Page 34 - merit
P. 34

‫العـدد ‪44‬‬  ‫‪32‬‬

                                                  ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬

 ‫قراءة القصيدة والوقوف على بنيتها‪ ،‬فهو بمثابة‬     ‫يؤدي دو ًرا نفعيًّا وظيفيًّا في تلقي القصيدة‪ ،‬فهو‬
‫مفتاح التجربة وحجر الأساس لها ونقطة الوسط‬             ‫يختزل المضمون ويعلن عن نفسه في تركيب‬
                                                                                          ‫بسيط‪.‬‬
  ‫التي هي ذروة المفارقة بين عالمين‪ :‬عالم ينضح‬
‫بمسببات فنائه‪ ،‬وآخر متحول إلى مسببات بقائه‪.‬‬        ‫وهذا العنوان يحمل توت ًرا بين لفظتيه المكونتين‬
                                                  ‫له‪ ،‬بين لفظة‪( :‬ثورة) ولفظة‪( :‬المدثر)‪ ،‬فهو توتر‬
            ‫تعقيب ختامي‬
                                                    ‫بين التماثل الصوتي في حرف (الثاء) المشترك‬
 ‫إن قصيدة حاتم الأطير تنتمي في سياقها الفني‬         ‫بين اللفظتين‪ ،‬وكأن فعل الثورة قد سرى من‬
     ‫إلى ديوان يوظف التاريخ لإضاءة الحاضر‪،‬‬          ‫(ثاء) الثورة ليوقظ (ثاء المدثر)‪ ،‬كما أن الثورة‬
      ‫ويعيد قراءة التراث شعر ًّيا من خلال إذكاء‬   ‫فعل متحرك والتدثر فعل ساكن‪ ،‬وتوحي علاقة‬
      ‫شعلته وإذراء رماده‪ ،‬ويبحث عن المشترك‬            ‫التضايف بينهما على حالة الكمون والتربص‬
                                                  ‫والانفجار من قريب‪ ،‬وهذا يوحي بأجواء سورة‬
   ‫الإنساني كي يستعيد الوجود روحه المفقودة‪،‬‬           ‫المدثر (قم فأنذر)‪ ،‬والعنوان يصلح أن يكون‬
     ‫وفي تجربته ما يجعلنا مطمئنين إلى الحداثة‬
                                   ‫والتراث م ًعا‬                   ‫إعلا ًنا عن حالة مرتقبة قادمة‪.‬‬
                                                      ‫وهذا العنوان لا يكتسب قيمته الفنية إلا بعد‬
   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39