Page 75 - علم الأوبئة
P. 75
ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺻﺤﺔ اﻷﻓﺮاد
ﺑﻠﻨﺪن .وﻗﺪ ﻛﺎن ﺗﺮﻛﻴﺰه اﻷﺳﺎﳼ ﰲ ﺑﺎدئ اﻷﻣﺮ ﻋﲆ أﻣﺮاض اﻟﴪﻃﺎن وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻐﺬﻳﺔ،
ﻏير أﻧﻪ ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻮﺳﻊ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻟﻴﺸﻤﻞ أﻣﺮا ًﺿﺎ أﺧﺮى ﻣﺰﻣﻨﺔ ،ﻛﺎﻟﺴﻜﺮ
واﺣﺘﺸﺎء ﻋﻀﻠﺔ اﻟﻘﻠﺐ ،وﻛﺬا اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻮراﺛﻴﺔ واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ .وﻗﺪ ﺑﺪأ ﺑﻌﺪة دراﺳﺎت
ﺗﻤﻬﻴﺪﻳﺔ ﻟﻮﺿﻊ اﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻧﺎت ﻋﻦ اﻟﻌﺎدات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ واﺧﺘﺒﺎر ﺗﻠﻚ اﻻﺳﺘﺒﻴﺎﻧﺎت ،ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻞ إﱃ
اﺧﺘﻴﺎر اﻷﻓﺮاد اﻟﺒﺎﻟﻐين اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺨﻀﻌﻮن ﻟﻠﺪراﺳﺔ ،واﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮاوﺣﺖ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ
ﺑين ٣٥و ٧٠ﻋﺎ ًﻣﺎ ،وذﻟﻚ ﰲ ٢٣ﻣﺮﻛ ًﺰا ﰲ ﻋﴩ دول ﻣﻦ أوروﺑﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ )اﻟﺪﻧﻤﺎرك،
وﻓﺮﻧﺴﺎ ،وألمﺎﻧﻴﺎ ،واﻟﻴﻮﻧﺎن ،وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ،وﻫﻮﻟﻨﺪا ،واﻟﻨﺮوﻳﺞ ،وإﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ،واﻟﺴﻮﻳﺪ ،والمﻤﻠﻜﺔ
المﺘﺤﺪة( .اﻧﻀﻢ إﱃ اﻟﺪراﺳﺔ ﻧﺤﻮ ٥٢٠أﻟﻒ ﻓﺮد ﺑين ﻋﺎﻣﻲ ١٩٩٢و .٢٠٠٠ﻗ ﱠﺪم ﻛ ﱞﻞ
ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﻏﺬاﺋﻬﻢ — ُﺟﻤﻌﺖ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام إﺟﺮاءات ﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ ﰲ
اﻟﺒﻠﺪان المﺨﺘﻠﻔﺔ — إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻛﺎﻟﺠﻨﺲ ،واﻟﻌﻤﺮ،
والمﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ،وﻣﻌﺪل ﺗﻨﺎول اﻟﺨﻤﻮر وﺗﺪﺧين اﻟﺘﺒﻎ ،واﻟﻨﺸﺎط اﻟﺒﺪﻧﻲ ،واﻟﺘﺎرﻳﺦ
اﻹﻧﺠﺎﺑﻲ ﻟﻠﻨﺴﺎء ،واﻷﻣﺮاض اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ِﻗﻴﺲ اﻟﻄﻮل واﻟﻮزن وﻣﺤﻴﻄﺎ اﻟﺨﴫ واﻷرداف
)ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺆﴍات ﻋﲆ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺪﻫﻮن ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ( ،وأُﺧﺬت ﻋﻴﻨﺎت دم ﻣﻦ ﻧﺤﻮ ٣٨٥أﻟﻒ
ﻓﺮد ﻟﺘﺨﺰﻳﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪ ١٩٦−درﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﰲ وﺣﺪات ﺗﺠﻤﻴﺪ ﻣﻤﻠﻮءة ﺑﺎﻟﻨﻴﱰوﺟين اﻟﺴﺎﺋﻞ.
ﻋﻨﺪ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة المﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ،ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ
ﺗﺤﺪث ﰲ اﻟﺪم وﻳﻤﻜﻦ ﺣﻔﻆ اﻟﻌﻴﻨﺎت ﺳﻨﻮات دون أن ﻳﻄﺮأ ﻋﻠﻴﻬﺎ أي ﺗﻐﻴير .ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ
ﻳﺨﻀﻊ اﻷﻓﺮاد ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ،ﻣﻊ ﺗﺴﺠﻴﻞ أﺳﺒﺎب اﻟﻮﻓﺎة واﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﴪﻃﺎﻧﺎت المﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﺣﺎﻻت اﻟﴪﻃﺎن )ﺳﺠﻼت اﻟﴪﻃﺎن( إذا ﻣﺎ ُوﺟﺪت ﺗﻠﻚ
اﻟﺴﺠﻼت ،أو — ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﴪﻃﺎن وﻏيره ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض أﻳ ًﻀﺎ — ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ
ﺑﺴﺠﻼت اﻷﻃﺒﺎء والمﺴﺘﺸﻔﻴﺎت.
وﺗُﺠﺮى دراﺳﺎت ﺗﺨﺼﺼﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﰲ إﻃﺎر ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺗﺮاب ﻫﺬا المﴩوع
اﻟﺒﺤﺜﻲ ،وﻗﺪ ﻇﻬﺮت ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻧﺘﺎﺋﺞ ذات أﻫﻤﻴﺔ ﻛﱪىُ .ﺳ ﱢﺠﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ١٥أﻟﻒ ﺣﺎﻟﺔ
وﻓﺎة أﻳٍّﺎ ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐ ،وﺗﺒ ﱠين أن ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺪﻫﻮن ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ — ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺗﺮ ﱡﻛﺰ ﻣﺨﺰون اﻟﺪﻫﻮن
ﰲ اﻟﺒﻄﻦ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ زﻳﺎدة ﻣﺤﻴﻂ اﻟﺒﻄﻦ — ﻳُﻨ ِﺒﺊ ﺑﺨﻄﺮ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻠﻮﻓﺎة .واﻛﺘﺸﻔﺖ
دراﺳﺔ أﺧﺮى أن ﺧﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﴪﻃﺎن اﻷﻣﻌﺎء )اﻟﻘﻮﻟﻮن والمﺴﺘﻘﻴﻢ( ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎرﺗﻔﺎع
ﻣﻌﺪل ﺗﻨﺎول اﻟﻠﺤﻮم اﻟﺤﻤﺮاء والمﺼﻨﱠﻌﺔ .وﰲ دراﺳﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ،ﺗﺒين أن ﺧﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﴪﻃﺎن
اﻟﺜﺪي ﺑﻌﺪ ﺳﻦ اﻟﻴﺄس ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺴﺘﻮى ﻛ ﱟﻞ ﻣﻦ ﻫﺮﻣﻮﻧﺎت اﻷﻧﻮﺛﺔ واﻟﺬﻛﻮرة ﰲ اﻟﺪم ،وﻛﺎن
ذﻟﻚ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻫﺮﻣﻮﻧﺎت اﻟﺬﻛﻮرة )ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺴﺘﻮﺳﺘيرون( اﻟﺬي ُﻃﺮح
ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻫﺸﺎﺷﺔ اﻟﻌﻈﺎم ﻟﺪى اﻟﻨﺴﺎء ﺑﻌﺪ ﺳﻦ اﻟﻴﺄس.
75

