Page 61 - علم الأوبئة
P. 61
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
أﻧﻮاع اﻟﺪراﺳﺎت اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ
اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ المﻼﺣﻈﺔ
ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻣﺒﺎدئ ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻋﲆ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﻮاع اﻟﺪراﺳﺎت ،ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ
ﻣﻦ أن اﻷﻣﺜﻠﺔ والمﻨﺎﻗﺸﺔ ﺗﺮﻛﺰت ﻋﲆ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ المﻼﺣﻈﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻻ
ﻳﺘﺪﺧﻞ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ ﺑﻤﻼﺣﻈﺔ اﻷﻓﺮاد وﺗﺴﺠﻴﻞ المﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻨﺪ ﻧﻘﻄﺔ زﻣﻨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ أو
ﺧﻼل ﻓﱰة زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺎ .المﻴﺰة اﻟﻜﱪى ﻟﻬﺬه اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت أﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗُﺠﺮى
ﻧﻈﺮﻳٍّﺎ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﻴﺎﻗﺎت ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﺤﺚ أي ﻇﺎﻫﺮة ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ .أﻣﺎ ﻋﻴﺒﻬﺎ ،ﻓﻬﻮ أن
ﺟﻤﻴﻊ المﻘﺎرﻧﺎت ﺑين المﻌﺪﻻت والمﺨﺎﻃﺮ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ،ﻣﺜﻞ ﻣﻌﺪﻻت
اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻻﻟﺘﻬﺎب اﻟﺸﻌﺒﻲ المﺰﻣﻦ ﺑين أوﻟﺌﻚ المﻌﺮﺿين لمﻠﻮﺛﺎت اﻟﻬﻮاء ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ وﻏير
المﻌﺮﺿين ﻟﻬﺎ ،ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺄﺛﺮ دو ًﻣﺎ ﺑﻌﻮاﻣﻞ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﻏير ﺗﻠﻚ المﻠﻮﺛﺎت .إن اﻟﺘﺪاﺑير المﺤﻜﻤﺔ
اﻟﺘﻲ ﺣﺪدﻧﺎ ﺧﻄﻮﻃﻬﺎ اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﺑﺎﻟﻔﺼﻮل اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﴐورﻳﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ المﻮاﻗﻒ المﺒﻨﻴﺔ ﻋﲆ
المﻼﺣﻈﺔ ﺑﻬﺪف اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﺣﻮل اﻟﺪور اﻟﺴﺒﺒﻲ المﺤﺘﻤﻞ ﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌين ﻣﺜﻞ
ﺗﻠﻮث اﻟﻬﻮاء ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺮض ﻛﺎﻻﻟﺘﻬﺎب اﻟ ﱡﺸﻌﺒﻲ المﺰﻣﻦ.
رﺑﻤﺎ ﺻﺎرت اﻟﺤﻴﺎة أﺑﺴﻂ ﻟﻮ اﺳﺘﻄﺎع ﻋﺎ ِﻟﻢ اﻷوﺑﺌﺔ — ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ اﻟﺘﺠﺎرب
المﻌﻤﻠﻴﺔ — ﺗﺤﺪﻳﺪ أ ﱡي اﻷﻓﺮاد ﺳﻴﺨ ﱠﺼﺺ ﻟﻬﻢ اﺳﺘﻨﺸﺎق اﻟﻬﻮاء المﻠﻮث ،وأﻳﱡﻬﻢ ﺳﻴﺨ ﱠﺼﺺ
ﻟﻬﻢ اﺳﺘﻨﺸﺎق اﻟﻬﻮاء ﻏير المﻠﻮث ﻋﲆ ﻣﺪى ﻋﺪة ﺳﻨﻮات ،ﻣﻊ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﺴﺒ ًﻘﺎ ﻣﻦ أن ﺟﻤﻴﻊ
المﺸﺎرﻛين ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﻮن إﱃ ﺣﺪ ﻛﺒير ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻮاﺣﻲ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻨﻮﻋين
ﻣﺨﺘﻠﻔين ﻣﻦ اﻟﻬﻮاء .أﺑﺴﻂ وأﺿﻤﻦ أداة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ أن ﺗُﺠﺮى ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺨﺼﻴﺺ
ﺑﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ ﺗﺎﻣﺔ ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ رﻣﻲ ﻋﻤﻠﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ،ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺳﻴﺴﺘﻨﺸﻖ ﻫﻮاءً ﻣﻠﻮﺛًﺎ أو ﻏير
ﻣﻠﻮث .وﺗﻠﻌﺐ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻴين اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ دور »اﻟﻀﻤﺎﻧﺔ« ﺿﺪ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻌﻮاﻣﻞ المﻌﺮوﻓﺔ،