Page 97 - merit
P. 97
95 الإبداع الكردي
قصــة
حليم يوسف
(ألمانيا)
المقابلة التي غيرت حياتي..
(مشاهدات صحافي عن سنوات الحرب)
عملي التليفزيوني بحماس منقطع النظير .واتجهت ترك العام ألفين الرقم أحد عشر وراءه ومضى.
إلى المناطق التي تسيطر عليها فصائل مسلحة توزعت الأراضي والمناطق بين قوى ومجموعات
مسلحة ،صغيرة وكبيرة ،ابتداء من مجموعة جيش
أصبحت شبيهة بالجيوش وهي تتقاسم مناطق النظام وانتهاء بأصغر مجموعة مسلحة ،كل منها
النفوذ حول حلب ،فيما التساؤل حول مصير المدينة
تحتمي بدعم إحدى الدول التي كانت تتقاسم
نفسها كان مطرو ًحا بقوة وسط تنافس الأطراف النفوذ هناك ومنها روسيا ،أمريكا ،إيران ،تركيا،
المسلحة ومحاولاتهم بالسيطرة عليها .أشهر من قطر وبعض الدول الأخرى التي كانت تشارك في
بسط مسلحيه سيطرتهم على تلك المناطق ،بل على تشكيل قوات للتحالف الدولي .كانت الأنظار كلها
بعض أحياء المدينة أي ًضا ،كان أبو سياف الحموي
الذي أطبقت شهرته الآفاق ،رغم غياب صورته متجهة إلى ريف حلب ،المدينة التي عشت فيها
عن الإعلام ،ولم يكن قد ظهر يو ًما على شاشات لأربع سنوات من أجل دراسة الأدب العربي في
الفضائيات .منذ أشهر عديدة ونحن نحاول نقل جامعتها .إلا أن ذكرياتي فيها كانت من الكثرة
مجريات الأمور عبر الإعلام ،وأرسلنا طلبات إلى بمكان وكأنني عشت فيها لأربعين سنة .ساهمت
معظم رؤساء ومديري الكتائب المسلحة الجهادية الحروب المتداخلة التي اجتاحت البلاد مؤخ ًرا في
المنتشرة ،ولم أتل َّق أي رد إيجابي لا من قادتهم حدوث المزيد من الفوضى ،وفقد الكثيرون ممن
الكبار ولا من الصغار .بعضهم أرسل لنا بعض تب ُّقوا هناك أعمالهم ،ومنهم أنا ،عملي في مجال
تدريس اللغة العربية .لم يكن أمامي سوى العمل
المسلحين الناطقين باسمهم ،وبعضهم تحجج الصحافي ،وخاصة الصحافة التليفزيونية ،التي
لأسباب أمنية بعدم إجراء أي لقاء مع الإعلام. أردت من خلالها بذل كل جهودي لإيصال الحقائق
إلا أن الرد الإيجابي الذي تلقيته من أشهر القادة التي تجري على الأرض بعي ًدا عن الخداع والترويج
الجهاديين ،من أبي سياف الحموي نفسه المعروف لجهات ممولة هنا وهناك .كانت الضريبة كبيرة،
بالقصاب أو بقاطع الرؤوس ،لم يذهلني أنا فحسب، و كان من الممكن أن يكلف المرء دفع حياته ثمنًا
بل أذهل كل الفريق الذي أعمل معه .لم يكن قد حدد لذلك .الكثيرون دفعوا حياتهم في هذا السبيل ،ولا
الزمان والمكان بعد ،إلا أنها كانت موافقة مبدئية يتذكر أحد أسماءهم .ما كان يمنعني من التراجع
على استقبالي في وقت سيخبرني به عما قريب .كنت هو أن حب إيصال الحقيقة إلى الرأي العام كان
مطل ًعا على طلبات الكثيرين من مراسلي وكالات أكبر بكثير من الخوف من الموت ،لذلك واصلت
الأنباء العالمية والإقليمية والمحلية التي أرسلت إلى