬
     ‫لجائزة أفضل فيلم وإن لم يحصل عليها‪ ،‬ولكن‬       ‫الممثلين من صالة عرضه الأول في المهرجان‪ ،‬قبل أن‬
    ‫بعض المنتجين تح َّم ُسوا لتجربة (عمر الزهيري)‬  ‫يتوج بجائزة أفضل فيلم عربي روائي طويل‪ ،‬والذي‬
                                                     ‫حصد الجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد الدولي‬
‫وقرروا المساهمة في انتاج فيلم روائي طويل له‪ ،‬كما‬     ‫في الدورة ‪ ٧٤‬لمهرجان كان السينمائي بفرنسا عام‬
   ‫فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم قصير من مهرجان‬         ‫‪ ،٢٠٢١‬وترشح في ذات المهرجان لجائزة الكاميرا‬
    ‫سبرينجر السينمائي الدولي عام ‪ ،٢٠١٤‬كما أنه‬
                                                        ‫الذهبية للمخرج (عمر الزهيري)‪ ،‬والذي ترشح‬
 ‫عمل كمساعد للمخرج (تامر السعيد) في فيلم (آخر‬      ‫لجائزة (الحصان البرونزي) من مهرجان ستوكهولم‬
‫أيام المدينة) عام ‪ ،٢٠١١‬وقد حصد تامر السعيد عدة‬
                                                     ‫المشهور عنه تبنيه للمخرجين الذين لم تزد أعمالهم‬
               ‫جوائز من مهرجانات عالمية بفيلمه‪.‬‬    ‫عن ثلاثة أفلام‪ ،‬والذي احتفي منذ اطلاقه عام ‪١٩٩٠‬‬
‫ذلك التقديم يقودنا إلى مشاهدة الفيلم ‪-‬الذي احتفت‬
                                                      ‫بمخرجين عظام من أمثال سكورسيزي وكوبولا‪،‬‬
      ‫به مهرجانات عالمية والحاصل على عدة جوائز‬          ‫والحائز على جائزة مسابقة الأفلام الدولية لعام‬
 ‫بالفعل‪ -‬بعيون مبصرة للشريط السينمائي لكشف‬         ‫‪ ٢٠٢١‬من مهرجان كالجاري الدولي للأفلام‪ ،‬الذي تم‬
‫أغوار اللغة السينمائية التي استخدمها المخرج الشاب‬  ‫إطلاقه عام ‪ ٢٠٠٠‬لتشجيع المواهب في مجال صناعة‬
                                                     ‫السينما‪ ،‬وإظهار الأفلام التى صنعها السينمائيون‬
                                  ‫عمر الزهيري‪.‬‬
      ‫بداية من اسم الفيلم (ريش) نجد أنفسنا أمام‬                                       ‫الجدد للعالم‪.‬‬
    ‫اسم معبر عن اللاشيء في ثقافتنا الشعبية‪ ،‬وإذا‬    ‫عمر الزهيري كمخرج لم يكن جدي ًدا على المهرجانات‬
  ‫كانت (ريشة ماعت) في حضارتنا المصرية القديمة‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58