Page 140 - merit 47
P. 140

‫العـدد ‪47‬‬                           ‫‪138‬‬

                                     ‫نوفمبر ‪٢٠٢2‬‬

   ‫التناقضات نفسها التي وظفها‬           ‫الاقتصادي العربي الصهيوني‬           ‫النعش الذي حمل جسد شيرين‬
  ‫ترامب بقوة في المنطقة العربية‪،‬‬       ‫الذي ركزت عليه صفقة ترامب‪،‬‬           ‫أبوعاقلة لأنه كان ملفو ًفا بالعلم‬
  ‫والحقيقة أن حرب الأعلام هي‬                                              ‫الفلسطيني‪ ،‬وشهدت التحضيرات‬
   ‫حرب رمزية بطولية يقوم بها‬             ‫وكان هو مركزها‪ ،‬مع تجاهل‬
                                     ‫السلطة الفلسطينية تما ًما‪ ،‬مستغ ًّل‬        ‫لمسيرة الأعلام نفسها عدة‬
      ‫الشعب الفلسطيني‪ ،‬في ظل‬                                                     ‫مواجهات مباشرة لخطف‬
‫ضغوط شديدة على البلاد العربية‬          ‫الضغوط الاقتصادية والمتغيرات‬         ‫الأعلام الصهيونية من الشباب‬
‫الرسمية وإحساس دفين بالمرارة‬           ‫العالمية على دول الطوق القديمة‬        ‫والصبية الفلسطينيين‪ ،‬وكذلك‬
                                       ‫ومن بينها مصر والأردن (رمزا‬           ‫تحليق رمزي للعلم الفلسطيني‬
   ‫المكتومة عند الشعوب العربية‪.‬‬      ‫مرحلة التطبيع القديمة)‪ ،‬ومستغ ًّل‬     ‫عبر طائرة موجهة صغيرة فوق‬
                                      ‫رغبة الإمارات والسعودية (رمزا‬        ‫الحشود الصهيونية المشاركة في‬
‫ثال ًثا‪ :‬الصراع الهوياتي‬
   ‫في مصر وصفقة‬                           ‫مرحلة الاستلاب للصهيونية‬                     ‫يوم المسيرة نفسه‪.‬‬
     ‫الديمقراطيين‬                     ‫الجديدة والاتفاقيات الإبراهيمية)‬      ‫بالإضافة إلى عدة وقائع أخرى‬
                                      ‫في التحول إلى لاعب إقليمي دولي‬        ‫لحرب الأعلام؛ مثل إنزال العلم‬
     ‫‪ -1‬الصفقة ونهاية فلسفة‬                                               ‫الفلسطيني من على واجهة ناطحة‬
     ‫الكويز «القديمة» والأزمة‬             ‫بالاعتماد على الوفرة النقدية‬
                                      ‫الرهيبة التي تراكمت من البترول‬           ‫سحاب تقع على مشارف تل‬
                    ‫الهوياتية‪:‬‬        ‫عمو ًما وفي ظل الأزمة الأوكرانية‬        ‫أبيب كانت قد وضعته جماعة‬
  ‫كان توقيع ما ُعرف بـ»اتفاقية‬                                              ‫ضغط «إسرائيلية» متعاطفة مع‬
    ‫تسهيل نفاذ السلع بين مصر‬                              ‫خصو ًصا‪.‬‬
‫وإسرائيل» في نهاية شهر مارس‬                    ‫ومن دلائل تعزيز البعد‬           ‫الفلسطينيين إلى جوار العلم‬
                                           ‫الاقتصادي في صفقة القرن‬             ‫الصهيوني‪ ،‬وبعد منع قوات‬
    ‫الماضي وعقب اجتماع النقب‬            ‫المعدلة؛ توقيع الإمارت لصفقة‬         ‫الاحتلال الصهيونية محاولات‬
‫الذي عقدته «إسرائيل» في الأرض‬         ‫تجارة حرة هي الأولى من نوعها‬          ‫متعددة لرفع العلم الفلسطيني‪،‬‬
                                       ‫بعد مسيرة الأعلام بأيام قليلة‪،‬‬     ‫لدرجة أن الجنود الصهاينة قاموا‬
   ‫العربية المحتلة بحضور وزراء‬            ‫وعودة الحديث عن مشروع‬                ‫بتأمين مستوطنين متطرفين‬
   ‫خارجية بعض الدول العربية‪،‬‬           ‫نيوم وسط تسريبات تشي بأن‬
  ‫نقطة تاريخية فاصلة‪ ،‬حيث قد‬          ‫بايدن يريد قطف ثمار ما مارسه‬               ‫حينما كانوا ين ِّزلون العلم‬
   ‫«أوضحت الوزارة أن التوقيع‬               ‫ترامب على السعودية وولي‬             ‫الفلسطيني في إحدى مناطق‬
     ‫تم بحضور وزيرة التخطيط‬           ‫العهد‪ ،‬في ملف حضور السعودية‬             ‫الضفة الغربية المحتلة‪ ،‬وحين‬
   ‫هالة السعيد ووزيرة الصناعة‬           ‫في صفقة القرن ودمج الوضع‬               ‫ننظر للأمر من زاوية أوسع‬
‫نيفين جامع مع وزيرة الاقتصاد‬          ‫الدولي لجزيرتي تيران وصنافير‬          ‫لتلك الحرب الرمزية سنجد أنها‬
                                        ‫(مصريتي الأصل) في السيادة‬         ‫تكتسب أهمية خاصة‪ ،‬لأنها تأتي‬
     ‫الإسرائيلية أورنا بارييفاي‪،‬‬      ‫السعودية ووفق اتفاق سلام مع‬           ‫في وقت تشير المؤشرات فيه إلى‬
‫حيث تناول اللقاء‪ ،‬التباحث حول‬          ‫«إسرائيل»‪ ،‬بالإضافة إلى توقيع‬       ‫احتمالية تمرير نسخة معدلة من‬
                                      ‫مصر ما عرف بـ»اتفاقية تسهيل‬            ‫صفقة القرن‪ ،‬بترتيبات مماثلة‬
    ‫سبل تعزيز التعاون التجاري‬             ‫نفاذ السلع» مع إسرائيل في‬       ‫للنسخة القديمة‪ ،‬لكن بخطاب أقل‬
    ‫والاقتصادي بين البلدين‪ ،‬فى‬          ‫خضم اجتماع النقب الذي عقد‬         ‫حدة ووعي دبلوماسي ديمقراطي‬
                                                                          ‫أمريكي هذه المرة بد ًل من خطاب‬
      ‫إطار البروتوكول المشترك‬                         ‫قبل فترة قليلة‪.‬‬     ‫ترامب الجمهوري الحاد والعنيف‪.‬‬
      ‫الخاص بالمناطق الصناعية‬              ‫ومن وجهة نظر ما قد يبدو‬
    ‫المؤهلة «الكويز» بهدف زيادة‬          ‫أن بايدن لا يمارس الضغوط‬                  ‫ومن هذه المؤشرات على‬
       ‫القدرات التصديرية خلال‬          ‫المباشرة التي ُعرف بها ترامب‪،‬‬           ‫تلك الصفقة المعدلة الخاصة‬
   ‫المرحلة المقبلة»(‪ ،)8‬فرغم أنه تم‬       ‫لكنه يستخدم مدرسة تفجير‬               ‫بالديمقراطيين‪ ،‬تعزيز البعد‬
   ‫الإعلان عنها في سياق اتفاقية‬
     ‫«الكويز» القديمة بين مصر‬
   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145