Page 28 - merit
P. 28

‫العـدد ‪44‬‬                                    ‫‪26‬‬

                                                                                               ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬

                                                ‫رامي هلال‬

                                                ‫عن الشعر والتاريخ والسينما‪..‬‬
                                                ‫قراءة في (ثورة المدثر)‬
                                                ‫للشاعر حاتم الأطير‬

                                                ‫العنوان لا يكتسب قيمته الفنية إلا بعد قراءة القصيدة والوقوف على‬
                                                ‫بنيتها‪ ،‬فهو بمثابة مفتاح التجربة وحجر الأساس لها ونقطة الوسط‬
                                                ‫التي هي ذروة المفارقة بين عالمين‪ :‬عالم ينضح بمسببات فنائه‪،‬‬
                                                ‫وآخر متحول إلى مسببات بقائه‪ .‬إن قصيدة حاتم الأطير تنتمي في‬
                                                ‫سياقها الفني إلى ديوان يوظف التاريخ لإضاءة الحاضر‪ ،‬ويعيد‬
                                                ‫قراءة التراث شعر ًّيا من خلال إذكاء شعلته وإذراء رماده‪ ،‬ويبحث عن‬
                                                ‫المشترك الإنساني كي يستعيد الوجود روحه المفقودة‪ ،‬وفي تجربته‬
                                                ‫ما يجعلنا مطمئنين إلى الحداثة والتراث م ًعا‪.‬‬

                                                                    ‫قصيدة َث ْو َر ُة ا ْلُ َّد ِّثر‬
                                                                       ‫حاتم الأطير‬

                                                ‫َأ ْر َبا ُب ُه ْم‬                      ‫‪َ :‬ن ْم َس ِعي ًدا َيا َأ ِمي ُر‬                                              ‫ُرو َما‬
                                                                                     ‫اولانَّ ْلا َخُ َسزا ِئ ُخُن ْرآ ٌِمس ٌن َيا ُقو ُت َها‬                  ‫‪َ ..‬ف َتا ُة ا ْل َق ْص ِر‬
  ‫َس َفا َل ًة‬       ‫ُتو ِغ ُل ِف ال َّظ َل ِم‬  ‫ا ْ َل ْر ُض‬                                                                                  ‫ََتَفو ُتِْشوف َرِقا ُْدُ َلب َ ََنسشا ِْْءمخ َ َع َيب ًة!ُ َقس ْيو َُعص َُيرو ِ ِقف ُظا َلها؛ َّص َبا ِح‪،‬‬
‫ا ْل َجا ِهلِيَّ ِة‬  ‫ُتو ِش ُك َأ ْن َت ُفو َح‬  ‫ا ْ َل ْر ُض‬                                          ‫ا ْلبِي ُد‬                              ‫ا‪َْ.‬ول‪.‬اُفْل ْرَُعسا َُّمِراس َي ٌرا ُ ُتم َِيسيِج ِقْئ ُّي َنو َ ِبنا ْللَُحَغ ْوِة َلا ْل َأَل ِِمذيي َِرذ ِةِه ْم‬
                     ‫َت ْس ُق ُط ِف ِش َبا ِك‬   ‫ا ْ َل ْر ُض‬                                   ‫‪َ ..‬ق ْه َق َه ُة ا ْل ُقوا ِف ِل‬
                     ‫ُجثَّ ًة َم ْخ ُمو َر ًة‬
                                                                    ‫أ ْهلُ َها َع َر ٌب ُي َس ُّمو َن ا ْل َح َيا َة َغ َزا َل ًة‬
‫َو ُم َح َّم ٌد‪ ..‬كا َن ال َّسبِي ُل ُم َح َّم َدا‬                                               ‫َأ ْن َسا ُب ُه ْم َأ ْس َيا ُف ُه ْم‬
                                                                    ‫ُك ُفو ِف ِه ْم‬  ‫ِم ْل َء‬  ‫َما ُشو َن ِف ا ْ َل ْس َوا ِق‬
   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33