Page 132 - merit 47
P. 132
الهوياتية في جغرافيا المسجد العـدد 47 130
الأقصى ،وبدأ بايدن يتحدث
عن دور المشتركات الإبراهيمية نوفمبر ٢٠٢2 العربية المركزية التاريخية،
(الهوية في بعدها الديني) وبدأت ولعب على تناقضات بعض الدول
إدارة بايدن نفسها تتحدث عن والعراق وغيرهما وتأجيج النبرة الأخرى لتقبل بها ،على المستوى
تعزيز «الاتفاقيات الإبراهيمية» في الذاتية ،ليبدو واضحا للعيان أن
نهاية عام 2021م ،حيث «افادت دونالد ترامب استخدم بوضوح الفعلى بالنسبة للفلسطينيين
صحيفة معاريف الاسرائيلية نق ًل تكتيكات تفجير النتاقضات على كانت صفقة القرن مجرد حزمة
عن مسؤول في الإدارة الأمريكية مستوى الهوية بطبقاتها الداخلية من المساعدات الاقتصادية دون
قال إن الرئيس الأمريكي جو والبينية والإقليمية والدولية ليمرر تحقيق لأي من المطالب السياسية
بايدن يبدي اهتما ًما خا ًّصا بما
يجري في الشرق الأوسط وشمال صفقة القرن في فترة رئاسته. المشروعة للشعب الفلسطيني
أفريقيا ويتابع عن كثب التطورات وفي بداية فترة بايدن ادعى أنه (أوضاع ما قبل عدوان 1967م
ومطالب مبادرة السلام العربية
سيقوم بالتخلص من كل ما
قام به ترامب في ملف صفقة المطروحة عام 2002م).
القرن ،لكن في الواقع لم يقدم لبيان كيف اعتمدت صفقة القرن
بايدن دلي ًل على ذلك واستمرت الأصلية وتمددها على «جغرافيا
محاولات التمدد الصهيونية ثقافية» لتفكيك «مستودع الهوية»
العربي واللعب على مستوى
الصراع الهوياتي الداخلي وتفجير
تناقضاته ،في كل الدول التي
وقعت الاتفاقية أو اضطرت
لتمريرها؛ يمكن لنا أن نذكر
ما حدث في دولة المغرب (حيث
التناقضات الداخلية واعتراف
ترامب بوجهة نظر الدولة المغربية
في الصراع على الصحراء) ،وفي
السودان (حيث التناقضات
الداخلية أي ًضا وانعكاسها
الدولي عندما قام ترامب برفع
السودان من قائمة الإرهاب
والوعد بالمساعدات المادية من
الصندوق الإبراهيمي الذي
مولته الإمارات) ،وفي مصر (تم
ذلك عبر التناقضات الإقليمية مع
أثيوبيا والضغط من خلال ملف
سد النهضة وإدارة تناقضاته
والصراع الهوياتي مع المركزية
السوداء الذي غذته أمريكا من
قبل) ،ومع الإمارات والسعودية
تم ذلك بدافع طموحهما في
التحول لمركز نفوذ عربي على
حساب المراكز القديمة في مصر