Page 49 - LEGAL CULTURE
P. 49

‫ولها الحق فى إبلاغ السلطات العامة عن أى انتهاك‬         ‫لكل من تقيد حريته‪ ،‬ولغيره‪ ،‬حق التظلم أمام القضاء من ذلك الإجراء‪،‬‬
       ‫يتعلق بمجال عملها و ُيـؤخـذ رأيها فى مشروعات‬           ‫والفصل فيه خلال أسبوع من ذلك الإجراء‪ ،‬وإلا وجب الإفراج عنه فورًا‪ .‬وينظم‬
       ‫القوانين‪ ،‬واللوائح المتعلقة بها‪ ،‬وبمجال أعمالها وهو‬    ‫القانون أحكام الحبس الاحتياطي‪ ،‬ومدته‪ ،‬وأسبابه‪ ،‬وحالات استحقاق‬
       ‫ما يتفق ومبادئ باريس لسنة‪ 1990‬والخاصة بالآليات‬         ‫التعويض الذى تلتزم الدولة بأدائه عن الحبس الاحتياطي‪ ،‬أو عن تنفيذ‬
       ‫الوطنية لحقوق الإنسان‪ -‬ويعتبر ذلك فى ذاته ضمانة‬        ‫عقوبة صدر حكم بات بإلغاء الحكم المنفذة بموجبه‪ .‬وفى جميع الأحوال لا‬
       ‫دستورية لعمل هذه الآليات متابعة ومراقبة أوضاع‬          ‫يجوز محاكمة المتهم فى الجرائم التى يجوز الحبس فيها إلا بحضور محام‬
                                                              ‫موكل أو ٌمنتدب‬
                        ‫حقوق الإنسان على أرض الواقع‪.‬‬
                                                                                                 ‫بها الإنسان‪.‬‬  ‫وفقاً للقانون على من يثبت ارتكابه لها ‪ -‬وهو ما يوفر‬
                         ‫الخلاصة‬                              ‫‌ي‪ .‬أن الآليات الوطنية المستقلة لحقوق الإنسان‬             ‫الحماية الجنائية لتلك الحقوق والحريات‪.‬‬
       ‫بعد الاستعراض لكيفية تعامل النظام القانونى‬             ‫والتى نص الدستور على إنشائها بموجب قوانين‬
       ‫المصرى مع مبادئ حقوق الإنسان وحرياته الأساسية‬          ‫خاصة بها ومنها المجلس القومى لحقوق الإنسان‪،‬‬      ‫‌ه‪ .‬أن الـنـص على تجـريم هـــذه الأفـعـال سيتيح‬
       ‫الـواردة بالمواثيق الدولية المنضم لها مصر فى هذا‬       ‫والمجلس القومى للمرأة‪ ،‬والمجلس القومى للطفولة‬    ‫للمجنى عليه والمـضـرور إقـامـة الـدعـوى الجنائية‬
       ‫المجال ‪ -‬وتبيان أن مصر حرصت على النص على‬               ‫والأمومة‪ ،‬والمجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة‪،‬‬    ‫بالطريق المباشر – للمطالبة بعقاب المتهم وبالتعويض‬
       ‫هذه الحقوق والحريات بالوثيقة الدستورية الأعلى‬          ‫تشكل آليات وطنية للرصد والمراقبة تتمتع باستقلال‬  ‫من المسئول عن الحقوق المدنية عما لحقه من أضرار‬
       ‫مرتبة وكفلت لها ضمانات خاصة نص عليها الدستور‬           ‫وحياد أعضائها والاستقلال الفنى والمالى والإدارى‬  ‫نتيجة ما وقع عليه من اعتداء ‪ -‬كما يتيح للمضرور‬
       ‫بما يتفق ويزيد عما قررته المواثيق الدولية من آليات‬                                                      ‫أن يطلب من المجلس القومى لحقوق الإنـسـان أن‬
       ‫رصد ومراقبة للتطبيق الوطنى لها وما استقرت عليه‬           ‫المادة (‪ )58‬للمنازل حرمة‪ ،‬وفيما‬                ‫يتدخل فى الدعوى المدنية منضماً أليه‪ ،‬وذلـك كله‬
       ‫الأحكام القضائية النهائية من مبادئ حولها – فإن‬           ‫عدا حالات الخطر‪ ،‬أو الاستغاثة‬                  ‫وفقاً لأحكام النظام القانونى المصرى ‪ -‬وهو ما يشكل‬
       ‫الأمـر يتطلب أن تعمل مؤسسات الـدولـة والآليات‬            ‫لا يجوز دخولها‪ ،‬ولا تفتيشها‪،‬‬                   ‫دعما قانونيا وعمليا للمضرور للمطالبة بعقاب المتهم‬
                                                                ‫ولا مراقبتها أو التصنت عليها‬
                            ‫الوطنية المعنية على ما يلي‪ :‬‬        ‫إلا بأمر قضائى مسبب‪ ،‬يحدد‬                                                     ‫وبحقوقه المدنية‪.‬‬
       ‫• التواصل الفعال مع المجتمع الدولى والآليات‬              ‫المكان‪ ،‬والتوقيت‪ ،‬والغرض منه‪،‬‬                  ‫‌و‪ .‬أن تلك الأفعال المجرمة لا تسقط عنها الدعوى‬
       ‫الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان ومن خلال تقديم‬          ‫وذلك كله فى الأحوال المبينة‬                    ‫الجنائية أو المدنية بمضى المـدة ويكشف ذلـك عن‬
       ‫التقارير الدورية لمصر أمام هذه الآليات والردود على‬       ‫فى القانون‪ ،‬وبالكيفية التى‬                     ‫حكمة المشرع الدستورى وهدفه فى ألا تكون الظروف‬
       ‫الاستفسارات أو الاستبيانات المتعلقة بها لعرض هذا‬         ‫ينص عليها‪ ،‬ويجب تنبيه من فى‬                    ‫والاعتبارات التى قد يشكل تواجدها خوفاً أو رهبة‬
       ‫التطور الكبير الحاصل على الوثيقة الدستورية والذى‬         ‫المنازل عند دخولها أو تفتيشها‪،‬‬                 ‫للمجنى عليه تحـول بينه وبـن الإبــاغ عنها وعن‬
       ‫جاء نتيجة ثورتى الشعب المصرى عام ‪ 2011‬و ‪2013‬‬             ‫واطلاعهم على الأمر الصادر فى‬                   ‫الجانى وقـت وقـوع الاعـتـداء عليه ويكون سبباً فى‬
       ‫وتحقيقاً لأهدافهما ‪ -‬مشفوعاً بطبيعة الحـال بما‬           ‫هذا الشأن‪.‬‬                                     ‫هروب مرتكبى تلك الأفعال من العقاب إعمالاً لمبدأ‬
       ‫تحقق على الصعيد العملى من تقدم فى هذا المجال‬                                                            ‫التقادم ‪ -‬وقـد صـدر عن محكمة النقض المصرية‬
       ‫من كافة النواحى التشريعية والقضائية والاجتماعية‬                                                         ‫حكماً هاماً أرسـت به المحكمة مبدأ هاماً مقتضاه‬
       ‫مع الإشارة إلى أية معوقات أو صعوبات وطنية تتعرض‬                                                         ‫الإنفاذ المباشر للمادة المقابلة للمادة ‪ 99‬بالدستور‬
       ‫لها المسيرة العملية والتطبيقية إذ أن ذلك من الأمور‬                                                      ‫الصادر عام ‪ - 1971‬على المنازعات المعروضة على‬
       ‫الطبيعية التى لا يخلو منها أياًمن المجتمعات الإنسانية‬                                                   ‫القضاء دون ما حاجة لتدخل المشرع لتضمين أحكامها‬
       ‫وتوضيح سبل وخطط مواجهتها بما يعكس الاهتمام‬                                                              ‫بالقانون‪ ،‬وذلك فيما يتعلق بعدم سريان التقادم باعتبار‬
                                                                                                               ‫أن القاعدة الدستورية تسمو على القاعدة القانونية‪،‬‬
            ‫الوطنى بالعمل على القضاء على تلك المعوقات‪.‬‬                                                         ‫وأنه بصدورها تنسخ ما يخالفها من القواعد القانونية‬
       ‫• أن ما استحدثته النصوص الدستورية يستوجب‬
       ‫سرعة إعداد أو تعديل التشريعات الوطنية بما يتفق‬                                                               ‫الأدنى مرتبة منها على المدرج التشريعي‪)10( .‬‬
       ‫مع تلك النصوص من قواعد تتعلق بصفة خاصة‬                                                                  ‫‌ز‪ .‬كفالة الدولة للتعويض عن الأضرار التى تلحق‬
       ‫بالإنفاذ الوطنى للحقوق والحريات ويأتى فى مقدمة‬                                                          ‫بمن وقع عليه الاعتداء من مثل هذه الأفعال الأمر‬
       ‫ذلك تجريم الأفعال المطلوب تجريمها ووضع العقوبات‬                                                         ‫الذى يضمن حقوق المجنى عليه والمضرور فى جميع‬
       ‫المناسبة لها واستكمال إنشاء الآليات الوطنية المعنية‬                                                     ‫الأحوال التى تكتمل فيها الأركان القانونية للمسئولية‬

           ‫وذلك سداً للفراغ التشريعى فى هذه الخصوص‪.‬‬                                                                                ‫وفقاً لأحكام القانون المصري‪.‬‬
       ‫• وضع الخطط اللازمة لتعديل المناهج التعليمية‬                                                            ‫‌ح‪ .‬أن القوانين التى تصدر لتنظم الممارسة للحقوق‬
       ‫والبرامج التدريبية بإدخال مفاهيم مبادئ حقوق‬                                                             ‫والحريات الواردة فى الدستور‪ ،‬تصدر بموافقة ثلثى‬
       ‫الإنسان ضمن المصفوفة التعليمية بالتدرج المناسب‬                                                          ‫عدد أعضاء مجلس النواب – وهى أغلبية خاصة‬
       ‫للمراحل العمرية والتعليمية بما يكفل تنشئة سوية‬                                                          ‫نص عليها الدستور تتناسب مع الأهمية البالغة لهذه‬
       ‫للأجيال الجديدة‪ .‬وإدراج مناهج حقوق الإنسان فى‬                                                           ‫الموضوعات وتضمن فى ذات الوقت موافقة أغلبية‬
                                                                                                               ‫تضمن مراجعة وقبول المجتمع ممثلاً فى نوابه لهذه‬
                         ‫المرحلة الجامعية نفاذاً للدستور‪.‬‬
       ‫• فى ضوء تجاربنا وخبراتنا السابقة فى هذا‬                                                                    ‫التنظيمات المطلوبة لممارسة الحقوق والحريات‪.‬‬
       ‫المجال ‪ -‬فإنه نظراً للتشعب الكبير فى هذه المجالات‬                                                       ‫‌ط‪ .‬أن النشر والتوعية بالحقوق والحريات أصبح‬
       ‫والذى يشمل كافة الجوانب الحياتية للمواطن ‪ -‬وتعدد‬                                                        ‫ضمن منظومة التربية والتعليم ورافداً هاماً من روافد‬
       ‫الوسائل والسبل والآليات المعنية بها على الصعيد‬                                                          ‫المناهج التعليمية والتزاماً مباشراً على الجامعات‬
       ‫الدولى والإقليمى وتنامى استغلال بعض الدوائر‬                                                             ‫بتدريس حقوق الإنسان – وهو الأمر الذى أن يتحلى‬
       ‫لتلك الآليات بهدف الإساءة لمصر دولياً وبغير حق فى‬
‫يناير ‪2024‬‬‫ظل حربها الضروس مع الإرهاب – وباعتبار المواقف‬
       ‫المصرية الثابتة والتى لا بديل عنها ‪ -‬تجاه الالتزام‬
       ‫بالتنفيذ الفعال لكافة الالتزامات الدولية الناشئة‬
       ‫عن انضمام مصر لاتفاقيات حقوق الإنسان الدولية‬

                                           ‫والإقليمية‪.‬‬
       ‫• فإننا نرى أنه من المناسب النظر فى ضرورة‬
       ‫إنشاء لجنة وطنية مستقلة أو جهاز حكومى متخصص‬
       ‫ومستقل يعنى بتولى متابعة التنفيذ والتطبيق لتلك‬
       ‫الالتزامات بالجهات الحكومية المعنية واقتراح القوانين‬
       ‫أو التعديلات المناسبة على القوانين القائمة ‪ -‬وذلك‬
       ‫من خلال كوادر فنية مدربة ومتخصصة ودائمة تضمن‬
       ‫المعايشة الكاملة لإحداث المجتمع الدولى ذات الصلة‬
       ‫فى مختلف القطاعات وعلى كل المستويات واستقراء‬
       ‫تداعياتها على الصعيد الوطنى ‪ -‬بما يكفل لها الخبرة‬
       ‫الدولية فى مواجهة هذه المغالطات والـرد السريع‬
       ‫والمباشر عليها وتوضيح الـصـورة الصحيحة التى‬
       ‫تستحقها مصر عن حق وجهودها المتواصلة فى هذا‬

                                              ‫الميدان‪.‬‬

‫‪49‬‬
   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53   54