Page 136 - merit 47
P. 136

‫العـدد ‪47‬‬                        ‫‪134‬‬

                                     ‫نوفمبر ‪٢٠٢2‬‬

     ‫إلى رصيدها وتأكي ًدا لمكانتها‬        ‫لأنها كانت ستكون هدية بلا‬               ‫الصهيونية واجندتها‪.‬‬
     ‫الإقليمية والدولية‪ ،‬واعترا ًفا‬      ‫ثمن وشراء عداوة بلا مقابل‬           ‫وقبيل القمة شهدت المنطقة‬
      ‫أمريكيًّا بـ»الاحتياج» إليها‪،‬‬     ‫مع روسيا والصين‪ ،‬ولم تقدم‬          ‫العربية تحركات مكثفة وعدة‬
 ‫وإقرا ًرا علنيًّا من واشنطن بأنها‬        ‫السعودية تنازلات في سقف‬         ‫لقاءات بين قادة الدول العربية‬
      ‫أخطأت الحسابات وأساءت‬                                             ‫للوصول إلى رؤية واضحة للقمة‬
‫التقدير والتصرف مع بعض دول‬                 ‫إنتاج البترول تحرجها على‬      ‫المرتقبة‪ ،‬كانت السعودية الدولة‬
 ‫المجلس‪ ،‬وتحدي ًدا السعودية»(‪.)4‬‬       ‫مستوى منظمة أوبك‪ ،‬ولم يقبل‬           ‫الداعية تجد فيها فرصة من‬
                                        ‫الجميع أن تكون القمة موجهة‬     ‫خلال ولي العهد محمد بن سلمان‬
‫ثانيا‪ :‬الصراع الهوياتي‬                 ‫ضد إيران وقدموا خطا ًبا يتسم‬        ‫لرد المكانة في مواجهة أمريكا‪،‬‬
  ‫في فلسطين وحرب‬                       ‫بالموضوعية والانضباط‪ ،‬وفشل‬          ‫وتشدد جو بايدن في الخطاب‬
 ‫الأعلام في عهد بايدن‬                   ‫طموح «إسرائيل» تكوين حلف‬       ‫ضد ولي العهد شخصيًّا‪ ،‬وفرصة‬
                                                                         ‫لتغيير السياسة الأمريكية تجاه‬
     ‫‪ -1‬حرب الأعلام وتصاعد‬               ‫ناتو شرق أوسطى تكون هي‬              ‫المنطقة التي كانت تقوم على‬
              ‫الصراع الرمزي‪:‬‬              ‫مركزه‪ ،‬لكنها خرجت باتفاق‬      ‫الأمن في مواجهة البترول والمال‪،‬‬
                                        ‫يسمح لطيرانها بعبور الأجواء‬        ‫والإمارات وجدت فيها فرصة‬
  ‫على المسار الفلسطيني سيتمثل‬        ‫السعودية‪ ،‬ويبدو أن ذلك كان على‬         ‫لزيادة المكانة بشكل رخيص‬
      ‫الصراع الهوياتي بالتواكب‬         ‫صلة بتمرير السيادة السعودية‬     ‫التكلفة‪ ،‬فالسعودية ستتحمل عبء‬
    ‫مع صفقة القرن المعدلة التي‬           ‫على جزيرتي تيران وصنافير‬          ‫المواجهة‪ ،‬لتبدو هي في موقف‬
                                        ‫مصريتي الأصل‪ ،‬وعلاقة ذلك‬            ‫الطرف الأقل تشد ًدا حتى لو‬
‫سيتبناها الديمقراطيون والرئيس‬        ‫باتفاقية السلام الموقعة بين مصر‬    ‫التزم بالموقف العربي العام تجاه‬
  ‫الأمريكي جو بايدن‪ ،‬في الشكل‬         ‫و»إسرائيل» في المناطق الحدودية‬       ‫القمة‪ ،‬أما مصر فكان سياسة‬
    ‫الرمزي للهوية الذي ستمثله‬                                           ‫إدارة التناقضات وتفجيرها التي‬
     ‫حرب الأعلام بين الصهاينة‬                 ‫التي تشمل الجزيرتين‪.‬‬     ‫أدارها ترامب ضدها في ملف سد‬
                                         ‫وفي الإجمال رأى البعض أنه‬        ‫النهضة في خضم صفقة القرن‬
 ‫والفسطينيين‪ ،‬إذ ستصل المسألة‬           ‫«في المشهد العام‪ ،‬يمكن اعتبار‬  ‫الأصلية لا تزال عالقة في أذهانها‪،‬‬
 ‫إلى ذروتها عندما قامت سلطات‬           ‫كل الدول العربية‪ ،‬التي شاركت‬        ‫فقدم الرئيس السيسي خطا ًبا‬
‫الاحتلال الصهيونية بالتوازي مع‬        ‫في القمة رابحة‪ ..‬خصو ًصا دول‬       ‫متواز ًنا إلى حد كبير يحافظ على‬
 ‫جملة الأحداث السياسية المواكبة‬         ‫مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬التي‬      ‫المصالح المصرية‪ ،‬وحدها الأردن‬
                                       ‫كان انعقاد القمة إضافة جديدة‬       ‫كانت تتعرض لضغوط إقليمية‬
    ‫للتطورات السياسية الراهنة‪،‬‬                                              ‫ودولية كبيرة فرأت في القمة‬
     ‫بتنظيم ما يعرف بـ»مسيرة‬                                            ‫فرصة لكسب الود الأمريكي عبر‬
 ‫الأعلام» التي تحدث سنو ًّيا منذ‬                                         ‫الترويج لمشروع «الناتو الشرق‬
     ‫عام ‪1968‬م‪ ،‬احتفا ًل بدخول‬
    ‫القوات الصهيونية إلى القدس‬                                                               ‫أوسطى»‪.‬‬
    ‫الشرقية والوصول لما يسمى‬                                                  ‫من ثم انتهت قمة جدة إلى‬
      ‫«الحائط الغربي» أو «حائط‬                                              ‫غير ما أراده جو بايدن رغم‬
   ‫البراق»‪ ،‬في حرب عام ‪1967‬م‪،‬‬                                                 ‫محاولته توظيف تكتيكات‬
 ‫قبلها كانت القدس مقسمة نتا ًجا‬                                          ‫تفجير التناقضات في «مستودع‬
    ‫لحرب عام ‪1948‬م لقسمين‪،‬‬                                                ‫الهوية» العربي‪ ،‬فلم تقدم دول‬
     ‫فرغم أن قرار الأمم المتحدة‬                                            ‫المنطقة إدانة للحرب الروسية‬
 ‫لتقسيم فلسطين رقم ‪ 181‬لسنة‬
 ‫‪ 1947‬نص على أن القدس خارج‬
  ‫التقسيم بين العرب والصهاينة‬
   131   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141