Page 47 - LEGAL CULTURE
P. 47

‫لها بمقتضى ذلك القضاء بعدم دستورية القوانين التى‬
                                                                                                                         ‫تصدر عن السـلطة التشريعيـة بالمخالفـة لتلـك المبادئ‬
            ‫اهتمت الدولة أي ًضا الكوادر الشابة القادرة على المساهمة فى تحمل‬                                              ‫وما يتعلق منها بالحقوق والحريات باعتبارها ستكون‬
            ‫المسئوليات الوطنية فجاء إنشاء «الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب»‬                                             ‫مشوبة بعيب عدم الدستورية – ويشار إلى أن أحكامها‬
            ‫عام ‪ ،٢٠١٧‬حيث أصبح الشباب يشاركون فى صياغة خطط التنمية‬                                                       ‫والقرارات الصادرة عنها تنشر بالجريدة الرسمية ‪-‬‬
            ‫وتنفيذها‪ ،‬بل أضحى بعضهم نوا ًبا للوزراء والمحافظين وممثلين‬                                                   ‫أن القانون هو الذى ينظم ما يترتب على هذا الحكم‬
            ‫للشعب بالبرلمان‪ ،‬وذلك من خلال ما تتخذه الأكاديمية من برامج تأهيلية‬
            ‫لصقل مهاراتهم وإعدادهم‪.‬‬                                                                                                                           ‫من آثار‪ .‬‬
                                                                                                                         ‫‪ .4‬بالبناء على ما تقدم ومن خلال التطبيق العملى‬
                                                                                                                         ‫للأحكام الـصـادرة عـن المحكمة الدستورية العليا‬
                                                                                                                         ‫سيتحقق بشكل تدريجى ومنهجى وفعال وبمقتضى‬
                                                                                                                         ‫أحكام قضائية ملزمة للكافة رسوخ واستقرار البنيان‬
                                                                                                                         ‫الدستورى والنظام القانونى نتيجة لحصول كل من‬
                                                                                                                         ‫الأمرين الهامين الآتيين‪ :‬‬
                                                                                                                         ‫‌أ‪ .‬تنقية التشريعات القانونية المختلفة والمتعددة فى‬
                                                                                                                         ‫كافة المجالات من كل ما قد تحتويه نصوصها من‬
                                                                                                                         ‫مخالفة أو مساس أو انتقاص أو قيود لتلك المبادئ‪،‬‬
                                                                                                                         ‫وهو ما يوفر ضمانة قضائية مستقلة وسريعة لكل ذى‬
                                                                                                                         ‫مصلحة فى تعقب النصوص التشريعية المتناثرة التى‬
                                                                                                                         ‫قد يكون بها مساس بهذه الحقوق وتلـك الحريـات‬
                                                                                                                         ‫وحسم مدى دستوريتها بقضاء ملزم لكافة السلطات‬
                                                                                                                         ‫فى الدولة‪ .‬‬
                                                                                                                         ‫‌ب‪ .‬حسم أوجــه تـنـازع الاخـتـصـاص بـن جهات‬
                                                                                                                         ‫القضاء والخلاف الذى يمكن أن ينشأ بشأن تفسير‬
                                                                                                                         ‫النصوص التشريعية التى يتم الطعن عليها وتحصينها‬
                                                                                                                         ‫فى الأحوال التى تقضى فيها المحكمة الدستورية العليا‬
                                                                                                                                                     ‫برفض هذه الطعون‪.‬‬
            ‫القومى لحقوق الإنسان إبلاغ النيابة عن أى انتهاك‬        ‫حولها مـن خـال الـقـرارات التفسيرية للنصوص‬            ‫‪ .1‬من خـال تصدى المحكمة الدستورية العليا‬
            ‫لهذه الحـقـوق‪ ،‬ولـه أن يتدخل فى الـدعـوى المدنية‬       ‫التشريعية والتى قد تصدرها المحكمة الدستورية‬           ‫للفصل فى دستورية القوانين المطعون عليها والمتعلقة‬
            ‫منضماً إلى المضرور بناء على طلبه‪ ،‬وذلك كله على‬         ‫وتلزم بتطبيقها الجهات والهيئات القضائية عند‬           ‫بمبادئ حقوق الإنسان ستتمكن فى حدود اختصاصها‬
                                                                                                                         ‫مـن الـقـول الفصل فـى تفسير الحـقـوق والحـريـات‬
                                     ‫الوجه المبين بالقانون» ‪.‬‬                             ‫ممارستها لاختصاصاتها‪.‬‬          ‫المنصوص عليها بالدستور واسـتـخـاص مجالها‬
            ‫‪ .5‬أن مبـادئ حقوق الإنسان وحرياته والتى تضمنها‬         ‫‪ .3‬أن الدفاع عن حقوق الإنسان سيغدو بمقتضى‬             ‫ومداها وما يتصل بها من حقوق أخرى قد يكون غير‬
            ‫الدستور والضمانات المقررة لها ستتمتع بما استقر‬         ‫المادة (‪ )91‬من الدستور سنداً دستورياً تمنح بمقتضاه‬    ‫منصوص عليها ولكن تحتويها تلك الحقوق والحريات‬
            ‫عليه قضاء محكمة النقض من مبادئ هامة منذ عام‬            ‫الدولة حق الالتجاء السياسى لكل أجنبى اضطهد‬            ‫فى حدود مضامينها المستقرة دولياً‪ ،‬وذلك بطبيعة‬
            ‫‪ 1980‬والتى تضمنت أن النصوص الدستورية تتمتع‬             ‫لهذا السبب‪ ،‬ويحظر بالتالى تسليمهم للدول التى‬          ‫الحال من خلال الرؤية الشاملة والمتكاملة للنصوص‬
            ‫بالإنفاذ الفورى والمباشر‪ ،‬منذ العمل بأحكام الدستور‬                                                           ‫الدستورية والتى يتعين فهم مقاصدها فى ضوء‬
            ‫ومـا يخالفها من نصوص تشريعية تعتبر منسوخة‬                                              ‫تسعى ورائهم‪ .‬‬         ‫مراعاة اتساقها مع إيقاع العصر وحقائق التطور‪،‬‬
            ‫ضمناًبقوة الدستور دون حاجة لانتظار قضاء دستورى‬         ‫‪ .4‬أن مبادئ حقوق الإنسان وحرياته والتى تضمنها‬         ‫وليس فى صورة جامدة تقصرها على مجال زمنى‬
            ‫أو تعديل تشريعي‪ ،‬وأوجبت بذلك إهدار مواد القانون‬        ‫الدستور ستحظى بالضمانة الخاصة التى نص عليها‬           ‫محدد‪ ،‬وفى ضوء ما انتهجته المحكمة الدستورية ذاتها‬
            ‫التى تتعارض مع النصوص الدستورية سابقة كانت أم‬          ‫الدستور بالمادة ( ‪ ) 99‬والتى تنص على أن « كل اعتداء‬   ‫من « أن الدستور وثيقة تقدمية لا تصد عن التطور‬
            ‫لاحقة على صدوره وباعتبار الدستور القانون الأسمى‬        ‫على الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة‬              ‫آفاقه الرحبة‪ ،‬فلا يكون نسيجها إلا تناغماً مع روح‬
                                                                   ‫للمواطنين‪ ،‬وغيرها من الحقوق والحريات العامة التى‬      ‫العصر‪ ،‬وأن فهم النصوص الدستورية يتعين أن يكون‬
                ‫والأعلى صاحب الصدارة على المدرج التشريعي‪.‬‬          ‫يكفلها الدستور والقانون‪ ،‬جريمة لا تسقط الدعوى‬         ‫على ضوء قيم أعلى غايتها تحرير الوطن والمواطن‬
            ‫(حكم محكمة النقض الـصـادر فى نقض مدنى‬                  ‫الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم‪ ،‬وللمضرور‬
                                                                   ‫إقامة الدعوى الجنائية بالطريق المباشر ‪ -‬وتكفل‬                                     ‫سياسياًواقتصادياً»‪.‬‬
                          ‫جلسة ‪ 13/3/1981‬س ‪ 31‬ج ‪.)810‬‬              ‫الدولة تعويضا عادلا لمن وقع عليه الاعتداء‪ ،‬وللمجلس‬                         ‫[الحــكــم الــــصــــادر فى‬
            ‫البند الرابع‪ :‬الضمانـات الخاصة بنصوص الدستور‬                                                                                      ‫الدعوى رقم ‪ 7‬لسنة ‪ 16‬ق‬

                      ‫المصرى الجديد فى مجال حقوق الإنسان‬                                                                                              ‫جلسة ‪]1/2/1997‬‬
            ‫لم يقف المشرع الدستورى المصرى بالدستور الصادر‬                                                                                     ‫‪ .2‬أن اختصاص القضاء‬
            ‫عام ‪ 2014‬فى صياغته للرؤية القومية المصرية لمبادئ‬                                                                                  ‫الدستورى بتفسير النصوص‬
            ‫حقوق الإنسان وحرياته الأساسية عند النص على‬                                                                                        ‫التشريعية بقرارات ملزمة‬
            ‫مبادئ حقوق الإنسان وحرياته فى مـواد الدستور‬                                                                                       ‫سـيـضـمـن كــذلــك أن يتم‬
            ‫بالصياغات المناسبة وبالتالى تمتعها بما تتمتع به‬                                                                                   ‫تفسير النصوص التشريعية‬
            ‫النصوص الدستورية من حصانات وميزات وحصانة‬                                                                                          ‫المتعلقة بـحـقـوق الإنـسـان‬
            ‫قضائية لها عن طريق المحكمة الدستورية العليا‬                                                                                       ‫وحــريــاتــه إذا لــزم الأمــر‬
            ‫‪ -‬فحسب بل تجاوز ذلك وأضـاف إلى ما تقدم من‬                                                                                         ‫عـلـى هــدى مـن النصوص‬
            ‫ضمانات أخرى بأن خصها بتقريـر ضمانات دستورية‬                                                                                       ‫الدستورية المنظمة لها وذلك‬
             ‫هامة وهى بإيجاز فيما أورده الدستور بالمواد التالية‪:‬‬                                                                              ‫وفقاً للإجراءات والقواعد‬
            ‫‪ .1‬التزام الجامعات بان تعمل على تدريس حقوق‬                                                                                        ‫المــقــررة فـى هــذا الـشـأن‪،‬‬
            ‫الإنسان والقيم والأخلاق المهنية للتخصصات العلمية‬                                                                                  ‫وهو الأمر الذى سيتوفر به‬
            ‫المختلفة ‪ -‬وذلـك يهدف لتعزيز نشر ثقافة حقوق‬                                                                                       ‫استقرار وتوحيد التطبيقات‬
            ‫الإنسان وهـو التزام دولـى وفقا لما تتطلبه المواثيق‬                                                           ‫القضائية لتلك الحقوق والفصل فى المنازعات الدائرة‬

                                         ‫الدولية (المادة ‪.)24‬‬      ‫على مستوى حرية الدين والمعتقد فمصر الدولة ذات التراث الدينى الثرى‬
            ‫‪ .2‬منح حق اللجوء السياسى لكل أجنبى اضطهد‬               ‫مستمرة فى بذل جهودها الحثيثة للتأكيد على قيم المواطنة والتسامح‬
            ‫بسبب الدفاع عن مصالح الشعوب أو حقوق الإنسان أو‬         ‫والحوار ومكافحة التحريض على العنف والتمييز‪ ،‬ولقد حققت الدولة‬
            ‫السلام أو العدالة‪ .‬وحظر تسليم اللاجئين السياسيين‬       ‫المصرية تقد ًما مشهو ًدا لها فى هذا المجال ضما ًنا للمساواة بين أبناء‬
            ‫وف ًقا للقانون‪( .‬المادة ‪ )91‬وهو ما يؤكد تعزيز دور مصر‬  ‫الوطن الواحد فى الحقوق والواجبات‪ ،‬وليس أدل على ذلك من إصدار‬
‫يناير ‪2024‬‬                          ‫الريادى فى هذا المجال‪ .‬‬        ‫قانون بناء وترميم الكنائس الذى تم بموجبه تقنين أوضاع نحو ألفين‬
                                                                   ‫وثمانمائة كنيسة ومبنى تابع لها‪ ،‬كما يتناغم وقوف كل من مسجد‬
            ‫‪ .3‬أن الحقوق والحريات اللصيقة بشخص المواطن‬             ‫«الفتاح العليم»‪  ‬جن ًبا إلى جنب مع كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة‬
            ‫لا تقبل تعطيلاً ولا انتقا ًصا‪ .‬ولا يجوز لأى قانون‬      ‫الإدارية الجديدة كشاهدين على تلك الجهود والإنجازات‬
            ‫ينظم ممارسة الحقوق والحريات أن يقيدها بما يمس‬
            ‫أصلها وجوهرها‪ .‬مادة (‪ )92‬وهو ما يرسخ الالتزام‬
            ‫بالضوابط المقررة دوليا فى مجال تنظيم ممارسة‬

                                         ‫الحقوق والحريات‪.‬‬

‫‪47‬‬
   42   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52