Page 66 - علم الأوبئة
P. 66
ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ
ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻣﱪر ﻹﺟﺮاء ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻏﻤﻮض أﺻﻴﻞ ﰲ ﺗﺄﺛير
ﻋﻼج ﻣﺎ ﻣﻘﺎرﻧ ًﺔ ﺑﻌﻼج وﻫﻤﻲ أو ﻋﻼج آﺧﺮ ﺛﺎﺑﺖ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ .وﻳﺠﺴﺪ ﻫﺬا اﻟﻐﻤﻮض ﺣﺎﻟﺔ
»ﺗﻮازن« ﺑين ﻧﻮﻋﻲ اﻟﻌﻼج.
) (٤ﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻋﺪة »اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت« أو »ﻧﻘﺎط ﻧﻬﺎﻳﺔ« ﻟﻠﻌﻼج ﺑﻬﺪف ﻗﻴﺎس
اﻵﺛﺎر المﻨﺘﻈﺮة أو اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ المﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻌﻼج .وﻳﻤﻜﻦ ﻗﻴﺎس ﻣﻌﺪل اﻹﺻﺎﺑﺔ
ﺑﺎﺣﺘﺸﺎء ﻋﻀﻠﺔ اﻟﻘﻠﺐ ﰲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺎ ﺗﺨﺘﱪ ﻋﻘﺎ ًرا ﻳﻬﺪف إﱃ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻪ ،ﻏير أﻧﻪ ﺳﻮف
ﺗُﺮاﻗﺐ ﻛﺬﻟﻚ أي أﻣﻮر ﺷﺎذة ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻣﺘﺄﻧﻴﺔ؛ إذ إﻧﻪ ﻣﻦ المﻤﻜﻦ أن ﺗﺸير إﱃ أﺛﺮ ﺳﻠﺒﻲ ﻟﻠﺪواء.
وأﻓﻀﻞ أداة ﻟﺘﺠﻨﺐ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺄﺛيرات المﻘﺼﻮدة وﻏير المﻘﺼﻮدة ﻋﻨﺪ ﻣﻼﺣﻈﺔ وﺗﺴﺠﻴﻞ
ﻧﻘﺎط اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﻲ ﺟﻬﻞ ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد واﻷﻃﺒﺎء ﺑﺎﻟﻌﻼﺟﺎت المﻘﺪﻣﺔ .رﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا
اﻷﻣﺮ ﻣﻤﻜﻨًﺎ داﺋ ًﻤﺎ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻼﺟﺎت ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ أﻧﻈﻤﺔ ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ
اﻟﱰﻛﻴﺐ.
) (٥ﻳﺠﺮي »ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت« اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻫﻮ
ﻣﺨﻄﻂ ﻟﻬﺎ .وﻟﻜﻦ ﻛﺜي ًرا ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﰲ اﻹﻣﻜﺎن إﺟﺮاء ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﻟﻮﺳﻴﻄﺔ لمﺮاﻗﺒﺔ ﻣﺎ
ﻳﺤﺪث :إذا ﻇﻬﺮت ﻣﺆﴍات ﻣﺒﻜﺮة داﻟﺔ ﻋﲆ وﺟﻮد ﻣﻴﺰة واﺿﺤﺔ ﻷﺣﺪ اﻟﻌﻼﺟﺎت ،ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ
ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﻏير اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﰲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﻼﺟﺎت أﺧﺮى أو ذات ﻣﺴﺘﻮى أﻗﻞ .وإذا
ﻇﻬﺮت ﻋﻼﻣﺎت داﻟﺔ ﻋﲆ وﺟﻮد آﺛﺎر ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺧﻄيرة ،ﻓﻘﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﴬوري إﻳﻘﺎف
اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .ﻧﻈ ًﺮا ﻟﺘﻠﻚ اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ،ﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺤﻠﻴﻞ وﺳﻴﻄﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﻟﺠﻨﺔ لمﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜين المﺴﺌﻮﻟين ﻋﻦ إﺟﺮاء اﻟﺪراﺳﺔ .وﻛﺜيرًا
ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎج أي ﻧﻮع ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ إﱃ أن ﻳﻀﻊ ﰲ اﻟﺤﺴﺒﺎن ﻣﺴﺄﻟﺔ أن ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ
المﺸﺎرﻛين ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺳﻮف ﺗﺘﺨﲆ ﻋﻦ اﻟﻌﻼج المﺨﺼﺺ ﻟﻬﺎ ﺧﻼل ﻣﺴﺎر اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .اﻷرﺟﺢ
أن ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻻت ﻻ ﺗﺤﺪث ﺑﺎلمﺼﺎدﻓﺔ وإﻧﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ ،ﻣﺜ ًﻼ ،أن ﺑﻌﺾ اﻷﻓﺮاد ﻳﻜﺘﺸﻔﻮن أن
اﺗﺒﺎع ﻧﻈﺎم ﻏﺬاﺋﻲ ﻣﻌين أﻣﺮ ﻣﺮﻫﻖ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،أو لمﺠﺮد أﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﻮﻳﻬﻢ .وﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻈﺮوف،
ﻓﺈن المﻘﺎرﻧﺔ ﺑين آﺛﺎر ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﻌﺪﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮض اﻟﺴﻜﺮ ،ﻣﺜ ًﻼ،
ﺑين أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ اﻟﺘﺰﻣﻮا ﺑﻨﻈﺎﻣﻬﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻃﻴﻠﺔ ﻓﱰة اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ؛ ﻟﻦ ﺗﻌﻜﺲ اﻟﻮاﻗﻊ .وﻫﻨﺎك
ﺗﺤﻠﻴﻞ أﻛﺜﺮ واﻗﻌﻴﺔ ،ﻳﺴﻤﻰ »ﻗﺼﺪ اﻟﻌﻼج« ،ﻳﻘﺎرن ﺑين ﻣﻌﺪﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﺮ ﻟﺪى
ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ُﺣ ﱢﺪدت ﻟﻜ ﱟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ أﻧﻈﻤﺔ ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﺑﴫف اﻟﻨﻈﺮ
ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺳﻴﱰك اﻟﺪراﺳﺔ أم ﻻ .اﻟﻮاﻗﻊ أن إﺟﻤﺎﱄ ﺗﺄﺛير
ﻧﻈﺎم ﻏﺬاﺋﻲ ﻣﻌين ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﻔﱰض ،إن ﻛﺎن ﻣﻔﻴ ًﺪا ،ﻋﲆ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﺑﺄﴎه ﺳﻮف
66

