Page 176 - شرور شركات الأدوية
P. 176
ﴍور ﴍﻛﺎت اﻷدوﻳﺔ
المﺨﺎﻃﺮ« اﻟﺘﻲ ﺗُﺨﻔﻰ ﻋﻦ أﻧﻈﺎر اﻷﻃﺒﺎء والمﺮﴇ ﺑﻐير ُﻣﱪﱢر ﻣﻘﺒﻮل .وﺣﺘﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺮاﻗﺒﺔ
اﻷﻣﺎن ﺗﻠﻚ ﻳﺠﺮي اﻹﻋﻼم ﺑﻬﺎ ﺑﺼﻮر ٍة ﻏير ﺳﻠﻴﻤﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل آﻟﻴﺎ ٍت ﻻ ﺗُﻘ ﱢﺪم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ٍت ﻛﺎﻓﻴﺔ؛
وﻣﻦ ﺛَ ﱠﻢ ﻻ ﺗُﺴﺘﺨﺪم ﻛﺜي ًرا ،وﻫﻲ ،ﻋﲆ أي ﺣﺎل ،ﻋﺮﺿﺔ ﻟﺘﺄﺧيرا ٍت ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﴍﻛﺎت
اﻷدوﻳﺔ.
ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ أن ﻧﺘﺤ ﱠﻤﻞ ﺑﻌ ًﻀﺎ ﻣﻦ ﻫﺬه المﺸﻜﻼت ،وﻟﻜ ﱠﻦ ﺗﺤ ﱡﻤﻠﻬﺎ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ ﻳﺨﻠﻖ وﺿ ًﻌﺎ
ﺧﻄي ًرا ﻳﻠﺤﻖ ﻓﻴﻪ اﻟﴬر ﺑﺎلمﺮﴇ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮا ٍر ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻘﺺ المﻌﻠﻮﻣﺎت؛ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻻ ﻧﻬﺘ ﱡﻢ ﻛﺜيرًا،
ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ المﺜﺎل ،ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻮق ﻣﻤﺘﻠﺌ ًﺔ ﺑﻌﻘﺎﻗير ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﻔﺎﺋﺪة ،أو ﺣﺘﻰ أﺳﻮأ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﻗير
المﻨﺎﻓﺴﺔ ﻟﻬﺎ ،إذا ﻛﺎن اﻷﻃﺒﺎء والمﺮﴇ ﻋﲆ ﻋﻠ ٍﻢ ﺑﻬﺬا اﻷﻣﺮ ،وﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺑﻨﺤ ٍﻮ ﻓﻮر ﱟي وﻣﻼﺋﻢ
ﺗﺤﺪﻳ َﺪ اﻟﺨﻴﺎرات اﻷﻓﻀﻞ ،وﺗﻐﻴير ﺗ ﱡﴫﻓﻬﻢ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس .وﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﻤﻜﻨًﺎ إذا
ُﻛﻨﱠﺎ ﻣﺤﺮوﻣين ﻣﻦ المﻌﻠﻮﻣﺎت المﻮﺟﻮدة ﻓﻌ ًﻼ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﻌﻘﺎﻗير وﻓﻮاﺋﺪﻫﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﺮض
المﺮاﻗﺒين اﻟ ﱢﴪﻳ َﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،أو ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﺠﺎ ِرب اﻟﺠﻴﺪة ﻻ ﺗُﺠﻤﻊ.
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك داﺋ ًﻤﺎ — وﺳﻮف ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك — ﺑﺮاﻣﺞ وإﺟﺮاءات ﺗﺤﺎول اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﺗﺠﺎه
ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬه المﻌﺎﻳير؛ ﻓﺎلمﻌﻬﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺼﺤﺔ واﻟﺘﻤﻴﱡﺰ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ ﰲ المﻤﻠﻜﺔ المﺘﺤﺪة ،ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺎلمﺰﻳﺪ ﻣﻦ المﻌﻠﻮﻣﺎت المﻘﺎرﻧﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺮدودﻳﺔ اﻟﻌﻘﺎﻗير ،ﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد.
وأرى ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي أن إﺻﻼح ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻐﻴي ًرا ﺛﻘﺎﻓﻴٍّﺎ ﺟﻮﻫﺮﻳٍّﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ
ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻊ اﻷدوﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،وﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ أن ﻧﺘﻄ ﱠﺮق إﱃ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ،ﻫﻨﺎك ﺧﻄﻮات
ﻋﺪﻳﺪة ﺻﻐيرة وواﺿﺤﺔ ﻳﺠﺐ اﺗﺨﺎذﻫﺎ دون ﺗﺮ ﱡدد:
) (١ﻳﺠﺐ أن ﻳُﻔﺮض ﻋﲆ ﴍﻛﺎت اﻷدوﻳﺔ ،ﻗﺒﻞ أن ﺗﻄﺮح أي ﻋ ﱠﻘﺎ ٍر ﺟﺪﻳﺪ ﰲ اﻟﺴﻮق،
ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎرن ﺑﻴﻨﻪ وﺑين أﻓﻀﻞ ﻋﻼ ٍج ُﻣﺘﺎح ﺣﺎﻟﻴٍّﺎ .وﻻ ﺑﺄس ﺑﺄن ﻳُﺼ ﱠﺪق أﺣﻴﺎﻧًﺎ
ﻋﲆ ﻋﻘﺎﻗير ﻻ ﺗُﻈ ِﻬﺮ أي ﻓﺎﺋﺪ ٍة ﺗﻔﻮق اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ؛ ذﻟﻚ ﻷﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻣﺮﻳ ٌﺾ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ
ﺗﻔﺎ ُﻋ ًﻼ ﺗﺤﺴﺴﻴٍّﺎ ﺗﺠﺎه اﻟﻌﻼج اﻟﺤﺎﱄ اﻟﺸﺎﺋﻊ ،ﻓﻤﻦ المﻔﻴﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺧﻴﺎرات أﺧﺮى ﰲ
َﺟ ْﻌﺒﺘﻨﺎ اﻟﻄﺒﻴﺔ وإن ﻛﺎﻧﺖ أﻗ ﱠﻞ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ .وﻟﻜﻦ ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ أن ﻧﻌﺮف المﺨﺎﻃﺮ واﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ،
إذا أردﻧﺎ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارا ٍت ﻣﺴﺘﻨيرة.
) (٢ﻳﺠﺐ ﻋﲆ ﻣﺮاﻗﺒﻲ اﻷدوﻳﺔ وﻣﻮﻓﺮي اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ أن ﻳﻤﺎرﺳﻮا ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ ﰲ إﺟﺒﺎر
اﻟﴩﻛﺎت ﻋﲆ إﺟﺮاء ﺗﺠﺎرب ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﺗﻘﺪﻳ ًﻤﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت .وﺗُ َﻌﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷلمﺎﻧﻴﺔ راﺋﺪ ًة ﰲ
ﻫﺬا المﺠﺎل؛ إذ أﻧﺸﺄت وﻛﺎﻟ ًﺔ ﰲ ﻋﺎم ٢٠١٠ﺗُﺴ ﱠﻤﻰ ﻣﻌﻬﺪ ﺟﻮدة وﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ،
واﻟﺘﻲ ﺗﻔﺤﺺ اﻷدﻟﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﻌﻘﺎﻗير ال ُمﺼ ﱠﺪق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن
ﻳﺠﺐ ﴍاؤﻫﺎ ﻣﻦ ِﻗﺒﻞ ﻣﻮﻓﺮي اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﰲ ألمﺎﻧﻴﺎ .ﺗﺤﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ
176