Page 113 - علم الأوبئة
P. 113
ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ إﱃ اﻟﻄﺐ واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ واﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
المﻼﺣﻈﺔ ﺗﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻌﻮاﻣﻞ المﺸﻮﺷﺔ واﻻﻧﺤﻴﺎزات ﻋﺎد ًة ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﺨﺘﻠﻒ ﰲ ﻛﻞ
دراﺳﺔ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ إﺣﺼﺎﺋﻲ؛ أﻣﺮ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ .ﻓﻜﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ،ﻓﺈﻧﻪ
ﰲ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ المﻀﺒﻮﻃﺔ ﺗﺘﻢ اﻟﺤﻴﻠﻮﻟﺔ دون ﺣﺪوث اﻧﺤﻴﺎزات وﻋﻮاﻣﻞ ﻣﺸﻮﺷﺔ
ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻻﻧﺘﻘﺎء اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﻟﻠﻌﻴﻨﺔ وﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﺠﻤﻴﻌﻲ ،وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻻ
ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﲆ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ المﻼﺣﻈﺔ .ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺪراﺳﺎت ،ﺗﻌﺪ المﺮاﺟﻌﺎت
المﻨﻬﺠﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال ﴐورﻳﺔ ،ﰲ ﺣين أن ﺟﺪوى اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﻟﺘﺠﻤﻴﻌﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﺗﻘﻴﻴﻤﻬﺎ
ﺣﺴﺐ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ.
اﻟﻄﺐ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ
ﺗﺸﻜﻞ المﺮاﺟﻌﺎت المﻨﻬﺠﻴﺔ ﺟﺰءًا ﻣﻬ ٍّﻤﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺼﻮرة أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻤﻴ ًﻤﺎ
ﺗﺘﺨﻠﻞ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﻜﻤﻴﺔ واﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻌﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ .ﻣﻦ اﻟﺸﺎﺋﻊ أن
ﺗﺠﺪ ﰲ ﻣﺮاﺟﻊ اﻟﻄﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ أﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬه إﺷﺎرات إﱃ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺜﻞ» :اﻟﻌﺪد المﻄﻠﻮب
ﻋﻼﺟﻪ« ،وﻣﺨﻄﻄﺎت »ﺷﺠﺮة اﻟﻘﺮار اﻟﺘﺸﺨﻴﴢ« .إن المﻘﺎرﻧﺔ ﺑين اﻟﺨﻴﺎرات اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﺗﺘﻢ
ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة ﺣﺴﺎب »اﻟﻌﺪد المﻄﻠﻮب ﻋﻼﺟﻪ« .ﻟﺪى اﻷﻓﺮاد المﺼﺎﺑين ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﺣﺎد ﰲ ﺿﻐﻂ
اﻟﺪم ،ﻳﻜﻮن ﺧﻄﺮ ﺣﺪوث ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺧﻄيرة )ﻣﺜﻞ اﻟﻮﻓﺎة أو اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺴﻜﺘﺔ دﻣﺎﻏﻴﺔ(
ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺜﻼث اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﺮﺗﻔ ًﻌﺎ ﻳﺼﻞ إﱃ ﻧﺴﺒﺔ .٪٢٠إﻻ أن أﺣﺪ اﻟﻌﻼﺟﺎت ﻣﻦ
المﻤﻜﻦ أن ﻳﺨﻔﺾ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ .٪١٥إن ﺣﺠﻢ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺬي ﺣﻘﻘﻪ
اﻟﻌﻼج ﻳﺒﻠﻎ ٪٥ = ١٥ − ٢٠وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻣﻦ ﺑين ﻛﻞ ١٠٠ﻓﺮد ﺗﻠﻘﻮا اﻟﻌﻼج ،ﺗﻔﺎدى
ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﻜﱪى اﻟﺘﻲ ﻟﻮﻻ ذﻟﻚ ﻟﻌﺎﻧَ ْﻮا ﻣﻨﻬﺎ .وﻫﺬا ﻳﻤﺎﺛﻞ اﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ
ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺠﻨﺐ ﻓﺮد واﺣﺪ ﺣﺪﺛًﺎ ﺳﻠﺒﻴٍّﺎ ﺧﻄي ًرا ،ﻓﺈن اﻟﻌﺪد اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺎج ﻟﻌﻼج ﻫﻮ ٥ / ١٠٠
= .٢٠ﻓﺈذا ﺧ ﱠﻔﺾ ﻋﻼج ﺟﺪﻳﺪ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺨﻄﺮ إﱃ ،٪٤ﻓﺴﻮف ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﴬوري أن
ﻧﻌﺎﻟﺞ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ٦ﻣﻦ المﺮﴇ ) ((٤ − ٢٠)/١٠٠ﻛﻲ ﻧﺘﺠﻨﺐ ﺣﺪوث ﺣﺪث ﺳﻠﺒﻲ.
إن المﻘﺎرﻧﺔ ﺑين ﻋﺪد المﺮﴇ المﺤﺘﺎﺟين ﻟﻠﻌﻼج ﰲ اﻟﺤﺎﻟﺘين ٢٠ ،ﻣﻘﺎﺑﻞ ،٦ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ
ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻤﺰاﻳﺎ أﺳﻠﻮﺑَﻲ اﻟﻌﻼج؛ ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﻌﻼج اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ اﻷﻓﻀﻞ
)ﴍﻳﻄﺔ ﺗﻤﺎﺛﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻷﺧﺮى ،ﻣﺜﻞ ﻣﻌﺪل ﺗﻜﺮار اﻵﺛﺎر اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ،ﻏير أن ﺗﻠﻚ
اﻵﺛﺎر ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻤﺼﻄﻠﺤﺎت ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪد المﻄﻠﻮب ﻋﻼﺟﻪ(.
ﻣﻔﻬﻮم »ﺷﺠﺮة اﻟﻘﺮار اﻟﺘﺸﺨﻴﴢ« ﻣﺼﻤﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻌﺎوﻧﺔ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﰲ ﺻﻴﺎﻏﺔ
ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﺎ .إذا َﻗ ِﺪم ﺷﺎب ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ أﻟﻢ ﻏﺎﻣﺾ ﻣﺒﺎﻏﺖ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻮﺟﻊ وﻣﺘﻜﺮر ﰲ اﻟﺠﺎﻧﺐ
113

