Page 33 - merit

‫‪31‬‬ ‫إبداع ومبدعون‬

‫رؤى نقدية‬

‫النقلات الزمنية للأحداث‪.‬‬ ‫أشبه ترتيب هذه القصيدة ترتيب بعض مدونات‬
‫د‪ -‬المقابلة الكلية (المفارقة) على مستوى‬ ‫السيرة النبوية من ناحية الأحداث‪ -‬لكن الشاعر‬
‫المضامين مستخدمة تقنية المفارقة بين عالمين‪:‬‬
‫عالم فيه الأرض توشك أن توحل في الظلام‪،‬‬ ‫لم يتحول إلى مؤرخ‪ ،‬ولا تحولت قصيدته إلى‬
‫وعالم جديد تسوده البشارة والفيء والظل‬ ‫أرشيف وثائقي محمل بالأحداث‪ ،‬بل استدعى‬
‫والإنسانية؛ فالقصيدة مركبة من جملتين‬
‫طويلتين يفصل بينها انبثاق الرسالة وانفجار‬ ‫التاريخ وجعله حاض ًرا بقوة من خلال مس‬
‫مفاصل الأحداث التاريخية الهامة‪ ،‬وهذا ما فعلته‬
‫الثورة الجديدة (ثورة المدثر)‬
‫القصيدة‪( :‬صلصاله فرج‪ -‬مستأنس في الغار‪-‬‬
‫(الجملة الأولى) (الجملة الثانية)‬ ‫ومناد ًيا في الناس‪ -‬ما همك انتفضت قريش أو‬
‫(المشهد الأول) (المشهد الثاني)‬ ‫هاجت عليك الطائف‪ -‬الهجرة الآن‪ -‬والصبح‬
‫شمر للمحبة والمدينة تقرئ الناس الحياة‪ -‬وها‬
‫المتعبون تفيَّؤوا ظل‬ ‫الناس خرس‬ ‫زئير الفتح‪ -‬هذا الإمام وراءه الدنيا توحد ربها)‪،‬‬
‫البشارة‪ /‬مهرجان‬ ‫هذه أهم المقاطع الزمنية التي لخصت عبر تقنية‬
‫العدل‪ /‬أول مسحة حطت‬ ‫التسريع الزمني والتعليق على الأحداث المفاصل‬
‫على رأس الأذلة‬ ‫الأساسية التي مرت بها (ثورة المدثر)‪ .‬متوس ًل‬
‫ذلك بالمجاز الكثيف والصور الجمالة التي تتفجر‬
‫نساء صادقات يغترفن‬ ‫العاريات يجئن‬
‫من الحياء وقارهن‬ ‫باللغة اللذيذة‬ ‫رقة وعذوبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تغير شكل الرواي من السارد الوظيفي‬
‫إنسانية يقتات من‬ ‫الخزائن آمن‬ ‫للأحداث إلى الراوي العليم‪ ،‬وتحول السرد‬
‫جنباتها الضعفاء‬ ‫ياقوتها‬
‫المشهدي الذي كان فيه الراوي مبتع ًدا عن‬
‫أنسابهم اسيافهم عولمة تساوت في معيتها‬ ‫الأحداث‪ ،‬تغير المنظور تما ًما وأصبح الشاعر‬
‫الرؤوس‬ ‫ملتح ًما بالأحداث ومعل ًقا عليها‪ ،‬وأصبحت اللغة‬
‫منحازة بعدما كانت محايدة وبخاصة عندما‬
‫ماشون في الأسواق لم تقو التجارة أن تمص‬
‫ضياءهم‬ ‫انتفضت قريش‪:‬‬
‫ما همك انتفضت قريش وعاث فيها الكبر‬
‫المدينة تقرئ الناس‬ ‫الأرض تسقط‬
‫الحياة دروبها فرحانة‬ ‫أو هاجت عليك الطائف‬
‫أعصابهم رجت وحين تلعثموا‪ ..‬ضحكوا‬
‫بالله‬
‫وجسمك يا حبيبي نازف‬
‫نخب قيصر‪ /‬نم ها آية الميزان بين السوق‬ ‫ضلت حجارتهم‬
‫سعي ًدا يا أمير‬ ‫وأنت على هدى‬

‫سمار موسيقيون ها إشراقة العلم الشريف‬ ‫ينساب من دمك السلام الجارف‬
‫حول أميرهم‬ ‫ج‪ -‬انتظام القافية في أغلب أبيات القصيدة‪ ،‬وهو‬

‫ ‬ ‫إعادة توظيف لحالة الاتساق الفني وتداخل‬
‫الفني والدلالي في التوصيل‪ ،‬كما ظهر المعجم‬
‫العنوان (أفيش) الفيلم ومفتاح الدلالة‪:‬‬ ‫متاث ًرا بالتراث الديني مثل‪( :‬الأمي‪ -‬مرحمة‪-‬‬
‫الهدى الصراط‪ -‬سجدا‪ -‬النبوة‪ -‬المشكاة‪-‬‬
‫من وظائف العنوان كما يقول (جنييت) الوظيفة‬
‫الإغرائية التي تغري القارئ بالدخول إلى عالم‬ ‫الفلاح‪ -‬كوثرا)‪.‬‬
‫كما أن الزمن في المقطوعة الأولى كان زمنًا ثقي ًل‬
‫النص‪ ،‬والعنوان يوحي بالإعلان السينمائي الذي‬ ‫لا يكاد يتحرك‪ ،‬أما في الجزء الثاني من القصيدة‬

‫فالحركة سمة أساسية من سماتها من خلال‬