Page 122 - علم الأوبئة
P. 122
ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ
ﻟﻸﻓﺮاد( ،أو ﻣﻦ المﻤﻜﻦ أن ﺗﻤﻴﻞ ﰲ اﺗﺠﺎه اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ واﻹﻋﻼن ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻬﻴﺌﺔ اﻟﻨﺎس ﻟﴩاء
واﺳﺘﺨﺪام ﺑﻌﺾ المﻨﺘﺠﺎت ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﺛﺎرة ﻣﺨﺎوﻓﻬﻢ
ﺣﻴﺎل ﺣﺎﻻﺗﻬﻢ اﻟﺼﺤﻴﺔ.
ﻏير أﻧﻪ ﺗﻮﺟﺪ ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﺎﻣﺔ رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ المﻔﻴﺪ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻟﻔﺤﺺ المﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ
المﺘﺎﺣﺔ ،ﺳﻮاء ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﲆ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﱰﻧﺖ أو اﻟﺘﻲ ﻧﺤﺼﻞ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،ﺳﻨﻌﺮﺿﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﲇ:
• ﻻ ﺗﺜﻖ ﰲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺠﺪﻳﺪة إﻻ إذا ﺗﻜﺮرت ﰲ دراﺳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ
ﺑﺤﺮص ﺑﺎﻟﻎ ﻣﻊ اﻻدﻋﺎءات المﺘﻜﺮرة ﻣﺜﻞ أن ﺑﺮوﺗﻴﻨًﺎ اﻛﺘُﺸﻒ ﻣﺆﺧ ًﺮا ﰲ اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ
ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﴪﻃﺎن اﻟﻘﻮﻟﻮن ﺑﻤﻌﺪل اﻟﻨﺼﻒ ،ﻻ ﻷن ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ
ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ دراﺳﺔ ﻣﻌﻴﺒﺔ )وﻫﺬا ﻣﻤﻜﻦ أﻳ ًﻀﺎ( ،وإﻧﻤﺎ ﻷﻧﻪ ﻛﻤﺎ أﻛﺪت ﻣﺮا ًرا ﰲ
ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻻ ﻳﻤﻜﻦ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ إﻻ إذا ﺗﻜﺮرت ﰲ أﺑﺤﺎث ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ
وﰲ اﻟﺴﻴﺎق ﻧﻔﺴﻪ .وﻳﺠﺐ اﻟﺘﺄﻛﺪ أن ﻣﺼﺪرﻫﺎ دراﺳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻟﻴﺲ دراﺳﺔ
واﺣﺪة ﻳﱰدد ﺻﺪاﻫﺎ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم المﺨﺘﻠﻔﺔ.
• ﻻ ﺗﺜﻖ إﻻ ﰲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻫﺎﻣﺶ ﻣﻦ اﻟﺸﻚ .ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻳﻔﻀﻞ ﺻﻮرة
اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﰲ ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻲ
ﺳﻨﺘﺨﺬﻫﺎ ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﺤﺴﻢ اﻷﻣﺮ ﺑين ﻧﻌﻢ وﻻ .ﻏير أﻧﻪ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎن ﻫﻨﺎك
ﻫﺎﻣﺶ ﻣﻦ اﻟﺸﻚ ﰲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ واﻟﺘﻮﺻﻴﻔﺎت اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﻳﺨﻔﻲ ﺟﺰءًا أﺳﺎﺳﻴٍّﺎ ﻣﻦ
المﻌﻠﻮﻣﺎت ذات اﻟﺼﻠﺔ .ﻓﺎﻟﻌﺒﺎرات اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺤﺬر.
• ﻻ ﺗﺜﻖ ﰲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ إﻻ إذا ُو ِﺿﻌﺖ ﰲ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ اﻟﺼﺤﻴﺢ .إن ﺗﻤﻜين اﻷﻓﺮاد ،ﺳﻮاء
ﰲ اﻟﺤﻴﺎة المﻬﻨﻴﺔ أو اﻟﻌﺎدﻳﺔ ،ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ المﻌﻠﻮﻣﺎت إﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻤﻜﻴﻨﻴﺔ ﻳﻌﻨﻲ
ﺿﻤﻨًﺎ أن المﻌﻠﻮﻣﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﺰوﻟﺔ وﻻ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴٍّﺎ ﺑﻌﻨﺎﴏ أﺧﺮى ،وإﻧﻤﺎ
ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﰲ ﺳﻴﺎق ﻣﺎ .ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ المﺜﺎل ،ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻨﺎ َﻗﺶ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺪراﺳﺎت
اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﻋﲆ المﺨﺎﻃﺮ المﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﴪﻃﺎن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻬﺎﺗﻒ
المﺤﻤﻮل ﰲ ﺳﻴﺎق اﻵﺛﺎر اﻷﺧﺮى ﻋﲆ اﻟﺼﺤﺔ ،ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺧﻄﺮ وﻗﻮع ﺣﻮادث
ﺳﻴﺎرات ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﺤﺪث ﰲ اﻟﻬﺎﺗﻒ المﺤﻤﻮل أﺛﻨﺎء اﻟﻘﻴﺎدة .وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ
ﰲ إﻃﺎر اﻟﺪراﺳﺎت ﻧﻔﺴﻬﺎ أو ﺑﺮﺑﻄﻪ ﺑﻤﺮاﺟﻊ ﺧﺎرﺟﻴﺔ .ﻫﺬا اﻹﻃﺎر اﻟﺴﻴﺎﻗﻲ
ﴐوري ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻗﺪرة اﻟﻔﺮد ﻋﲆ ﺗﻘﺪﻳﺮ وﺗﺄوﻳﻞ المﻌﻠﻮﻣﺎت؛ وﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺑﺪﻳ ًﻼ
ﻋﻨﻬﺎ وﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪم اﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ.
122

