Page 226 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 226

‫العـدد ‪١٩‬‬                            ‫‪224‬‬

                                                    ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

‫رحلة البشرية في بحثها عن الحب‬                         ‫ك ٍّل منهما‪ ،‬والانحاءات المتماثلة‬   ‫يصنعان عظمة الأسلوب يطهران‬
   ‫والحرية والسعادة‪ .‬ولا يمكننا‬                       ‫والحكيمة المتفاهمة لجسديهما‪،‬‬                         ‫روح الإنسان‪.‬‬
  ‫رؤية هذا المشهد الحالم المتناغم‬
                                                        ‫لدرجة أنه لولا هذه الخطوط‬            ‫ولوحة (خيمة العشاق) وهي‬
 ‫والمتسامي على كل ما حوله دون‬                            ‫الحادة لما استطعنا أن نضع‬          ‫تنتمي لمرحلة البحث عن الذات‬
‫أن نشعر بوقع ِه وصدا ُه كاش ًفا لنا‬                 ‫الحدود والفوارق بين الجسدين‪،‬‬         ‫والهوية من خلال الحب‪ ،‬وتصور‬
                                                     ‫وإن شئ َت بين كل هذه المفردات‬          ‫رج ًل وامرأ ًة يجلسان متقابلين‬
           ‫أبسط وأعمق ما فينا‪.‬‬                         ‫والعناصر التي تشكل العمل‪.‬‬
       ‫فأ ُّي ُب ُس ٍط هذا الذي يحمل‬                   ‫إن مفردات النعيم التي تتوزع‬             ‫وخلف كل منهما سلة مليئة‬
‫العاشقين وأي ُة ستائر مائلة تحفظ‬                    ‫أعمال الفنان على امتداد مراحلها‬          ‫بالورود والفاكهة‪ ،‬نرى المرأة‬
‫خصوصية المشهد وضفاء الحال‪،‬‬                             ‫تأخد هنا أهمية أكبر ودلالات‬            ‫تقدم لرجلها الثمرة الحمراء‬
‫أم أنها خيمة العراقي التي يحملها‬                         ‫أوسع‪ ..‬إننا حين نرى ثمرة‬        ‫يبمم ُّدحبيةدهوفحي ُن ٍّوخباشلوغ ٍْيعن‪،‬وثبقي ٍةنماو اطلمرأنجي ُنلة‬
    ‫في وجدانه من من ًفى إلى منفى‬                       ‫الفاكهة؛ فاكهة الحب الحمراء‬       ‫ليأخذها منها‪ .‬رجل وامرأة خاليي‬
    ‫ليقيم فيها عرسه الأبدي‪ ،‬ولم‬                       ‫التي على شكل قلب‪ ،‬يتبادر إلى‬        ‫البال والنظر كأنهما فرغا لتوهما‬
  ‫يعد يه ُّم وقد أصبح العال ُم وط َن ُه‬                 ‫ذهننا تفاحة أدم وحواء رمز‬         ‫من ممارسة الحب‪ ،‬أو أنهما أنهيا‬
 ‫أأيمنعيلنى مصن ُبحدخري‪،‬مفتيه‪:‬واع ٍدلىخقمةصيجبب ٍل‬    ‫الإغواء والخطيئة‪ ،‬لكن المفارقة‬      ‫رحل ًة طويلة من الكفاح والغوص‬
  ‫أم فلاة جرداء‪ ،‬على موجة ذاهلة‬                      ‫هنا أن هذه المفردات الفردوسية‬        ‫في الذات البشرية بحثًا عن هوية‬
 ‫في البحر أم على جناح سحابة في‬                       ‫ما هي إلا مكافأة وجائزة ينالها‬        ‫الإنسان وخلاصه‪ ..‬هذه الرحل ُة‬
                                                    ‫العاشقان عن رحلتهما التي تعني‬        ‫بادي ٌة على ملامحهما وعلى وضعيَّة‬
                         ‫الريح‪.‬‬
    ‫إن الأرواح المتلهفة والأجساد‬

      ‫الضخمة والأعضاء المكتملة‬
    ‫النضج والبنية‪ ،‬وهذه‬
    ‫الأيادي الممتلئة كيد‬
     ‫الأب والأم الأولى‪،‬‬

      ‫والأصابع الطويلة‬
 ‫الرشيقة والمتراخية عن‬
  ‫قص ٍد في رقة وانسياب‬

   ‫على امتداد لوحاته؛ ما‬
    ‫هي إلا صو ٌر حيَّ ٌة من‬
 ‫روح وجسد الفنان نفسه‬

      ‫وهو يحاول بريشته‬
   ‫وألوانه أن يحفظ أحلام‬
‫اليقظة والنوم‪ ،‬ويخلد لحظة‬
‫الحب‪ ،‬و ُيحيي الأمل والوعد‬

            ‫المؤكد بالسلام‬
   221   222   223   224   225   226   227   228   229   230   231